الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصاب الشخص بورم الحبال الصوتية وإن لم يدخن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

والدي يبلغ من العمر قرابة 75 عاما, تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً, مريض بالضغط والكوليسترول, لم يدخن أبدا، تعب في أواخر رمضان بانفلونزا واحتقان في الحلق, وأصيب كذا فرد من العائلة بنفس الإنفلونزا, تشافى بفضل الله إلا أن بحة الصوت لم تذهب بالرغم من أن طبيعة صوته بها بحة بسيطة, لكن هذه البحة متوسطة ولازمته حتى هذا الشهر.

ذهب لعمل فحوص في إحدى المستشفيات الأهلية الكبيرة, واشتبهوا بوجود لحمية وقطعة بيضاء, أجروا عملية له, وأخذوا عينة منها, وبعد العملية قالوا إن أحد الأوتار الصوتية لا يعمل، أخذوا العينة وقاموا بزراعتها, ظهرت النتيجة بعد أربعة أيام وقالوا: إنه ورم على الحبال الصوتية في جهة واحدة فقط, بالرغم من أنهم استبعدوا ذلك قبل ظهور النتيجة -الحمدالله على كل حال- طلبوا منه أشعة صبغية للجسم ككل حتى يتأكدوا إن كان الورم انتشر أم لا؛ وقالوا له إذا أردت نستئصل لك الورم الذي في الحبال الصوتية, لكنك ستفقد قدرتك على الكلام, وما ينفع لك العلاج الكيميائي لكبر سنك, سيتعبك من غير فائدة!
 
سؤالي: هل يعقل أن يكون هذا هو الحل الوحيد؛ أن يقوموا بستئصال الحبال الصوتية كلها؟ بالرغم من أني اطلعت على مواقع بالنت وشاهدت أن هناك طرقا أخرى.

وسؤالي الثاني: هل من الممكن أن يصاب الشخص بسرطان الحبال وهو لم يدخن؟

سؤالي الثالث: هو كان يعاني من بحة متوسطة قبل عملية أخذ العينة, إلا أنه بعد العملية اختفى صوته جدا, نكاد ألا نسمعه, أي أنه قبل العملية أفضل بكثير, وكان كلامه مسموعا وواضحا, فما هو السبب؟ هل ارتكبوا شيئا خاطئا أثناء العملية؟ وما هي أسوء الاحتمالات؟ وما هو العلاج الممكن لحالة والدي؟

نصائحكم لنا فنحن في هم وكرب, فرج الله همومكم, وجزيتم الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غاليه القحطاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

وجود بحة في الصوت لمدة أسبوعين بالرغم من تناول العلاج اللازم نعتبره طبيعيا بسبب وجود ورم على الحبال الصوتية حتى يثبت عكس ذلك, وهذا ما تم بالفعل مع والدك الكريم -شفاه الله وعافاه- ولكن الأطباء لا يصرحون بذلك حتى يتم أخذ العينة وتحليلها, وبالفعل تبين وجود ذلك الورم على أحد الحبال الصوتية, ووفقا لتصنيف درجة ذلك الورم ومرحلته يتم التعامل معه, وكذلك وفقا لمرحلة المريض السنية وصحته العامة.

ولذا فقد اتفق الرأي الطبي على استئصال ذلك الورم بالحبل الصوتي, والأغلب بسبب تأخر مرحلة المرض, فكان هذا هو الخيار المتاح أمام الأطباء في مثل حالة والدك؛ والتي قد يكون مختلفة مع حالات أخرى أصغر عمرا, أو تم اكتشافها في مراحل المرض الأولى.

وأما عن سؤالك الثاني عن إمكانية إصابة أحد بورم على الحبال الصوتية دون تدخين, نقول نعم, فالتدخين أحد العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بورم الحنجرة, ولكن هناك عوامل أخرى, وكذلك التدخين السلبي والأذى لا ينتبه له كثير من الناس, فوجوده في وسط مدخنين كأنه يدخن سواء بسواء.

وأما عن تدهور الصوت بعد أخذ العينة فذلك أمر طبيعي مع وجود ورم على الحبل الصوتي وليس بسبب خطأ من الأطباء أثناء العملية.

وأما عن أفضل علاج لحالة والدك والتوقعات فلا يحددها إلا مرحلة المرض, ومدى انتشاره إلى الأنسجة المحيطة به, وما عليكم إلا الأخذ بالأسباب في علاجه في مكان متخصص ذا سمعة جيدة في مثل هذه الحالات, مع الدعاء له بالشفاء العاجل بإذن الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً