الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا للاكتئاب بشرط أن لا يؤثر على الهرمونات النسائية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا أعاني من كآبة، وحزن، وقلق، وتوتر، وخوف من الموت، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي أعيشها، ولا أستطيع أنا أفضفض لزوجي بشيء، فهو يعاني من القولون العصبي، والعصبية، والقلق، والحساسية، ومن أقل كلمة يعمل مشكلة، ويسيء فهمي.

وأنا أعيش مع أختي المتزوجة من أخي زوجي في منزل واحد، وبيننا حساسيات، والمسؤولية أكثرها ملقاة على عاتقي وعاتق زوجي، وضغوط الأولاد، ومضاربتهم مع بعض.

وزوجي يتناول حبوب دوغماتيل منذ ثمانية أشهر، وبمعدل حبة في اليوم، وأصبح باردا جنسيا وعاطفيا وقلقا؛ بسبب الديون والمشاكل التي يعاني منها، ويتحمل المسؤولية فوق طاقته.

أريد علاجا لنفسي لا يؤثر على الهرمونات النسائية، أن يكون رخيص الثمن، ومتوفرا في السعودية، وكذلك أريد علاجا لزوجي لا يؤثر على مسألة الجنس.

وجزاكم الله خيرا، ونفع بكم الإسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفيدة المصطفى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله لك التوفيق والسداد، والاستقرار لأسرتك الكريمة.

أيتها الفاضلة الكريمة: مهما كانت هنالك سلبيات فالإيجابيات موجودة، فأنت - الحمد لله تعالى - لديك ذرية وزوج كريم، والمستقبل - إن شاء الله تعالى - حين ينظر إليه الإنسان بإيجابية وتفاؤل فإنه يعيش حاضره بارتياح وتقبل.

أنا حقيقة أدعوك للتكيف مع ظروفك المحيطة، والتكيف يتأتى بألا ينظر الإنسان إلى الأمور بسلبية، نعم قد تكون هنالك بعض الصعوبات الأسرية، خاصة إذا كانت هنالك أسرة أخرى ساكنة معكم في نفس البيت، ومهما كانت صلة القرابة، ربما تكون هنالك بعض الحساسيات، ولكن يجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي في هذه العلاقة أيضًا، فهنالك مؤازرة، وهنالك معاونة، ولا شك في ذلك، وموضوع المشاغبات بين الأطفال هذا أمر عادي جدًّا.

فيا أختي الكريمة، خلاصة الأمر: لا أريدك أبدًا أن تنظري للأمر بسلبية، لأن النظرة السلبية تُحبط الإنسان، وتزيد عليه من الضغوطات، وتُنسيه ما هو طيب وجميل في حياته.

مساندتك لزوجك مطلوبة، وتقديرك لظروفه أيضًا مطلوب مهما كانت التضحيات من جانبك، فحاولي أن تعيشي معه حياة طيبة وهانئة وهادئة، واتركي مناقشة الأمور فيما بينكما للأوقات التي يكون مزاجه فيها طيبًا، وكذلك مزاجك أنت، وهذه دائمًا تُعضد وتُقوي العلاقات الزوجية - أي تحين الفرص الطيبة، واستغلالها على أفضل صورة - .

بالنسبة لزوجك الكريم: إن تمكن من مقابلة الطبيب، فهذا سيكون أفضل، ويمكن ان يحتاج لبعض الفحوصات، والدوجماتيل قد يرفع من هرمون الحليب لدى النساء - وكذلك لدى الرجال - وهذا قد يؤدي إلى بعض الصعوبات الجنسية.

والبرود العاطفي من أكبر أسبابه القلق الاكتئابي، فزوجك - كما ذكرت - مهموم بالديون ومشاكل أخرى، فحاولي أن تخففي عنه، وحاولي أن تكوني مدبرة وناصحة له، فهذا سيجعله مرتاحًا كثيرًا، وكثير من الأزواج الذين لديهم صعوبات ومشاكل مالية، تجدهم يحسون بالذنب حيال أسرهم، ولا يعلنون عن ذلك أبدًا، ويخافون من التقصير في حق الأسرة، وهذا يزيد من صعوباتهم الوجدانية، ويؤدي إلى المزيد من القلق، وربما الاكتئاب.

فإذن مساندة الزوج سوف تكون فيها مساندة لك أنت أيضًا.

بالنسبة لك: أعتقد أنه يمكن أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة، مثلاً: عقار (تفرانيل)، والذي يعرف علميًا باسم: (إمبرامين)، وهو دواء بسيط جدًّا، ورخيص، وغير مكلف، - وإن شاء الله - ستجدين فيه خيرا كثيرا.

تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهر، وبعد ذلك اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر آخر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا مساءً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

وحاولي مثلاً أن تخرجي مع زوجك والأطفال متى ما كان هذا مناسبًا، فالخروج إلى المتنزهات، واللعب مع الأطفال، فيه أيضًا راحة كبيرة للنفس، ويا حبذا أيضًا لو طبقت واقترحت على زوجك أن تكون هنالك حلقة قرآن، حتى ولو كانت على مستوى بسيط يحضرها الأطفال، فهذا أيضًا يعود بالخير - إن شاء الله تعالى - والبركة على البيت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً