الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تنميل في اليدين ووجع شديد في الرقبة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أعطف الإصبع الوسطى الكبيرة، أو أن أقبض عليها، كما أنني أعاني من وجع شديد في رقبتي بسبب الفقرة الثالثة والرابعة، حيث أنهما مضغوطتان، مما سبب ذلك لي تنميلا، وفتورا، ووجعا باليدين عند النوم والعمل الكثير.

فما هو العلاج لهذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعانين منه في الإصبع هو ما يسمى: بإصبع الزناد، وهو ناجم عن التهاب في غلاف الوتر الذي يحرك الإصبع، ويكون التضييق قريبا من التقاء الكف بالإصبع، وهو عبارة عن: حالة تؤدي إلى آلام في باطن الأصبع، وصعوبة في حركة الثني والفرد للأصبع المريض، وكذلك شعور بتجمد في حركة الأصبع، حيث يحتاج المريض لأن يستخدم يده الأخرى لإعادة الحركة للأصبع، وكذلك تصلب مؤقت للأصبع في وضعية الثني، مشابهة للوضعية اللازمة للضغط على زناد المسدس، ومن هنا تأتي تسمية المرض بإصبع الزناد.

أما عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه الحالة، فهي: الإصابات البسيطة والمتكررة، كالمثقاب، أو بعد الإمساك بعجلة القيادة لفترات طويلة، أو عند مرض الروماتوي، أو عند مرضى السكري، وعادة ما يتم التشخيص بالفحص الطبي، وعادة لا يلزم عمل أي أشعة، أو تحاليل مخبرية، لتشخيص هذه الحالة.

أما بالنسبة للعلاج:

فإنه عادة ما يبدأ بالطرق التحفظية، وغير الجراحية، والتي تتكون من جلسات العلاج الطبيعي، واستخدام المثبتات الطبية، لإراحة الوتر المصاب، وعمل تمرينات متخصصة، لمحاولة إعادة الحركة السلسة للوتر المريض.

ومن المهم جداً أيضا الامتناع كلياً عن أية نشاطات، أو استخدامات، قد تؤدي إلى إجهاد الوتر المريض، وقد تكون هي السبب وراء ظهور المرض أصلاً.

كما أن الكمادات الباردة، قد تساعد على التخفيف من الالتهابات والتورم في الوتر المصاب، وقد يلجأ أخصائي العلاج الطبيعي، إلى استخدام ما يعرف بجهاز (ionto phoresis)، الذي يستعمل كتيار كهربائي ضعيف جداً، يساعد على دفع الأدوية المضادة للالتهاب إلى المنطقة المريضة.

والأدوية المضادة للالتهاب، مثل: الفولتارين، والبروفين، فإنه يتم استخدامها لأسبوع أو أسبوعين، للتخفيف من شدة الالتهاب.

وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للأدوية، قد يلجأ الطبيب المعالج لاستخدام حقنة موضعية، تحتوي على مادة الكورتيزون، ذات الخاصية المضادة للالتهابات في الوتر المريض، للإسراع في عملية الشفاء.

والحل النهائي إن لم تتحسن الحالة، فهو التدخل الجراحي، الذي يتم خلاله قص الأربطة الصغيرة المحيطة بالوتر، مما يزيل الضغط والالتهاب، ويعيد للوتر وللأصبع المريضة الحركة السلسة، وهذه الجراحة تعتبر جراحة صغيرة، ويمكن إجراؤها تحت تخدير موضعي، ومن خلال جرح لا يتجاوز السنتيمتر الواحد، ويمكن للمريض الذهاب للبيت فوراً بعد الانتهاء من الجراحة.

أما بالنسبة لآلام الرقبة:
فمن المهم معرفة إن كان هناك انضغاط على جذور الأعصاب، لأن كثيرا من الناس عندهم انضغاط، أو خشونة بين الفقرات، إلا أنها لا تسبب أي انضغاط على الأعصاب، وبالتالي يكون العلاج بالأدوية المسكنة، والعلاج الطبيعي للرقبة، وتجنب الأوضاع التي تزيد من الأعراض.

والفحص الطبي، والصور الشعاعية، وأحيانا صور الطنين المغناطيسي، قد تكون ضرورية لوضع التنشخيص، والتأكد من وجود انضغاط في جذور الأعصاب.

فإن كان هناك انضغاط في جذر العصب، فالعلاج في البداية يكون محافظا، وذلك بوضع الكمادات الساخنة، مرتين إلى ثلاث في اليوم على الرقبة، وتجنب البرودة، وتناول الأدوية، مثل:
-Lyrica 75 mg مرتين في اليوم.

وكذلك تناول المسكنات، مثل:
-Mobic 15mg أو، -naproxen 250 mg مرتين في اليوم أو، -Voltaren 100 LA مرة واحدة.

وهذه الأدوية تؤخذ بعد الطعام، ويجب المتابعة مع الطبيب المعالج، لأنه في بعض الحالات إن كان انضغاط جذر العصب في الرقبة شديدا، أو لم يتحسن مع العلاج، فإن هناك حاجة للعمل الجراحي.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً