الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصرع النفسي الحركي وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شقيقي يبلغ من العمر 20 عامًا, وهو يعاني منذ أكثر من سنتين من حالة شخصها الطبيب على أنها أحد أنواع الصرع - الصرع النفسي الحركي- ويعاني من نوبات تأتيه فجأة, يبدو فيها وجهه كئيبًا جدًا, مع انقطاع تام عن الكلام, وأحيانًا صراخ, وهلاوس, وتلفظ بكلمات نابية, واتضح من نتيجة التخطيط الكهربي للمخ وجود شذوذ في الفصين الأيمن والأيسر للدماغ, ووصف لنا الطبيب الأدوية التالية:

في الصباح قرص تكريتول 200 مع, وقرص اولان 10 مع, وقرص زولفت 50 مع, وفي المساء قرص تكريتول 200مغ, وقرص اولان 10 مع, وهو على هذه الجرع منذ أكثر من أسبوعين, إلا أنه لا يزال يعاني من نوبات القلق, والذهان, وسماع الأصوات لكن بشكل أخف.

سؤالي: هل هذه الأدوية مناسبة أم لا؟ وهل يتطلب تعديلها أو إضافة أخرى؟ وما سبب بقاء الأعراض؟ وهل القلق والذهان وسماع الأصوات هي بسبب المرض أم ماذا؟

مع شكري الجزيل لكم, وللشبكة الإسلامية الموقرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب, ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا, والذي أسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

لاشك أن الطبيب وضع هذا التشخيص - أي الصرع النفسي الحركي - بناء على أسس ومعايير علمية, ومن الواضح أن هذا الطبيب مقدر - جزاه الله خيرًا -.

هذا النوع من الصرع غالبًا ما يكون ناشئًا من منطقة في المخ تسمى بالفص الصدغي، وهنا تكون الأعراض النفسية -وكذلك الذهانية- واضحة جدًا - كما هو لدى هذا الأخ شفاه الله - وأنا أرى أن الطبيب قد أخذ القرار السليم؛ حيث إن عقار تقراتول من الأدوية المتميزة جدًا, وعقار أولان, والذي يعرف باسم اولانزبين (Olanzapine) هو من أفضل الأدوية المضادة للذهان، والزولفت محسن للمزاج, ومزيل للوسوسة والقلق والتوتر، والجرعات التي أعطاها الطبيب هي جرعات ممتازة جدًا، والدواء لا تبدأ فعاليته الحقيقية قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع, وهذا الأخ يتناول الأدوية منذ أسبوعين, وحتى إن كان هنالك تحسن بنسبة عشرين في المائة, فأنا أعتقد أن ذلك معقول جدًا.

الذي أنصح به هو أن يواصل هذا الأخ تناول الدواء, ويجب أن تتأكدوا بالفعل أنه يتناول الجرعات في وقتها؛ لأن هذه الأدوية تعتمد على البناء الكيميائي, والبناء الكيميائي هو الذي يؤدي إلى العائد العلاجي الصحيح, وفعالية هذا الأدوية فعالية تراكمية, بمعنى أن فعاليتها في الشهر الثاني أفضل من فعاليتها في الشهر الأول, وفعاليتها في الشهر الثالث أفضل من فعاليتها في الشهر الثاني, وهكذا.

أيها الأخ الفاضل الكريم: أعتقد أنكم تسيرون على الطريق الصحيح، وفيما يخص علاج هذ الأخ, فأرجو الحرص على تنفيذ علميات الطبيب, والمتابعة اللصيقة, والتأكد أنه يتناول أدويته, وقد يحتاج إلى بعض الفحوصات الدورية التي يعرفها ويدركها الطبيب تمامًا, وسوف يقوم بعملها - إن شاء الله -.

سؤالك: هل يتطلب تعديل الأدوية؟ أنا لا أعتقد ذلك؛ لأن الأدوية سليمة وممتازة، وفي المستقبل ربما يحتاج الطبيب أن يرفع جرعة التقراتول قليلاً, ويقلل جرعة الأولان, ربما يحتاج إلى ذلك, فإن قام بذلك فهذا إجراء طبيعي جدًا بعد أن تستقر الحالة.

أما سؤالك: ما سبب بقاء الأعراض؟ لأن البناء الكيميائي للأدوية لم يتم حتى الآن، ووجود النشاط أو الإيقاع الصرعي يعقب مثل هذه الحالات, لكن - إن شاء الله تعالى - الاستجابة تكون جيدة.

سؤالك: هل القلق والذهان وسماع الأصوات هي بسبب المرض أم ماذا؟ نعم, هي أعراض رئيسية للمرض, والمرض في الأصل ناتج من العلة الموجودة في الفص الدماغي, والذي أعتقد أنه هو الفص الصدغي.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا لتواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عزالدين بلغياط

    نتمنى الشفاء العاجل للاخ الكريم و الرد من الطبيب يبدو لي بانه كان موفق الى ابعد حد و تحيات اخوكم عزالدين من الجزائر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً