الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنظم وقتي وأحفظ القرآن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدرس العلم الشرعي عبر النت، لديّ مقرر لحفظ جزء عم وتبارك، وأجد صعوبة كبيرة في الحفظ، كما أن لديّ مقررات أخرى أكثر من ستة، ولم أراجعها لأنّ الحفظ يأخذ كلّ وقتي، (بدأنا بتبارك) ولديّ امتحانات بعد 3 أشهر تقريباً.

أنا لسنوات عدّة كانت دراساتي علميّة، وليس أحفظ كثيراً، فكيف أعمل -بارك الله فيكم- لكي أحفظ صفحة في ساعة، وليس أياماً؟ لأنّ حفظ مقرر القرآن سيؤثر على استيعابي ومراجعتي لباقي المواد.

أريد أن أعرف، هل ممكن أطرح سؤالي للاستشارات والفتاوى أو أختار واحداً فقط عبر موقعكم، يعني هل هم نفس المسؤولين الذين يجيبون على السؤال؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص والاهتمام، ونبين لك أننا موقع واحد، فأنت تطرحين السؤال والإخوة بالموقع سيصنفون السؤال إن كان سيحوّل إلى الفتاوى أو سيحوله إلى قسم الاستشارات.

هذا السؤال الذي طُرح الآن هو وُجَّه إلى قسم الاستشارات، لأنك تريدين أن تعرفي الطريقة، تريدين أن تجدي حلاً لمشكلة، أما الذي يريد أن يعرف حكماً شرعياً يريد أن يعرف هل هو حلال أم حرام، فإن هذا سيقوم الإخوة بالموقع بتحويله دائمًا لقسم الفتاوى، وعلى كل حال الإخوة في قسم الفتاوى وفي قسم الاستشارات شرف لهم أن يكونوا في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يستخدمنا في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، إنه على كل شيء قدير.

ولا شك أن المسلم الذي يريد أن يحفظ القرآن ويريد أن يدرس مواد شرعية، هو بحاجة لتنظيم الوقت، ونعتقد أن تنظيم الوقت هو المهم، لذلك ينبغي أن يكون لك وقت للسور، حفظ المقرر المطلوب، وتجعلي وقتاً آخر لبقية المواد.

الوقت الذي تجدين فيه الإقبال على الحفظ والانشراح في التلاوة والارتياح فهذا تستمرين فيه في التلاوة، لأن الإنسان يمضي مع كتاب الله طالما كان مهيأً لهذا الكتاب العظيم، وتجعلين بقية المواد كنوع من التنويع، يعني تتركين القرآن لتعودي إليه في شوق، وفي هذا الوقت الذي تركت فيه ينبغي أن يكون لك جدول آخر، تحاولين من خلال ذلك الجدول مراجعة المواد الأخرى وإعطائها نصيبها وحظها من الدراسة والاهتمام.

أما بالنسبة للقرآن فنحن لا ندرك أي طريقة بها تحفظين، لكن ينبغي أن يكون لك وسيلة لتصحيح الآيات، ثم قراءة الآيات قراءة صحيحة، ثم تجزئة الآيات وحفظها وتردادها، واختيار الوقت المناسب للحفظ، واختيار المكان الهادئ، ومراجعة ما حفظت عن طريق الصلاة، استخدام أكثر من حاسة في الحفظ، كأن تستخدمي العين، تكتبي الآيات، ثم كذلك تسمعي الآيات من تسجيل ومن خلال مقرئين مشهورين، وقد تفيدك القراءة التعليمية للشيخ الحصري أو الشيخ المنشاوي أو الشيخ الحذيفي، هناك برنامج لتعليم وحفظ كتاب الله تعالى، وإذا جعل الإنسان همه حفظ القرآن فإن الله يقول: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).

اتركي هذا الانزعاج، واعلمي أن الإنسان له أوقات كثيرة وطاقات كبيرة، هذا الذي نقوله، إذا كان نظام الجامعة لا يسمح بتأخير بعض المواد أو تأجيل بعضها.

أما إذا كان نظام الجامعة يسمح بالتأجيل فنحن نقترح عليك أن تكون البداية بحفظ القرآن وإتقانه، ثم بعد ذلك الدخول للامتحانات الأخرى، أو العكس، يمكن أن تقدمي المواد الأخرى عن القرآن -وهو المقدم- لكن الإنسان يعرف ترتيب نفسه، حاولي واجتهدي في المواد للتخلص منها في الدور الأول، ثم اجعلي المادة والمواد الأخرى للدور الثاني.

لا أظن أنك تحتاجين لهذا، رغم أن الدراسات دراسات علمية، لأن الدراسات العلمية تفتق الذهن، والإنسان عندما يدرس القرآن في كبر سنه، صحيح الطفل له ذاكرة حادة، لكن ميزة الحفظ في الكبر أن الإنسان يأتي بتلهف وشوق واهتمام وحرص على حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، وهذا مما ييسر عليه حفظ كتاب الله -تبارك وتعالى-.

فاستعيني بالله، ونظمي وقتك، أكرر: لا بد من تنظيم الوقت، ولابد من إعطاء كل مادة حفظها وحقها، خاصة القرآن ينبغي أن يأخذ النصيب الأوفر، فلو قلنا الآن قبل كل صلاة وبعدها هذا للقرآن، وبقية الوقت تحاولين أن تدرسي فيه بقية المواد، وتراجعين بقية المواد، تفهمين ما صعب عليك، تواصلين ولو عن طريق النت مع من يشرح لك الأمور الغامضة، وبعد ذلك توكلي على الله وادخلي في الاختبار، وأرجو أن تستفيدي من العطلات الدراسية في زيادة الحفظ وفي ترسيخ ما حفظت.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحفظك ويلهمك السداد.

وبشرى لك بهذا الحرص على الخير، ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يوفقه الله، ومن الذي أقبل على الخير ولم يجد التوفيق، فاجتهدي، واعلمي أن الله -تبارك وتعالى- هو القائل: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.

نسأل الله أن يسهل أمرك، ونتمنى أن نسمع عنك خيرًا، وكنا نتمنى أيضًا أن تأتينا رسالة مفصلة في المواد وفي نظام الامتحانات حتى نستطيع أن نضع جميعًا خطة موحدة للمذاكرة وللامتحان.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبد الله

    انه ممتاز

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً