الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب ما بعد الولادة وتأثير القلق عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكركم على هذا الموقع الشافي, معاناتي بدأت منذ حوالي سنة ونصف, عانيت من اكئتاب ما بعد الولادة, وتناولت الدواء, والحمد لله تخلصت من الأعراض الجسدية, ولكن الأعراض النفسية لا زلت أعاني منها إلى هذا اليوم, وتتمثل في الخوف الشديد, والقلق, وضيق وكثرة التفكير الذي جلعني؛ أشعر أني قريب من الجنون.

خوفي على أطفالي, وكثرة التفكير بالموت, ومصير أطفالي بعد موتي؛ هذه النقطة أتعبتني, وخاصة أنني في غربة, ولا يوجد لدي أحد من العائلة, أصبحت أمشي في الشارع, وأحكي بيني وبين نفسي, أقول ليتني مثل فلان وفلان في صحته.

أرجو تفسير حالتي, علما بأنني أشعر أحيانا بالراحة لساعات, وكأنه لا يوجد شيء, ثم أشعر بالضيق, خاصة وقت المغرب, وأكره الليل.

دكتو: أرجوك ساعدني, أنا لا أريد أن أخسر نفسي بسبب هذه الأفكار, هل هذا الاكتئاب سوف يبقى طوال العمر معي؟ أريد حلا لهذه المصيبة, علما أنني عندما تأتيني هذه الحالة أشعر وكأن نارا تشتعل في رأسي, وقد توقفت عن الدواء منذ 5 شهور مضت.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حولي (40%) من النساء اللواتي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة بعد أن يتم علاجه قد تظهر أعراضه في شكل مخاوف, وكذلك وساوس، إذن هنالك علاقة ما بين قلق المخاوف والوساوس, واكتئاب ما بين بعد الولادة, أحد الإشكاليات العامة جدا, والمعروفة جدا؛ أن كثيرا من النساء لا يتناولن الجرعة الكافية لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة, أو تكون مدة العلاج أقل مما يجب, أو لم تتبع البرتوكولات العلمية الصحيحة في العلاج.

لا بد أن تكون جرعة العلاج بدأت بجرعة تمهيدية, ثم جرعة علاجية, ثم جرعة وقائية, ثم السحب التدريجي للدواء، أنا لا أريدك أبدا أن تنزعجي للأمر، وإن كان هو مؤلما بالنسبة لك, ونعترف بذلك تماما، والذي أطلبه منك أن تقابلي الطبيب النفسي إذا كان ذلك ممكنا، وإن لم يكن ممكنا فيمكن أن تتحصلي على أحد الأدوية المضادة للاكتئاب, والمخاوف, والوساوس.

أفضل دواء في مثل حالتك هو العقار الذي يعرف باسم سبرالكس، واسمه العلمي هو استالوبرام، وأعتقد أن هذا الدواء سوف يساعدك كثيرا، ويمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة (5) مليجراما, أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجراما, تناوليه يوميا لمدة عشرة أيام, وبعد ذلك اجعليها (10) مليجراما يوميا, واستمري عليها لمدة شهرين, ثم اجعليها (20) مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفيضها إلى (10) مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها (5) مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم (5) مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء, هذه هي الطريقة الصحيحة, وأعتقد أنها مفيدة, والتي سوف تقضي تماما على قلق الوساوس, والمخاوف الذي تعاني منه.

أيتها الفاضلة الكريمة: بجانب العلاج الدوائي لا بد أن تكوني إيجابية في تفكيرك, ولا تتركي مجالا للفراغ, هذا مهم جدًا، لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، أرجو أن تركزي عليها, وتحاولي تنميتها، وراجعي أيضا علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 259342 - 265858 - 230225 ).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً