الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضيع الصلاة وأريد أن أتوب ولكن كيف السبيل لذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

حاولت لأكثر من 7 مرات أن أتوب لربي، إلا أن محاولاتي باءت بالفشل، فأنا أصلي تقريبا 5 أيام، ولكن منذ 8 أشهر لم تكن هناك لا ركعة ولا سجدة، ورغم كل هذا إلا أنه لا تفوت علي دقيقة واحدة إلا وأنا قلبي معلق بالله دائما إذا استصعب علي شيء، فإني أدعوه فيستجيب، ولا أتكاسل إلا وأنا أرجوه أن يبعد عني التكاسل فيستجيب.

جربت كل شيء ممكن أن يخطر بالبال للتوبة، إلا أنني لا أنجح في ذلك، جربت الدعاء في الثلث الأخير من الليل، والدعاء في الخلوة، بكيت، وبكيت، وبكيت.

إلا أنني لا أنجح أيضا..

أرجوكم بأن تتفهموا بأني في أمس الحاجة لله، ثم للتوبة، ثم لكم، أرجوكم ساعدوني، ولا تطيلوا في الرد علي..

وشكرا لكم مقدما..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمنّ عليك بتوبة صادقة نصوح، وأن يجعلك من الراكعات الساجدات العابدات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن دخولك إلى هذا الموقع – إسلام ويب – يدل على أنك فعلاً على خير، وأنك تريدين الخير، وكذلك سؤالك أيضًا واستشارتك نفس الشيء تدل بفضل الله تعالى ورحمته أنك على خير كثير، ومثلك لن يضيع، ولا يضيعه الله تعالى أبدًا، لأن الله لا يضيع أهله كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما دمت فعلاً قد حددت المشكلة، وتبحثين لها عن حل، فثقي وتأكدي من أن مدد الله قريب منك، وأن عون الله تبارك وتعالى على أقرب ما يكون منك بإذنه تعالى.

ولكن نظرًا لأن الالتزام بالطاعة، أو الثبات على الدين، ليس بالأمر الهين، فإنه يحتاج إلى عدة عوامل، ومن هذه العوامل:

أولا: الصحبة الصالحة، فأتمنى أن تحاولي أن تتعرفي على أخواتك الصالحات، المسلمات، الملتزمات، حتى تقضي معهنَّ معظم أوقات فراغك، وبذلك سوف يزيد إيمانك، وستجدين العون على طاعة الله، لأنه كما ورد في كلام العرب: (الصاحب ساحب)، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وأخبرنا بقوله أيضًا: (لا تصاحب إلا مؤمن، ولا يأكل طعامك إلا تقي). فعليك بالبحث عن أخوات صالحات في مثل سنك، وحاولي الارتباط بهنَّ، والتواصل معهنَّ.

ثانيًا: عليك بارك الله فيك بالاجتهاد في حضور الفعاليات الدينية، فإذا كانت هناك محاضرات أو ندوات في محل إقامتك حاولي أن تتواجدي فيها، حتى تجدين العون على الطاعة، كذلك من أخواتك ومن البيئة المصاحبة لك.

كذلك أيضًا من العوامل المهمة جدًّا التي تعينك على الثبات إنما هو الانشغال بالدعوة، بمعنى أنك تبدئين في دعوة أخواتك غير الملتزمات إلى الالتزام، وأن تجتهدي في ذلك، وتصبري عليه، لأنك عندما تعملين بالدعوة ستكونين بذلك قد بدأت في مهاجمة الشيطان، وكما يقولون في النظام العسكري (خير وسيلة للدفاع الهجوم).

ثالثا:عليك كذلك بالإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – مع الإلحاح والدعاء الذي أنت عليه، فحاولي أن تكثري من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – بنية أن الله تبارك وتعالى يعينك ويثبتك على الحق.

رابعا: كما عليك الإكثار من الاستغفار، فحاولي المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، ولا تتركينها مطلقًا، لأنها سوف تحفظك من كيد الشيطان الرجيم.

خامسا: ضعي أمامك هدف كبير هو أن تكوني من أولياء الله الصالحين، وحاولي أن تضبطي الساعات التي عندك، أو مثلاً عن طريق الجوال، أو عن طريق أحد من أقاربك ينبهك للصلاة، أو اطلبي من الوالدة أن تنبهك للصلاة، وأن تذكرك بها، وأن تحثك عليها من باب التعاون على البر والتقوى، واطلبي كذلك من الوالد، واطلبي كذلك من أخواتك الصالحات أيضًا عندما يحين وقت الصلاة أن يتصلنَ بك، حتى ينتشلنك من هذه الغفلة التي تكونين فيها.

سادسا: نظمي وقتك – يا بنيتي – واجعلي الصلاة على رأس مشاريعك وأهدافك، وبذلك ستجدين كل العون من الله سبحانه وتعالى.

سابعا: اجعلي لك وردًا من القرآن يوميًا ولو قليلاً، ولو بمقدار صفحة - أو أكثر أو أقل - حتى تكونين قريبة من مولاك سبحانه وتعالى، لأن القرآن للإيمان كالماء للزرع، فكما أن الزرع لا ينبت إلا بالماء، فكذلك الإيمان لا يزيد بغير القرآن أو يزيد به.

ثامنا: اطلبي من والديك الدعاء لك، وأكثري من ذلك، وأيضًا كل من تتوسمين فيه خيرًا من أقاربك وأهلك، اسأليه أن يدعو لك، - وإن شاء الله تعالى- سوف تكرمين، وسوف تكونين في حال طيبة - بإذن الله تعالى-.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد546

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً