الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر والقلق وكل يوم تزداد حالتي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ..

أنا أعاني من مشكلة أتعبتني كثيراً، والمصيبة أنها في تزايد مستمر.

في بداية الأمر أنا أعاني من التوتر والقلق والخوف من الأمراض والموت، فعندما أشعر بأي شيء في جسدي تنتابني نوبة من التوتر والقلق المخيفة، وتتزايد نبضات القلب، وأشعر بإسهال وعدم الشهية للأكل.

في الفترة الأخيرة تطورت الحالة معي، فأصبحت أفكر بكل شيء .. أولا: أشرب الماء بشكل كبير، وعندما أنام ينحشر البول - أعزكم الله - ولا أخرجه، فعندما أصحو أشعر بآلام في الجنبين من الخلف وأسفل البطن، وقبل مدة شعرت بألم شديد نوعا ما أسفل البطن .. ومنذ ذلك الوقت وأنا كل ما أصحو أشعر بغازات وتعب (وإسهال غير مستمر).

ومنذ فترة عندما صحوت من النوم شعرت وأنا أصلي باضطراب نبضات القلب عند الرفع من السجود، وبعدها بساعة تقريبا بدأت أرتعش، وأشعر بتنميل في أطرافي وجفاف في الفم.

والبارحة قبل النوم شعرت بكتمة وضيق تنفس في الصدر، ونغزات، وسرعة في دقات القلب، مع العلم أنني أشعر بألم في المعدة عند الصباح وفقدان الشهية، واضطراب في الأمعاء بعد الأكل، وأستخدم علاجا للقولون (ميفا) و (نكسيوم) للمعدة، عملت منظارا للمعدة وقالوا: أنها مجرد التهابات بسيطة وارتجاع بسيط.

أصبت قبل فترة بالأميبا، واستخدمت علاجا أعتقد اسمه نورازول أو ما شابهه لمدة خمسة أيام، وعملت تحليل براز بعدها وقال الطبيب: أنها اختفت والحمد لله، وقلت: هل يحتاج عمل تحليل آخر لكنه قال لا يحتاج.

قمت بمراجعة طبيب نفسي، ووصف لي علاجا اسمه (روميرون وكاركسات)، لكني لم أستخدمه لخوفي من الآثار وعدم حبي للأدوية.

أنا خائف، وأشعر أن كل شيء في جسدي غير مستقر، فلم أعد أفكر بشيء، ولا أرغب بشيء غير هذا القلق الذي أوشك أن يسيطر عليّ.

أرجو أن تنقذوني، وفقكم الله ورحم والديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أعراضك في مجملها ذات طابع عضوي وجسدي، لكن قطعًا منشأها نفسي، والتشخيص المبدئي والرئيسي لحالتك هو أنك تعاني من قلق المخاوف الاكتئابي من الدرجة البسيطة، وهذا نتج عنه الأعراض الجسدية المختلفة، خاصة أعراض الجهاز الهضمي.

بالنسبة لموضوع الأميبا: هذه إصابة شائعة، وعلاجها بالفعل هو النورازول، والجرعة لمدة خمسة أيام كافية جدًّا. استمرارك على الميفا والنكسيوم لا بأس بها أبدًا لأنها أدوية مفيدة وجيدة، لكن أعتقد أنك في حاجة حقيقية لعلاج نفسي، لأن الحالة في الأصل تحمل الطابع النفسي كما ذكرت لك.

أدوية بسيطة مثل الريمارون لا بأس به أبدًا، فهو دواء جيد غير إدماني، فقط ربما يزيد النوم لديك، هذا لا بأس به أبدًا، تناوله بجرعة سبعة ونصف مليجرام ليلاً – أي قسم الحبة التي تحتوي على ثلاثين مليجرامًا إلى أربعة أجزاء، وتناول منها ربع فقط – وبعد أسبوعين اجعل الجرعة نصف حبة ليلاً، استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى ربع حبة ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عن الريمارون.

الدواء الآخر غير معروف لديَّ حقيقة، لكن هنالك دواء ممتاز جدًّا يمكن استعماله مع الريمارون، وهو معروف ويعرف باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سلبرايد) الجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل واستمر في تناول الريمارون حسب الطريقة التي ذكرناها لك.

أيها الفاضل الكريم: لا تتخوف من هذه الأدوية، هذه أدوية بسيطة، جرعات صغيرة، وإن شاء الله تعالى هي مفيدة جدًّا.

الآليات العلاجية الأخرى مهمة، مثل ممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي، وعليك أن تغير نمط حياتك – هذا مهم جدًّا – وأكثر من التواصل الاجتماعي، القولون العصبي دائمًا يتصيد الناس من خلال الفراغ والشعور بالقلق والتوتر لأبسط الأشياء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً