الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق والتوتر يؤدي إلى شد مزمن للأعصاب والعضلات؟

السؤال

السلام عليكم.

هل القلق والتوتر يؤدي إلى شد مزمن للأعصاب وألم للعضلات في بعض الحالات؟ وقد جربت تمارين الاسترخاء, وبعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب؛ لكن دون فائدة, فما هو علاج شد الأعصاب والعضلات المزمن والمرافق للقلق والتوتر؟ خصوصا وأني عندما أضع رأسي على المخدة أو كفي في السجود؛ أشعر بنبض العرق في الرقبة والأطراف.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإجابة بنعم، القلق والتوتر يؤدي إلى شد عضلي، خاصة أعضاء معينة بالجسم مثل عضلات الصدر وعضلات فروة الرأس وعضلات البطن وأسفل الظهر، هذه تكون أكثر تأثرًا إذا كان الإنسان قلقًا ومتوترًا.

نصيحتي لك هي فقط من أجل التأكد: أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، وذلك من أجل إجراء فحوصات عامة -طبيب الأمراض العصبية أو طبيب الأمراض الباطنية- وبعد التأكد من سلامتك الجسدية -وهذا هو الذي أتوقعه إن شاء الله تعالى- هنا أعتقد أنه يوجد مجال كبير إلى أنك سوف تستجيب استجابة جيدة للعلاجات النفسية، والعلاجات النفسية تتمثل في:

أولاً: حين يؤكد لك أنك سليم مائة بالمائة، هذه رسالة علاجية قوية جدًّا سوف تكون سندًا لك ومؤازرًا لئلا تدخل في قلق المخاوف المرضي.

ثانيًا: تمارين الاسترخاء مفيدة -ومفيدة جدًّا- لكنها تتطلب تطبيقا دقيقا, واستمرارا عليها، فإذا دربك أحد المختصين عليها هذا هو الأفضل، وإن لم تستطع ذلك فأرجو أن ترجع إلى استشارة (2136015) وإن شاء الله تعالى ستجد فيها ما يفيدك.

بالنسبة للأدوية المضادة للقلق والاكتئاب مهمة، وأنت ذكرت أنك لم تستفد منها، فربما تكون الجرعة لم تكن صحيحة، أو لم تتناول دواء متخصصا لحالتك, من أفضل الأدوية التي تفيد في هذا الشد العضلي عقار (سيرترالين) هذا دواء ممتاز جدًّا، يتم تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى حبتين -أي مائة مليجراما- يمكن تناولها كجرعة واحدة ليلاً, وبمعدل حبة صباحًا ومساءً، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

يُضاف إلى السيرترالين عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) وهذا يتم تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا -أي كبسولة واحدة- لمدة أسبوع، ثم كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة مساءً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

هذه أدوية سليمة وفاعلة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أخي الكريم: أنت أكدت على وجود الحالة القلقية في ختام رسالتك حين ذكرت أنك عندما تضع رأسك على المخدة, أو تكون في السجود تشعر بنبض العرق في الرقبة والأطراف, هذه عملية فسيولوجية طبيعية، لكن إخوتنا الذين يعانون من القلق يستشعرونها بصورة أكبر مما يزيد من توترهم، أرجو أن تصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض.

ونصيحتي الأخرى: ابحث عن المتنفسات النفسية، والتفريغ النفسي السليم يتم عن طريق التواصل الاجتماعي الجيد، والترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح، والجلوس مع الأصدقاء، حضور حلقات العلم، ويا حبذا لو انضممت إلى حلقة تلاوة، وممارسة رياضة المشي في مثل عمرك أيضًا نراها مفيدة جدًّا, فأنت في عمر الاكتئاب النفسي (حقيقة) ومضادات الاكتئاب نعم سوف تفيدك كثيرًا، لكن أيضًا تغيير نمط الحياة, والاهتمام بالرياضة, والتفكير الإيجابي هي من المكونات التي تؤدي إلى الشفاء بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قرنفلة

    ياأخي القلق حالة نفسبة لا اكثر أكيد أنك تعاني فقرا معنويا أو تمزقا إجتماعيا أو جانبا ماديا أدى بك الى الاحباط والقلق أو تماديت بأفكارك السلبية فتدمرت حالتك فالرجوع إلى الله هوالعلاج والنظر الى الحياة بأمان وأمل يارب



بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً