الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك فرق بين الأنافرانيل والبروزاك؟ وأيهما أفضل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 23 سنة، أدرس بالجامعة، ولكن في فترة الامتحانات كنت أتوتر بشكل كبير، ويستمر التوتر فقط في فترة الامتحانات، ولا أستطيع النوم، وأشعر بخفقان القلب، وانسداد الشهية، وهذه الأعراض فقط من الصباح إلى العصر، وأنا عندي وسواس قهري متوسط، ورهاب اجتماعي قليل، ذهبت للدكتور فوصف لي أنافرانيل حبتين قبل النوم، ولكنه أتعبني من أول حبتين، فلم آخذه، فذهبت لدكتور آخر فوصف لي بروزاك (حبة صباحا) و (propranolol) مرتين باليوم، ولكني استمريت عليهما فقط 6 أيام، هذا قبل 5 أشهر، ولكني الآن أريد أن آخذ إحدى الوصفتين، علماً بأنني الآن أصبحت أشعر بالأعراض في أوقات مختلفة من اليوم، فهل يا دكتور هناك فرق بين الأنافرانيل والبروزاك، وأيهما أفضل؟ وكيف آخذ الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صبحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمشكلتك بسيطة، وهي قلق المخاوف، ومكوناته واضحة جداً، وهي التوتر حين يتطلب الموقف زيادة أو ارتفاعاً في الأداء، كالامتحانات مثلاً، وكذلك لديك شيء من الرهاب الاجتماعي، وقليل من الوسوسة، وهذه -إن شاء الله تعالى- بسيطة جداً، أريدك أن تتفهم أن الحالة ليست خطيرة وليست صعبة؛ لأن هذا سوف يساعدك دائماً، حقر هذه الأعراض، وعليك أن تنتهج منهج المواجهة؛ لأنه مهم جداً، والمواجهة في بداية الأمر سوف تسبب لك قلقاً وتوتراً، لكن بعد ذلك سوف ينخفض القلق تدريجياً، وهذا يسمى بالتحسين التدريجي، يعني تحصن نفسك ضد هذه المخاوف.

تطوير المهارات الاجتماعية يعتبر مطلوباً، أن تشارك الناس في مناسباتهم وفي أفراحهم، وتكون دائماً في الصلاة في الصفوف الأولى، وهذا يساعدك كثيراً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة، الطبيب ربما وصف لك الأنفرانيل؛ لأنه غير مكلف، وهو دواء قديم نسبياً، لكنه جيد، ويعاب عليه فقط بعض الآثار الجانبية التي قد لا يتحملها البعض، البزوزاك دواء ممتاز جداً، وقليل الآثار الجانبية والسلبية، لكنه في بعض الأحيان قد يزيد التوتر قليلاً في بداية العلاج، فإن شئت أن تبدأ بالبروزاك ابدأ بكبسولة واحدة يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أِشهر، ثم اجعلها كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أما بالنسبة لـ (propranolol) فهو يعتبر دواء إسعافياً، وهو كابح لمفرزات البيتا، وهي مواد معينة تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب حين تفرز كمية كبيرة، فإذن من ناحية العلاج الدوائي الموضوع سهل وبسيط جداً، أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، البروزاك ذكرت لك في بعض الأحيان أنه قد يسبب قلقاً بسيطاً، هذا الأمر يجب أن لا يشغلك، وإن حدث لك ذلك فهنا سوف يكون العلاج البديل هو العقار الذي يعرف باسم سيرتللين، واسمه التجاري زولفت، وكذلك لسترال، وله مسميات تجارية أخرى حسب الدولة المنتجة.

إن كان اختيارك السيرتللين، فالجرعة هي نصف حبة، أي (25) مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، أي (50) مليجرام، تناولها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين في اليوم، أي (100) مليجرام، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأما الـ (propranolol) فيتم تناوله كما هو الحال مع البروزاك، إذن خيارك أما يكون البروزاك -وهذا هو الذي أفضله- لكن إن حدثت لك أي إشكالية معه بعد تناول الدواء بأسبوعين أو ثلاثة، هنا أٌقول لك انتقل مباشرة إلى السيرتللين كما ذكرت لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً