الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف من جلطة قلب بعد شربي للخمر مخلوطا بمشروب الطاقة.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جعل الله كل ما تفعلونه في ميزان حسناتكم بجاه الشهر الفضيل، ورمضان مبارك على الجميع.

الحمد لله، أنا الآن مواظب على الصلوات والصيام، ونادم على فعلتي -والحمد لله- أصبحت أقرب إلى الله بكثير مما كنت.

ما حدث لي هو أني قبل سنة شربت الخمر (الفودكا)، وخلطتها مع مشروب الطاقة، وأنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما، وفي نفس الليلة أخذت معها حبة من الفياجرا، ومارست الجنس، وفي اليوم الثاني أحسست بدوخة عند النهوض مع دقات قلب قوية، فخفت أنها جلطة، وأني سأموت كافرا، ففزعت ووقعت أرضا على رأسي، ولكني لم أفقد الوعي، وكأني كنت متشنجاً، فطلبوا لي الإسعاف، ولم أستطع قول الحقيقة للطبيب (غير الكحول، ومشروب الطاقة) لا حبة الفياجرا.

المهم أختذ الفحوصات اللازمة، وقال ضغطك طبيعي، والقلب طبيعي، وأخذ صورة سريعة للرأس، لا أعرف ما هي؟ وكانت طبيعية، وقال كل ما أصابك هو نوبة هلع من المخاطر التي كنت تحسب حسابها.

ولكن ما حدث لي هو أني كنت أنسى كثيرا، ولا أركز ولا أعلم مم أنا خائف حتى في الصلاة شيء يقول لي لا تكذب على رب العالمين، فأنت تصلي حتى يشفيك الله، وأنت تعلم أنك كافر، وهناك أفكار أخرى لا أحب أن أتذكرها؛ لأنها تسبب لي تشنجا يشبه الصرع من قوة القلق.

المهم الآن أعاني من شعور بالخوف، وشعور آخر لا أعرف له اسما، ولكنه مزعج، وعندما أشعر بسعادة لوهلة تأتيني فكرة أو ذكرى تزعجني وتعيدني إلى القلق والخوف.

طبعا أخذت الكثير من الأدوية، ولم ألتزم بالعلاجات النفسية تحت إشراف طبيب النفسي (بروزاك، سبرليكس،اوتوراكس،زانكس، سوركويل، رزبديون)، وهناك ظاهرة مخيفة تأتيني كثيرا، وهي أني أراقب نفسي، وأكلم نفسي في كل شيء أفعله!.

لدي صداع دائم في كل الرأس، وشد في الرقبة، طبعا كل منا يأتيه صداع، ويزول ولكن صداعي مصاحب لي من وقت الحادثة، والسؤال الأهم، هل ممكن أن تكون فرصة الجلطة كبيرة بالنسبة لي، فأنا أشعر -لا سمح الله- من الألم أنها قريبة.

شكرًا لكم على كل حال، وعيد مبارك على جميع العاملين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صافي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فيظهر أن رسالتك وصلتنا متأخرًا بعض الشيء، أو أننا قد تأخرنا في الرد عليك لأسباب فنية في الغالب، عمومًا نرحب بك جدًّا، ونشكرك على تهنئتك لنا بشهر رمضان الفضيل، نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يجعل جميع أيام المسلمين طيبة وبركة.

أنا تفهمتُ رسالتك جيدًا، وأقول لك أن الذي حدث لك هو نوع من التسمم الدماغي الشديد، وذلك نسبة لتناول الفودكا مع الفياجرا، وكذلك مشروب الطاقة الذي يحتوي على كمية عالية من الكافيين، هذا كله -أيها الفاضل الكريم- نتج عنه الحالة الدماغية الفسيولوجية التي أثرت مباشرة على ما يعرف بالموصلات العصبية في الدماغ؛ لذا ضعف عندك التركيز، وأصبح الاستيعاب لديك شبه معدوم، ودخلت في الحالة التي جربتها أنت بكل تفاصيلها، وبعد ذلك بعد أن سُحبت هذه السميات من جسدك تلقائيًا بدأت تُدرك القلق الذي نتج كنوع من رد فعل للتسمم الدماغي، ويظهر أن الحالة - كما ذكر لك الطبيب - هي حالة قلقية فيها شيء من المخاوف والتوتر.

أيها الفاضل الكريم: أهم خط العلاج هو ألا يتكرر ما حدث، والمؤمن كيِّس فطن، وأنت -إن شاء الله تعالى- كيس فطن. التجربة التي مرت بك يجب أن تكون مُنذرة لك تمامًا، وبالنسبة للحالة: أنا لا أعتقد أن هنالك أي مؤشرات تدل على وجود جلطة، أو شيئا من هذا القبيل، لكن بصفة عامة أنصحك أن تعيش حياة مستقيمة، حياة صحية جيدة، تدير وقتك بصورة صحيحة، تتناول غذاءً متوازنا، -والحمد لله تعالى- أنت رجل تعمل في مجال الطبخ، عليك أن تمارس الرياضة، الرياضة مفيدة جدًّا، ودائمًا ابحث عن الرفقة الطيبة الرفقة الصالحة، وصلاة الجماعة في المسجد تعتبر فرصة عظيمة ومرتع خصب للإنسان لأن يتعرف على الصالحين من الناس، وأن يغيّر طريقة حياته، فكن حريصًا على ذلك -أخي الفاضل الكريم-.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا سوف أصف لك أدوية بسيطة جدًّا، أرى أنها سوف تفيدك كثيرًا، أرجو أن تلتزم بتناولها، الدواء المهم بالنسبة لك عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة ثلاث مرات في اليوم، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجرامًا، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين آخرين، ثم كبسولة واحدة مساءً لمدة شهر.

بجانب الدوجماتيل هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) هو دواء طيب، ودواء فاعل، يحسن المزاج، -وإن شاء الله تعالى- يساعدك في زوال هذه الأعراض النفسوجسدية.

ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا - استمر في تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذه الجرعة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً