الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سمات الشخصية الوجدانية سيطرة العاطفة على الشخص

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لخدمه إخوانكم المسلمين, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلي قدركم في الدنيا والآخرة, وأخص بالدعاء الدكتور محمد عبدالعليم, أسأل الله أن يزيده علما, وأن يعلي درجته.

قصتي طويلة ولكن سأختصرها, تناولت فيما مضى الببروزاك, وتناولت السيبرالكس, وأنا الآن في مرحلة تخفيف جرعة السيروكسات, تناولتها لمدة 5 أشهر بجرعة حبتين في اليوم, ولم أشعر بتحسن, فأرجو -يا دكتور- أن تبين لي ما تشخيص حالتي بالضبط, وهل أحتاج إلى علاج سلوكي, أم دوائي, أم ماذا؟ لأنني شعرت باليأس, وأنا أعاني من:

1‫-‬ عدم القدرة على التفكير في الأمور المتعلقة بي, وأشعر بتوتر وقلق.

2‫-‬ سيطرة العاطفة على أفعالي, وأقوالي, وأحيانا أتكلم وأفعل بدون تفكير.

3‫-‬ إذا فكرت بنفسي تتشكل شخصيتي على حسب ما أفكر فيه.

4‫-‬ عاطفي بشكل كبير, بحيث أتعلق بشخص في يوم وليلة.

-5 عدم القدرة على حل مشاكلي اليومية.

أرجو تشخيص حالتي, وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الذي ذكرته من أعراض يمثل مزيجًا من بعض سمات الوجدانية (شيء من القلق، شيء من سرعة التأثر، الانفعالات غير المرغوب فيها، وربما يكون هنالك شيء من عسر المزاج). حقيقة لم أشعر أن هناك مرضا نفسيا حقيقيا، إنما هي جزئيات هنا وهناك، وهي سمات –كما ذكرت لك– وجدانية، وربما تكون تتعلق بشخصيتك.

الذي أنصحك به هو ضرورة إيجابية التفكير، فأنت شاب في عمر كله طاقات نفسية ووجدانية وجسدية.

ثانيًا: لا تظلم نفسك بأن تسيء من تقديرها، أعد تقييم نفسك, وسوف تجد أن الإيجابيات كثيرة وكبيرة جدًّا، وحاول أن تنميها وتصعدها وتطورها.

ثالثًا: ضع هدفًا، وأعتقد أن التميز الدراسي هو هدف رئيسي في هذه المرحلة.

رابعًا: عليك بالصحبة الطيبة الخيرة، فالإنسان يحتاج لمن يأخذ بيده في هذه الدنيا.

خامسًا: دائمًا اجعل بر والديك أحد أهدافك، اجعله نيّة وفعلاً وتطبيقًا، هذا -إن شاء الله تعالى– يشرح صدرك وييسر لك أمرك.

سادسًا: الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، فأرجو أن تجد اهتمامًا من جانبك.

هذه توجيهات سلوكية بسيطة ولكنها مهمة، وهي جزء من العلاج السلوكي، وإن استطعت أن تتواصل مع معالِج سلوكي فلا مانع في ذلك، وأنا أفضل أيضًا أن تُجرى لك بعض الاختبارات، خاصة اختبار الشخصية، وهنالك أيضًا اختبارات فيما يخص المزاج ودرجة القلق، وهي مقاسات معيارية دقيقة جدًّا وممتازة, إذا كان بالإمكان أن تقوم بذلك فهذا يعتبر أمرًا جيدًا, ونوعًا من الممارسة الطبية النفسية الممتازة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنه مساعد، ويجب أن نأخذ الأمور بكلياتها –أي الدواء, إضافة للعلاج السلوكي, إضافة للتفكير الإيجابي, أيضا وضع الأهداف في الحياة وكل ما ذكرناه –أعتقد أن ذلك كله- إن شاء الله تعالى– يعطي الرزمة العلاجية السليمة.

أنا أعتقد أنك قد تحتاج للزيروكسات بجرعة حبة واحدة في اليوم (عشرون مليجرامًا) قد تكون كافية جدًّا، وهذه يمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها نصف حبة –مثلاً– وهذه الجرعة استمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الزيروكسات.

أما إذا استمريت على الزيروكسات لمدة شهرين ولم تحس بتحسن حقيقي؛ فأعتقد أنه يمكن هنا أن تتخلص منه تدريجيًا، ويكون هنالك تفكير في تناول أدوية أخرى مثل السيمبالتا أو الإفكسر, دراسات كثيرة جدًّا تُشير أن الإفكسر والسيمبالتا ربما تكون فعاليتهما أرفع وأفضل نسبيًا مقارنة مع مضادات الاكتئاب الأخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكلماتك الطيبة في حق هذا الموقع وفي شخصي الضعيف أثلجت صدورنا تمامًا، فجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله العلي الكريم أن يشفيك ويعافيك، وأن يتقبل طاعاتنا وطاعاتكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً