الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف القدرة على الحديث مع الناس، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر، أعاني من عدم القدرة على الحديث مع الناس بشكل طبيعي، ومتوتر ومرتبك بشكل دائم، بسبب وبدون سبب! كما أنني غير قادر على التصرف الصحيح في أي موقف أتعرض له، دائماً ما أتصرف بشكل خاطئ، وبالتالي تنتابني نوبة من تأنيب الضمير تجعلني في حالة نفسية صعبة .

لا أدري ما سبب التلعثم والتخبط أثناء توجيه الناس حديثا لي؟ كما أنني أرد ردوداً غير منطقية، وفي أغلب الأحيان لا يفهم الناس ردودي هذه، وبعد انتهاء الحديث معهم أجد أنني كان من الممكن أن أرد عليهم بشكل أفضل من ذلك.

لذلك أشعر أن أصدقائي وأقرب الناس لي يتجنبون الحديث معي، لكي لا يتسببون لي في الإحراج، ومن ناحيتي أنا أيضاً أتجنب الحديث معهم، وأشعر بأنني أخسر أقرب الناس لي واحداً تلو الآخر.

مؤخرا أعاني من تهيج واضطرابات في القولون.

أفيدوني يا أهل العلم أفادكم الله وأثابكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هو القلق وليس أكثر من ذلك، القلق أدى إلى تهيج القولون العصبي، القلق أشعرك بأنك لا تُحسن التصرف أمام الآخرين، القلق تحول إلى ما نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، وهو الذي جعلك تشعر كل هذه المشاعر، وهذه الظواهر منتشرة جدًّا.

الذي أرجوه منك هو اتباع الآتي:

أولاً: أن تعيد تقييم نفسك، وتركز على الأشياء الإيجابية الموجودة لديك، وتحاول أن تنميها وأن تطورها.

ثانيًا: تذكر أنك لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال.

ثالثًا: شعورك بالتلعثم والتخبط وعدم سلاسة الكلام ومنطقية الإفصاح لديك، هذا شعور وليس حقيقة، والشعور هذا أتاك من القلق ومن الخوف.

رابعًا: أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي، هنالك أنواع من التواصل الاجتماعي تؤهل النفس تأهيلاً سلوكيًا صحيحًا، ومن هذه الأنشطة حضور صلاة الجماعة، الانضمام لأحد حلقات القرآن، ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم الاجتماعية، بر الوالدين، صلة الرحم، فهذه كلها نوع من الأنشطة والتفاعلات الاجتماعية ذات الفائدة العظيمة جدًّا.

خامسًا: أريدك أن تُكثر من اطلاعاتك، القراءة تحسين المعرفة، وتحسين المعرفة يحسن الإدراك، وتحسين الإدراك يعطي الإنسان ثقة كبيرة جدًّا في نفسه، فأرجو أن تحرص على ذلك.

النقطة الأخيرة، هي أنني أود أن أصف لك دواءً، وهو دواء ممتاز، دواء جيد، يُعرف عنه أنه يعالج القلق والرهاب الاجتماعي.

الدواء يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) - هكذا يسمى في مصر، وله مسميات تجارية أخرى منها لسترال وزولفت – ويسمى علميًا (سيرترالين).

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناولها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب المودابكس هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويعرف علميًا باسم (بروبرالانول) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إن شاء الله تعالى باتباعك لهذه الإرشادات التي ذكرتها وتناول الدواء الموصوف سوف تحس أنك قد تحسنت كثيرًا، وأن ما بك قد اختفى تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • منال محمد

    كلام جميل جدا وعملي وانا فقد جربته.خاصه قراءه القرآن والانضمام لحلقات الذكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً