الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرجع لسابق عهدي من صلاة وقراءة للقرآن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر جزيل الشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، أنا في الـ 34 من العمر، طيلة حياتي كنت ذكياً ومتفوقاً في دراستي، ومحافظاً على ديني، من صلاة وصيام وعبادات -ولله الحمد والمنة- منذ مدة ليست بالقصيرة (بضع سنين) أصبحت أشعر بصداع وعدم ارتياح عند سماع القرآن، بل أصبحت لا أستطيع سماعه ولا قراءته إلا بصعوبة كبيرة، وإذا قرأت أو استمعت يذهب الخشوع ولا أفهم ما أقرأه! ويزداد الصداع والنفور حتى أغلق المصحف، أو أغير القناة التي يقرأ فيها القرآن الكريم!!

كذلك عندما أقوم لأداء الصلاة ينتابني نفس الشعور، وأسهو كثيراً في صلاتي، ولا أدري كم صليت، ولا بأي سورة قرأت! وهذا الأمر يتكرر في كل صلاة، أيضاً عند القيام للصلاة ينتابني التفكير في مشاكل الحياة وهمومها، وتعرض علي كاملة كأنني أقرأ ما أعيشه، ولا يذهب هذا التفكير إلا بعد الخروج من الصلاة، وعند الوضوء لا أستطيع الاقتراب من الماء إلا بصعوبة كبيرة، وأحس بنفس الأحاسيس السابقة، وأسهو في وضوئي، فلا أعلم أغسلت وجهي أم لا، أو هل غسلت أحد الأعضاء مرة أم ثلاثاً، كذلك الأمر عند محاولتي الصلاة جماعة في المسجد، أو الاستماع لحلقة ذكر على التلفزة.

أصبحت كذلك أنفر من الدراسة بشكل كبير، ثم تطور الأمر أكثر فأكثر، فأصبحت حتى لا أستطيع أداء واجباتي اليومية بشكل جيد.

أسألكم أن تدعوا لي بالهداية، وأن أتعافى من هذه الحالة التي أتعبتني كثيراً، ثم أسترشدكم كيف الخلاص من هذه الحالة أثابكم الله العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وظلم الظالمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فالذي يبدو منها أنك تعرضت لاعتداء من جهة بعض الظلمة الذين لا يخافون الله ولا يتقونه، وهذا الاعتداء قد يكون عبارة عن حسد، عين سبقت صاحبها، رجل لا يحب لك الخير، بعض الناس أزعجهم أنك متميز وأنك على قدر من الصلاح والديانة، فحسدوك، وقد يكون هذا الحسد من الجن نفسه، فإن الجن يحسد أيضًا كما يحسد الإنسي، وقد يكون هذا نوعاً من المس، وإن الجن أحيانًا أيضًا عندما يعجز الشيطان مع الإنسان في إفساد دينه وإيقاعه في الحرام يُسلط عليه جنّيًا من هؤلاء المردة فيفسد عليه حياته.

هذه كلها فرضيات واردة، هذا كلامي كله وراد، أن يكون هذا الأول أو يكون غيره، وقد يكون شيئًا آخر، ولكن ولله الحمد والمنة حالتك في العموم علاجها في الرقية الشرعية - بإذن الله تعالى – ولذلك الذي أنصحك به - أخي الفاضل علي – إن كنت تستطيع أن ترقي نفسك فارقِ نفسك بنفسك، لأنك كما تعلم أنه ليست النائحة كالثكلى، فأنت صاحب البلاء وصاحب الهم، وأنت تعاني وتعرف حجم معاناتك، فلعل رقيتك لنفسك تكون أنفع من رقية غيرك لك.

أما إذا كنت لا تستطيع ذلك فلا مانع أن تستعين بأحد إخوانك من طلبة العلم من الذين عُرف عنهم صلاح العقيدة وصحة العبادة ويقومون بممارسة الرقية بطريقة بعيدة عن الشعوذة والدجل، لا مانع أن تعرض نفسك عليه ليقرأ عليك حسب حاجتك، فإن هناك أحيانًا بعض الإخوة يقوم بعمل رقية لمرة واحدة فيشفيه الله تمامًا من كل العلل والأسقام، وأحيانًا يحتاج إلى تكرار الرقية كالمرض العضوي، بعض الأمراض تأخذ لها حبة فيأتي الشفاء من الله، وبعضها قد يحتاج إلى تكرار جرعات الدواء حتى يتحقق الشفاء، كذلك الرقية الشرعية.

فأنا أرى بارك الله فيك أن الأمر - بإذن الله تعالى – سهل ميسور، وما عليك إلا الرقية الشرعية التي - بإذن الله تعالى – سوف تخرجك من ذلك كله، وأنت من الآن فصاعدًا - رغم معاناتك في الصلاة - لا تتوقف عن الصلاة، ولا تتوقف عن العبادات التي تؤديها، ولا تتوقف كذلك عن القرآن، لأن ذلك الله تبارك وتعالى جعله خط دفاع عنك، فلولا هذه العبادات الطيبة التي تمارسها رغم صعوبتها عليك الآن لكان وضعك أسوأ من هذا بكثير وكثير وكثير، فعليك بممارسة ما أنت عليه من أعمال الطاعة والعبادة، لأنك بذلك تُعين نفسك وتحافظ أيضًا على صحتك بصورة أو بأخرى.

ثم أنصحك بالمحافظة أيضًا على أذكار الصباح والمساء بانتظام خاصة ما ثبت في السنة عن نبيك – صلى الله عليه وسلم بقوله: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، كذلك التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً.

هذه مهمة جدًّا حقيقة في دفع البلاء عنك، وفي رد كيد الشيطان إلى نحره، فحافظ على هذه بانتظام، وأكثر من قراءة آية الكرسي، واجتهد أن تكون على وضوء قدر استطاعتك ومعظم وقتك، لأنك بذلك تُدخل نفسك في حفظ الله، وأكثر من ذكر الله تعالى فإن الذكر حصن حصين إذا أويت إلى الله تبارك وتعالى كفاك.

هذه كلها عوامل وضف إليها أيضًا الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – بنية الشفاء وقضاء الحاجة، وفوق ذلك كله الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيك، ونحن هنا في الموقع نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.

فنحن ندعو لك أنا وإخواني جميعًا بالموقع، وأسأل الله عز وجل أن يُلبسك ثوب العافية عاجلاً غير آجل، وأن يرد عنك كيد من كاد لك، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يُعيد إليك نشاطك اليومي في كل أمورك، سواء أكان في أمر العبادة أو الطاعة أو الدراسة أو بقية أمور حياتك، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب wissal

    chokran jazilan

  • فرنسا loubna

    أنا أعاني من نفس الشئ حتى إنه في بعض الاحيان أفكر في الموت.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً