الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج البواسير بالتدبيس أو القطع... ومدى نجاعتهما

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من البواسير الداخلية من الدرجة الثانية منذ ما يقارب 3 شهور، ولم تتحسن مع العلاج.

طلبت من الطبيب أن يجري ربطا للبواسير، ولكن كان واضحا أنه لا يريد، وقال سوف تشعر بعدم ارتياح، وعملية ربط البواسير ليست سهلة، وربما تشعر بألم، والأفضل الاستمرار بالعلاج -مع العلم أنه لم تتحسن بل في زيادة وتفاقم- وقال يوجد علاج الكي والقطع، ولكنه ليس الليزر، فما العلاج؟ وقال يوجد علاج التدبيس ولكن ليس لحالتك.

أرجو منكم التكرم بشرح هاتين الطريقتين في العلاج، وهل من الممكن أن أجري إحداهما وأخرج من المستشفى بنفس الوقت؛ لأني لا أريد البقاء في المستشفى؛ لأن الأمر يسبب لي حرجا، وأريد العلاج السريع والرجوع إلى المنزل، وشكلي طبيعي.

سؤال آخر: في معظم حالات البواسير من الدرجة الثانية، وهل تقف البواسير على هذه الدرجة أم أنها دائما تتطور إلى الثالثة؟

شكراً لكم وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بوبدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلقد ذكرنا لك في رسالة سابقة، أن البواسير عندما تترك دون علاج فإنه ومع الوقت تتدرج وتزيد درجتها؛ طالما أن السبب لم يعالج، فأنت تعلم أن السبب الرئيسي هو الإمساك، وقلة الحركة، وكثرة الجلوس الطويل، ومعظم الناس تكون عندهم البواسير من الدرجة الأولى أو الثانية، وبعضهم القليل تتدرج البواسير في التوسع فتصبح من الدرجة الثالثة، ومن ثم الرابعة؛ ولذا يجب علاج الإمساك والوقاية من تكرره؛ وذلك لتجنب الضغط أو الحزق أثناء التغوط، فهذا يزيد من الضغط داخل البطن، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى توسع البواسير وزيادة حجمها.

الربط بالحلقات المطاطية، وهو من العلاجات المقبولة؛ لأنه يتم بدون تخدير؛ حيث إن الأغشية المخاطية في المستقيم غير مزودة بالأعصاب التي تحس الألم، وممكن أن يتم بالعيادة، ويتم بالمنظار الشرجي وضع حلقات مطاطية أعلى البواسير ليربط الشريان المغذي لها، ويتبعها أن تتورم وتسقط بعد عدة أسابيع، وقد تكون نزيفا بسيطا وتحتاج جلسات متكررة، ولا يصلح إلا للبواسير الداخلية البسيطة.

أما طريقة التدبيس فأصبحت منتشرة جدا في العالم الغربي، بالرغم من التكلفة المضاعفة لها عن الجراحات الأخرى لنجاحها وتقبل المرضى لها، وتجرى فقط للبواسير الممتدة خارج القناة الشرجية، أي من الدرجة الثالثة.

والعملية تكون تحت تخدير عام، وتبدأ بتوسعة القناة الشرجية وفحصها، والتأكد من التشخيص، وعدم وجود أي أمراض أخرى حميدة أو خبيثة تتعارض مع الجراحة أو تحتاج علاجا آخر، ثم يوضع الموسع الخاص بالدباسة.

وبعد ذلك يوضع المنظار الخاص بالدباسة، والذي يسمح بعمل غرز دائرية أبعد من البواسير والأوعية المغذية لها في المستقيم، ويجب أن تشمل الأغشية المخاطية والأنسجة التي تحتها فقط وتشمل الأوعية الدموية، ثم تغلق الدباسة بالكامل، ويتم تشغيل الميكانزم الخاص بالتدبيس بها، وينتج عن قطع جميع الأجزاء بين الفكين، وعمل صفين من الدبابيس داخل المستقيم أعلى البواسير.

والدباسة كجهاز بكل أجزائه مصمم للاستخدام مرة واحدة، ولا يعاد تعبئته أو تعقيمه، وثمنه حوالي ألف دولار أمريكي.

ويمكن خروج المريض بعد يوم من المستشفى، ولا تكون مصحوبة بألم، والأنسب لك طالما أن الحالة عندك من الدرجة الثانية هي الربط بالحلقات المطاطية.

وقد أشرنا لك في رسائلنا السابقة أن تسأل طبيبك المعالج عن هذه الأمور، فهو أدرى بحالك، وهو الذي فحصك ومطلع على وضعك بتفاصيل أكثر، وبالتالي يعطيكم الجواب المناسب لك ولحالتك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً