الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم انتظام الدورة الشهرية لمَ لمْ يحدث حمل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد:

أنا متزوجة منذ 11 شهرا، وقد حدث حمل خارج الرحم، عملتُ عملية قصيرة لاستصال الأنبوب الأيمن، وبعد شهرين حصل حمل طبيعي في الأنبوب الأيسر، ثم حدث لي إجهاض، وتمت عملية التنظيف بعد حملي بخمسة أسابيع، والدورة الشهرية منتظمة كل شهر، ولم يحصل أي حمل قبل الدورة الشهرية، كما تنزل علي إفرازات بيضاء ليومين.

زوجي يسأل: لماذا لم يحدث حمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فعوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

بعد حدوث الحمل خارج الرحم على السيدة أن تدرك أمرين مهمين:

أولهما: إن نسبة حدوث الحمل مجدداً لن تبقى كما في السابق، بل ستقل بعض الشيء، وهذا لا يعني بأن الحمل لن يحدث، ولكن يعني بأن النسبة ستصبح أقل، وللتوضيح أقول: في الحالة العادية، إن نسبة حدوث الحمل بعد مرور سنة كاملة (في حال لم يحدث للزوجة حمل خارج الرحم) هي تقريبا من80% -85%، ولكن هذه النسبة ستنخفض وستصبح من 60% - إلى 65% عند من حدث لديها سابقا حمل خارج الرحم.

الأمر الثاني: هو أن نسبة تكرر الحمل خارج الرحم في أي حمل قادم سترتفع، فهي في الحالة الطبيعية تقريبا 3% فقط، لكن ستصبح بعد حدوث حمل خارج الرحم تقريبا 15%.

إذا يا عزيزتي معنى الكلام السابق هو أن الحمل من الممكن أن يحدث عندك - إن شاء الله- لكن قد يحتاج إلى وقت أكثر من الطبيعي، وتأخر حدوثه الآن هو أمر متوقع، رغم أنه قد حدث بسرعة في بدء الزواج، ويجب أن تنتظري إلى ما بعد مرور سنة كاملة على الإجهاض الأخير على الأقل، قبل البدء بعمل الاستقصاءات والتحاليل، وذلك لإعطاء الفرصة كاملة ليحدث الحمل بالشكل الطبيعي وبدون تدخلات طبية -إن شاء الله -.

إن أكثر عامل يحدد نسبة نجاح الحمل الجديد بعد عملية الحمل خارج الرحم، هو حالة الأنبوبة الثانية، وهذا ما يتم تحديده في خلال العملية التي تم فيها استئصال الأنبوبة، فإن كانت الأنبوبة الثانية سليمة ونافذة، فإن هذا سيكون أمرا مطمئنا -إن شاء الله-.

وكون الحمل قد حدث عندك بعد شهرين فقط من العملية، فإن هذا يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا، حتى لو انتهى هذا الحمل بالإجهاض؛ لأن هذا يوحي بأن حالة الأنبوبة اليسرى عندك طبيعية -إن شاء الله- وأن الأمر يحتاج فقط إلى الصبر والانتظار.

إن انتظام الدورة عندك يدل على أن التبويض يحدث بانتظام -إن شاء الله - والإفرازات البيضاء التي تنزل قبل الدورة بيومين هي طبيعية وناتجة عن تأثير هرمونات الإباضة على غدد عنق الرحم، وكونها بيضاء ولمدة يومين فقط، ولا تترافق مع رائحة كريهة ولا حكة،فإنها فيزيولوجية ولا تدل على وجود التهابات، فلا داعي للعلاج في هذه الحالة.

ما أنصحك به هو الصبر والانتظار، مع توقيت الجماع، بحيث يحدث في الفترة المخصبة من الدورة الشهرية، وهي الفترة بين يومي 11-18 بتواتر كل 36 إلى 48 ساعة، فهذا يزيد من فرصة حدوث الحمل -إن شاء الله -وبالطبع إن حدث الجماع في الأيام الأخرى فهذا سيفيد أكثر إن شاء الله.

نسأل الله العلي القدير إن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً