الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تدليل أبي لأخي هو سبب تأتأته؟ وهل يفيده العلاج السلوكي؟

السؤال

حالتنا المادية متيسرة، وأدرس بالمرحلة المتوسطة، ومستواي جيد، أمي لا تعطيني فرصة في الكلام إلا عندما تكون مشغولة، وتعاملنا معاملة حسنة، وأبي مشغول غالبا، ولكنه يلبي كل مطالبنا والتزاماتنا، وأنا قد سجلت في النادي، وأمارس الرياضة.

أخي يريد شراء دراجة، لكن أبي رفض خوفا عليه من الحوادث، هل تدليل أبي لأخي عندما رفض شراء الدراجة هو سبب التأتأة عنده؟ وهل العلاج السلوكي ينفع مع أخي؟ وما هي خطواته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي فهمت من رسالتك إنك تتحدثين عن أحد إخوتك، والذي لم تذكرين عمره، وأنه حفظه الله يعاني من التأتأة أو التلعثم في الكلام، وتتحدثين عن الظروف الأسرية، نسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا النعم وعلى جميع المسلمين.

هذا الابن بالطبع لا نعرف الكثير عن شخصيته ومكوناته النفسية، ولكن بصفة عامة التربية المتوازنة تقوم على أساس أن لا يكون هنالك تدليل أكثر مما يجب، وأن لا يكون هنالك أيضا الصرامة والمخاشنة، فالتربية الوسطية هي دائماً أفضل، وأفضل طرق التربية والتي تجعل الطفل يحس بالأمان، هي التي تقوم على مبدأ التوجيه، والتحفيز، والتشجيع، وتجاهل السلبيات، والتوبيخ اللطيف في بعض الأحيان، هذه الأسس الرئيسية التي ننصح بها.

موضوع الدراجة: إذا كان هذا الابن بالطبع متعود أن تجاب جميع طلباته، فهذا الأمر أي رفض الدراجة له قد أثر عليه سلباً، وجعله يحس بشيء من القلق والتوتر ، وهو بالطبع لا يتفهم حرص والدك وتخوفه حول موضوع الحوادث، فأصبح فكر الطفل منصباً ومنكباً حول الحصول على الدراجة، وهذا سبب له قلقا وتوترا وشعورا بالإحباط، وهذا قد يساعد في ظهور التأتأة، والتأتأة في مثل هذه الحالات نسميها بالنكوث النفسي أي أن الطفل رجع إلى مرحلة تطويرية، أقل من عمره الذهني والعقلي، وكذلك عمره الميلادي، وهي نوع من الاستجداء، أو صرخة يطلب من خلالها الطفل المساعدة، هذا كله يعمل من خلال ما نسميه باللاشعور، أعتقد أن الطفل يجب أن يطمأن، وأن تشرح له الأمور بشيء من المعقولية التي تساوي وتطابق عمره ومفاهيمه، وهذا -إن شاء الله تعالى- سوف يساعده، وهذا هو العلاج السلوكي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بأمر أخيك وثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً