الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الجلطات والاكتئاب علاقة معروفة

السؤال

السؤال خاص بوالدتي: تعرضت والدتي لجلطتين في المخ, وصاحب هذا تأثير على أطرافها, كما أن عندها حالة اكتئاب شديدة, ليست هذه هي المشكلة, بل منذ أسبوعين أصيبت بحالة هلوسة شديدة, وقمنا بعمل رنين على المخ, ولم يكن سوى خلطة بسيطة لم تؤثر عليها.

الغريب أن حركتها تحسنت, لكن استمرت في الهلاوس لمدة يوم, وبعدها قال الدكتور أن ما لديها غير واضح, غير أنه أعطاها علاجا للزهايمر والاكتئاب, وبعده أصبحت جيدة, وتتذكر أشياء كثيرة, لكن أحيانا تفقد الحس بالمكان, وخاصة أول ما تستيقظ من النوم, ومعظم الوقت تتكلم بشكل ممتاز, وتسدي نصائح, وتتحدث عن أشياء بشكل جيد, من الأمور الهامة أنها نسيت كل الأشياء السيئة.

ماذا عن والدتي؟ وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، والتي أسأل الله تعالى لها الصحة والعافية.

كما تعرف فإن الجلطات الدماغية تكون لها تأثيرات على كل وظائف الدماغ، والجلطة قد تكون بسيطة وصغيرة لكنها في مكان حساس جدًّا من ناحية وظائف المخ، وهذا بالطبع يكون له تبعاته.

الوالدة الآن في حالة من التحسن، وهذا أمر طيب ومشجع، فلله الحمد والشكر والمنّة.

اكتئاب ما بعد الجلطات يُصيب ستين إلى سبعين بالمائة من الذين يتعرضون للسكتات أو الجلطات الدماغية, فإذن العلاقة ما بين الجلطات والاكتئاب هي علاقة معروفة.

أيضًا الجلطات -خاصة إذا كانت متكررة, أو أصابت مركز الذاكرة, أو كان هنالك نوع من الجلطات الصغيرة جدًّا والتي تُعيق مسيرة الدم في الشرايين الصغيرة في الدماغ– هذا قد يخل بالذاكرة وكذلك التركيز، ولذا قد يدخل المريض في نوع من الهلوسة الحادة، وفي بعض الأحيان قد يُصاب أيضًا بنوبات من الشكوك والظنان.

فكما ذكرت لك الأمر معقد، التبعات كثيرة، لكن الحمد لله تعالى هذه الجلطات إذا لم تتكرر غالبًا يتحسن المريض بشكل جيد، ووالدتك الآن تسير على طريق التحسن، وهذا الأخ الطبيب الذي قام بتشخيصها والإشراف على حالتها –جزاه الله خيرًا– أعتقد أنه من الأطباء الذين يمكن الاطمئنان إليهم، فأرجو أن تواصلوا المتابعة معه.

ومن جانبي أقول لك إن الوالدة يجب أن تُغذى بالمعلومات، لا تُسأل عن الأشياء لكنها تُعطى المعلومات، حتى المعلومات البسيطة اليومية من أخبار وخلافه، وحتى إن كان إدراكها ضعيفا في معرفة المكان والأشخاص والأشياء هنا يجب أن تُخطر بها ولا تُسأل عنها، هذا نوع من الارتباط بالواقع، هذه نسميها تمارين الاستبصار والارتباط بالواقع، وهي مفيدة جدًّا للذين يعانون من صعوبات في التركيز, أو علة في الذاكرة, أو حتى الاكتئاب النفسي الذي يعقب الجلطات, أو في حالة الزهايمر إذا كان هو التشخيص الأساسي.

هذا نوع من العلاج التأهيلي الذي أرجو أن تحرصوا عليه.

الأمر الآخر: أسأل الله لكم القبول، لا شك أن بر الوالدة من جانبكم -خاصة في هذه المرحلة- هو أمر، وإن شاء الله تعالى فيه أجور عظيمة جدًّا، وأنتم في كامل الإدراك بأهمية ذلك، فإن شاء الله تعالى لن تقصروا في حقها أبدًا.

الأمر الآخر -كما ذكرت لك– هو ضرورة المتابعة الطبية، المتابعة مهمة جدًّا، واتخاذ التحوطات العلاجية اللازمة التي تمنح حدوث جلطات أخرى -بإذن الله تعالى– هذا مهم وضروري جدًّا، وهذا الأمر معلوم تمامًا لدى الأطباء.

بارك الله فيكَ، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، ونسأل الله لها الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رانيا

    بارك الله فيك لأنك من الصالحين لاهتمامك بالسيدة الوالدة ..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً