الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب خفيف إلى متوسط... ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب خفيف إلى متوسط، استخدمت بروزاك حبة واحدة لمدة شهر ونصف، ومن ثم تركته وذهبت إلى سيروكسات cr واستخدمته لمدة شهر فسبب لي خمولاً وتعباً، فقررت أن أرجع إلى البروزاك، فهل رجوعي للبروزاك يقلل من فاعليته؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقبل أن أتحدث عن الدواء فأنت في سن يجب أن تهمل فيها الاكتئاب بل تحقره ولا تجعله جزءًا من حياتك.

الاكتئاب يمكن أن يُهزم، ويجب أن يُهزم خاصة لدى الشباب، والاكتئاب يعطي الإنسان – خاصة الشاب - فكرة سلبية جدًّا عن المستقبل وعن العالم الذي حوله، لكن من خلال ما نسميه بالاستبصار والاسترجاع المعرفي، ويمكن أن يغير هذه الأفكار السلبية ويجعلها أفكارًا إيجابية جدًّا، أفكارًا تقوم على التفاؤل وتقوم على العزيمة وعلى الإرادة وعلى الإنجاز وعلى رؤية المستقبل كحيز زمني وعمري جميل وواعد، وهكذا.

في نفس عمرك الطاقات النفسية والجسدية متميزة جدًّا، فأرجو أن تستفيد منها، وذلك من خلال أن تكون فعالاً على مستوى الدراسة، التواصل الاجتماعي، بر الوالدين، أن تمارس الرياضة، أن يكون لديك اطلاعات غير أكاديمية - أي خارج نطاق المقررات الدراسية - وأن يكون لك وجود وحضور في حلقات القرآن، والدروس والمحاضرات، وأن تكون لك صحبة من الخيرين والطيبين والصالحين.

أعتقد باتباعك لهذا النمط الحياتي سوف تجد أن حياتك قد تبدلت جدًّا وأصبحت إيجابية جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك ظاهرة تعرف بالإطاقة أو التحمل، والإطاقة أو التحمل يقصد به أن الدواء قد يفقد فعاليته وتأثيره على الناقلات العصبية إذا كان للدواء هذه الخاصية أصلاً، وهذا نشاهده كثيرًا في الأدوية التعودية، أما دواء مثل البروزاك فلا يحدث منه أي نوع من الإطاقة أو التحمل، بمعنى أن استجابة الناقلات والمستقبلات العصبية له هي بنفس المستوى، لو تناولته قبل سنة أو اليوم أو بعد فترة من الزمن فسوف يكون مستوى التفاعل والفعالية واحداً، وهذه الميزة تميز هذا الدواء.

ارجع للبروزاك، تناوله، وأرجو أن تأخذ بنصيحتي، بأن تلتزم التزامًا قاطعًا بتناول الدواء في وقته وللمدة المطلوبة، وهذه المرة أتصور أنه من الأحسن لك أن تتبع النظام الآتي:
ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – وهذا ضروري – هذه الجرعة العلاجية الصحيحة استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة تعتبر جرعة معقولة جدًّا والمدة الزمنية ليست طويلة أبدًا، لأن العلاج الصحيح يقوم على مبدأ أنه توجد فترة بداية للعلاج أو ما يسمى المرحلة التمهيدية، ثم تأتي المرحلة العلاجية، ثم تأتي مرحلة الوقاية والتوقف التدريجي عن الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً