الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم أني اجتماعي..إلا أني أتلعثم وأرتبك أحيانا!

السؤال

السلام عليكم.

منذ نحو 15 سنة وأنا أتقلب بين فترات أكون فيها ثقة وغير متلعثم, وأصلي إماما, وأخطب الجمع والأعياد, ولي فيها شأن كبير بفضل الله علي, لكن حينما أجلس مثلا في اجتماع, وأقرأ آيات من القرآن في افتتاحية أتلعثم, أو أقوم بتعريف نفسي أتوتر وأتلعثم, مع أني أخطب أمام جموع من الناس, كما أتوتر في صلاة يحضرها ناس غرباء عن المسجد مثلا, أو إذا صليت في مسجد آخر, وما يُظهر ذلك بوضوح هو إفرازات اللعاب المتكررة, والتي تظهر حينذاك, ولو اختفت هذه الإفرازات اللعابية لربما يمر الأمر دون شعور الآخرين, لدرجة أني سألت أحد الأطباء عن دواء يوقف إفراز اللعاب (بلع الريق) تماما فلم أجد.

فما هو الحل؟ جزاكم الله خيرا, وجعل الحل السريع والناجع على أيديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي حالتك -الحمد لله تعالى- بسيطة جدا, فأنت بصفة عامة لك قدرة على التواصل الاجتماعي مع شيء من العثرات أو التلعثم في مواقف معينة، ويا أخي هذا هو شأن المخاوف أمرها عجيب جدا، فالإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القطة, هذا ليس مجرد مرض أبدا, وهذه طبيعة المخاوف لها عدة أشكال وألوان, وفي ذات الأمر تعالج من خلال تحقيرها, وأن لا يراقب الإنسان نفسه, كما أنه من الضروري جدا أن تصحح المفاهيم.

أنت أزعجك موضوع زيادة إفراز اللعاب والتلعثم في قراءة القرآن, لكن هذه في حد ذاتها أعطيتها اهتماما كبيرا, فبدأت تتضخم لديك الفكرة, وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك, ولا أحد يستصغرك أو يقلل من شأنك, بمعنى آخر لا توجد مشاعر سلبية في أهلك, فلا تكن حساسا حول هذه المواضيع أبدا, تجاهلها تجاهلا تاما، وفي ذات الوقت أن أريدك أن تتناول أحد الأدوية التي تساعدك في هذا النوع من المخاوف الاجتماعية, وفي موضوع اللعاب إن شاء الله تعالى، الدواء يعرف باسم انفرانيل (Anafranil) وهو متوفر في مصر, والاسم العلمي هو كلومبرامين(Clomipramine) يمكنك أن تتناوله بجرعة صغيرة وهي (25) مليجراما ليلا, لمدة أربعة أشهر, ثم اجعلها (10) مليجراما ليلا لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.

الانفرانيل دواء سليم جدا, فقط ربما يؤدي إلى الشعور بالجفاف القليل في الفم, وفي ذات الوقت ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند المعاشرة الزوجية, لكن لا يؤثر أبدا على هرمون الذكورة أو شيء من هذا القبيل، وهنالك دواء آخر بديل للانفرانيل يعرف باسم مودباكس, واسمه سيرتللين, هذا الدواء أيضا دواء ممتاز, فقط ربما يكون مكلف نسبيا إذا قارناه بالانفرانيل, وجرعة المودباكس هي أن تبدأ نصف حبة (25) مليجراما تناولها ليلا بعد الأكل, واستمر عليها لمدة شهر, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة, أي (50) مليجراما, واستمر عليها يوميا لمدة أربعة أشهر, ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عنه.

إذن -أخي الكريم- أمرك إن شاء الله بسيط جدا, وما ذكرته لك نسأل الله تعالى أن ينفعك به، بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا, ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً