الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل من ابنتي قائدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فبداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الذي نستطيع من خلاله أن نجد الإجابات على تساؤلاتنا، فجزاكم الله خيرا.

أنا أم لطفلتين تبلغان من العمر 5 سنوات ونصف، وسنة واحدة، وأنا أعمل طبيبة، وكنت أتمنى أن أصل إلى مراتب أكبر في الحياة، وما زلت أسعي لأطور من ذاتي، وأريد لابنتيّ أن تجدا كل الظروف المواتية لتصبحا متميزات، فأنا أريدهن أن يكن قائدات، عالمات، وأن تصبحا قدوتين لبنات جيلهن المسلمات، ولكني أفتقد الوسائل التربوية، والمنهج الصحيح لذلك.

وقد أدخلت الكبيرة في مدرسة حكومية، ولكن لم تعجبني المناهج التي تدرس فيها، أحس بأنها أقل من طموحي، وأنا أدرس ابنتي في البيت بمعدل 4 ساعات يوميا، ولكنني أشعر بأنني ضائعة، وبدون خطة عمل أبدأ بها، ثم إن حماس ابنتي الضئيل يشعرني بالإحباط.

أرجو مساعدتي في ذلك وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نشكر لك التواصل مع موقعك، ونشكر لك هذه الثقة في الموقع، ونشكر لك الثناء على القائمين عليه، ونقول لك: بأن هذه مسؤوليتنا، ولقد شرفنا الله بأن نكون في خدمة أبناء هذه الأمة وبناتها، ونسأل الله أن يلهمهم السداد والرشاد، فهو ولي ذلك والقادر عليه.

وحقيقة نحن لا نملك إلا أن نسجل إعجابنا الكبير، وسرورنا العظيم بمثل هذا السؤال الذي تحرص كل أم على حسن التربية لبناتها، ونعتقد أن مجرد هذا الشعور هو البداية الصحيحة لهذا المشروع الناجح بحول الله وقوته، ولا يخفى على أمثالك – وأنت طبيبة – أن الطفل له مهارات عالية وقدرات عالية، وأن سنوات الإبداع الخصبة هي السنوات التي يمر فيها الابن الأول، والفرصة للبنت الصغرى أكبر، لأن الإنسان كما قالوا: طفولة القط ثلاثة شهور – تقريبًا – وعمر القط متوسط عمره ثمان سنوات يعني كأن نسبة الطفولة عند القط واحد على اثنين وثلاثين بالمائة، أما الإنسان فهو أطول الكائنات طفولة، لأن ربع عمر الإنسان تقريبًا لو قلنا (أعمار أمتي بين الستين والسبعين)، وأقلهم من يزيد على ذلك، فنلاحظ أن ربع عمر الإنسان عبارة عن طفولة، وأهم سنوات العمر هي الخمس سنوات الأولى التي ينبغي أن نجتهد فيها في غرس المعاني الفاضلة، وفي اكتشاف مواهب الإبداع، ومواهب التميز في شخصيات أبنائنا.

ولابد أن نذكر بأن كل طفل موهوب، ولكن الفشل دائمًا ما يكون في الأسر، وفي عدم طرح مثل هذا السؤال الهام جدًّا، والذي هو حقيقة مفتاح للنجاح في التربية.

فنتمنى أن تجتهدي في اكتشاف ميول البُنية الكبرى، ثم كذلك تجتهدي في تنمية المهارات الحركية والمهارات الصوتية والمهارات العلمية للطفلة الصغيرة وللكبيرة.

وأرجو أن تُدركي أن الطفلة في عمر خمس سنوات الآن، وأنت تقومين بمجهود كبير الآن، ولكن لا داعي لليأس، لأن الطفل الآن لم يعرف قيمة الدراسة بعد، ولا يعرف معنى التفوق، ولا يعرف معنى أن ينجح الإنسان ويجتهد في الحياة، لذلك ينبغي أن يكون الاشتغال في هذه المرحلة بتوفير الإشباع العاطفي والاهتمام به، وحسن الرعاية لطعامها وشرابها، وأن تكونوا قدوة حسنة أمامها، ونجتهد في أن يكون التعليم متحركا، فهذا مهم جدًّا، يعني إذا قلنا أن عمرها خمس سنوات فينبغي أن تكون الدراسة والحصة خمس دقائق، بعدها يكون هناك نوع من تجديد النشاط أو الحركة، أو نستخدم التعليم المتحرك، أو بعد ذلك نأتي بشيء مضحك.

كذلك أيضًا ينبغي أن يكون التعليم مخلوطا باللعب، يعني نأتي بألعاب لكن تعليمية، بأشياء هي تستمتع بها، وفي نفس الوقت تتعلم منها الكثير والكثير، لأن هذا الجانب مهم جدًّا في مسألة التعليم، وهو أن نتخذ هذا الأسلوب في تعليمنا لأبنائنا وأطفالنا وبناتنا.

كذلك ينبغي أن يكون هناك اتفاق مع والد الطفلة على خطة موحدة، وكذلك ينبغي أن يكون هناك توفير لوسائل التعليم المتاحة، كما أنه ينبغي أن تعرفوا مراحل الفئات العمرية التي تمر بها هذه الطفلة، لأن هناك مراحل عمرية ينبغي أن نراعيها ونهتم بها، فالطفل في عمر الخمس سنوات نجد أن الطفل فيها يدور حول نفسه، قد تبرز شيء من الأنانية، وقد تزداد الغيرة من أختها، وتتمنى لو أن كل الأشياء لها، وأيضًا هذه السن فيها تمحور حول الأم، والعودة بخطوات إلى الوراء، يأتي بعد ذلك مرحلة التمركز حول الذات، فإذا جاءت السبع سنوات جاءت لحظات التدبر والتأمل والعزلة، وهنا الشريعة تفرض الصلاة، أو تدعونا أن نأمرهم بالصلاة وهم أبناء سبع، وأما عمر الثمان سنوات فهي سنوات المغامرة والتجربة، والتسع سنوات فهي سنوات الاستقلالية، وعشر سنوات فهي سنوات البحث عن المكانة والأسرة، وفي هذه السن تبدأ بالتعرف على علاقة الأشياء ببعضها، وتبدأ بالتعرف على أن المذاكرة تُوصل إلى النجاح، وأن عدم المذاكرة توصل إلى الرسوب، بمعني أنها ستبدأ بفهم هذه المسائل.

فنعتقد أن معرفة هذه الخطوات له أثر كبير، وأرجو أن تراجعي الموقع، فهناك دورة بعنوان (قواعد السعادة الأسرية) وهي دورة موجودة بالموقع، لترجعي إليها، وعندها - إن شاء الله تعالى – ستجدين الكثير من الإرشادات، والتوجيهات في هذا الجانب.

فنحن ندعوك إلى أن تتواصلي مع الموقع، حتى نتابع معك المراحل العمرية والتوجيهات، من خلال عرض ما يحدث فعلاً، ومدى استجابة الطفلة؟ وما هي الأوقات التي تستجيب فيها أكثر؟ وما هي المواد التي تميل إليها؟ وما هي صفات شخصيتها من حيث النشاط وغيره؟ ومثل هذه الأشياء، لأنها تُعطي مؤشرات هامة، وأرجو أن نتعاون جميعًا في اكتشاف جوانب الإبداع في أبنائنا.

ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبُّ ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً