الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسبب الكلونازيبام تلفاً لخلايا الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أتقدم بالشكر للقائمين على هذا الموقع، وأخص بالذكر الطبيب محمد عبد العليم.

أنا شاب عمري 25 سنة، أتناول دواء (clonazepam) بجرعة (0.5 mg) يومياً، كمضاد للصرع الجزئي البسيط، على شكل حركة مفاجئة لليد، قرأت في عدة مواقع، أنه مع الاستخدام الطويل قد يسبب تلفاً للدماغ، أو يسبب اضطرابات إدراكية وذهنية دائمة، وأنت تعلم أنه ربما أكون بحاجة لاستخدام هذا الدواء مدى الحياة، أرجو توضيح ما ذكر وتبيانه بشكل علمي ووافر، ومدى سلامة هذا الدواء بالنسبة لي، ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكل دواء -حتى وإن كان دواءً إدمانياً أو تعودياً- إذا استعمل بصورة راشدة -فإن شاء الله تعالى- لن تكون هناك أي تبعات سلبية، الـ (clonazepam) من الأدوية المعروفة، وهو ينتمي إلى مجموعة البنزوديازبين (Benzodiazepine) ونستطيع أن نقول إن (clonazepam) هو الدواء الوحيد في هذه المجموعة الذي له استعمالات واضحة، وإذا استعمل لهذا الغرض فلن يكون هنالك سوء استخدام، وأعني بذلك استعماله في علاج النوبات الصرعية.

من السمات التي تتصف بها هذه الأدوية مثل (clonazepam) هي ما يعرف بظاهرة التحمل، وهي ظاهرة أيضية استقلابية، أي أن الدواء يجب أن تزاد جرعته حتى يتحصل الإنسان على فائدته، وهذا يحدث من خلال أنزيمات الكبد، والنقطة الثانية والمهمة، هي أن الإنسان حين يفقد هذا الدواء لن تظهر له الآثار الانسحابية.

استعمال البنزودايزين لفترة طويلة ورفع الجرعات تدريجياً، مع ظاهرة التحمل، هذا قد يؤدي إلى بعض الإضعاف المعرفي، وهذا فسر أنه ناتج من تأثير سلبي على خلايا الدماغ، لا أحد يستطيع أن يقول أنه يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ، هذا ليس صحيحاً، ربما تحدث متغيرات بسيطة وصغيرة جداً في خلايا الدماغ تؤثر على درجة التواصل ما بين هذه الخلايا، وتؤثر على المواد الكيميائية التي توصل بين هذه الخلايا، ويكون استشعار خلايا الدماغ أقل مما هو عليه، ولذا تجد أن التدهور المعرفي قد يحصل، البعض قد يصابون بانفعالات سلبية وميل إلى العنف، كما أن بعض الناس نشاهد لديهم افتقاد الطموح، وافتقار الرغبة في عمل الأشياء الجميلة، وهذا نشاهده كثيراً مع إدمان البنزوديازبين.

من الحكم الإلهية العظيمة أن الكلونازيبام حين يستعمل لعلاج الصرع لا تظهر هذه الآثار الجانبية السلبية من خلال استعماله، وهذه رحمة عظيمة، ويظهر أن الدواء يعمل في هذه الحالة على مراكز البنزوديازبين، ومراكز القابة في الدماغ بصورة مختلفة من استعماله بالنسبة لعلاج حالات القلق أو تحسين النوم، أو المخاوف؛ لأن استعماله في مثل هذه الحالات لفترات طويلة قد يؤدي إلى التعود والإدمان والآثار السلبية الجانبية.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن تماماً أن (clonazepam) بالنسبة لك جيد وسليم، والجرعة التي تتناولها ليست جرعة كبيرة، وأنا لا أقول ذلك من قبيل المجاملة بصورة غير أمينة، فكل هذه الحقائق علمية، وكل الذي نرجوه منك أن تواظب على الجرعة حسب الإرشاد الطبي وهذه النقطة مهمة، وفي ذات الوقت عش حياتك بصورة متوازنة وفعالة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً