الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القيء المستمر وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أقدم شكري للقائمين على هذا الموقع, والمساهمين في حل مشاكل الشباب, جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 18 سنة, وزني 55 إلى 60 كلج, وطولي حوالي 170 سم, تأتيني حالة استفراغ مستمرة, فعندما أتناول الطعام بعد فترة أحس بالامتلاء, رغم أن ما أكلته يعد قليلا, وإذا أكلت كمية زائدة تحدث لي تقلصات شديدة في المعدة, وبعدها أستفرغ تماما.

والأكل يبلع بصعوبة, خاصة النشويات, كالرز, والخبز, والحلويات, وتحدث لي هذه الحالة أيضا عند الغضب, فعندما تحصل مشادة كلامية بيني وبين شخص أحس بهذه التقلصات, وبعدها أستفرغ, وتحدث لي عند الإثارة العاطفية كالحماس لموقف معين, أو التوتر بسبب توقع شيء معين.

حاولت مقاومة هذه التقلصات, فكنت أقاومها لفترة 20 دقيقة, خلالها أتنفس بصعوبة, وتزداد التقلصات, وفي النهاية لا بد أن أستفرغ, ويكون أشد مما إذا لم أقاومها.

قرأت عن مرض يدعى cyclic vomiting syndrome أو متلازمة القيء الدوري, ولا أعلم هل هذا ما عندي أم لا, رغم أن عندي كثيرا من أعراضها, مثل التقيؤ, وغالبا يكون في ساعات الصباح الباكر, وبسبب الإثارات العاطفية والغضب, ويأتي ويذهب على فترات, وعند الإحساس بزيادة الأكل يحدث استفراغ للمعدة.

سؤالي: ما تشخيصكم لهذه الحالة وكيف أعالجها؟ وكيف أتناول الطعام بصورة سليمة؟ لأن هذه الحالة أثرت على تناولي الطعام بصورة شديدة, فأصبت بفقدان شهية من جراء كثرة التقيؤ, وحموضة شديدة في المعدة, وترجيع للمرئ.

كيف يصبح وزني سليما (مع العلم أني شديد النحافة)؟ وهل هذه الحالة من الممكن أن تكون أثرت على طولي؟ وهل هناك أي فرصة لزيادة طولي أم لا؟

أخيرا: أنا كنت أتناول دواء "موسيجور" وهو فاتح شهية, وكانت هناك أيام يكون الأكل فيها طبيعيا, رغم مشكلة البلع فلا تزال مستمرة, خاصة عند أكل النشويات, ولكن بعد فترة يحصل الاستفراغ, إما بسبب الإحساس بالامتلاء, أو الغضب, أو الإثارة, وتعود الشهية مرة أخرى كما كانت.

هل هناك أدوية معينه تعالج هذه الحالة؟ وإذا كنت قررت أن أعمل منظارا فهل عملية المنظار تؤثر سلبا علي؟ رغم أني لم أتخذ أي إجراءات بشأنها عدا دواء الموسيجور.

أرجو الرد, لأن هذه الحالة أرقت نومي, وأريد أن تكون حياتي طبيعية.

وشكرا لكم مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

القيء لا يعتبر مرضا بحد ذاته, لكنه أعراض تشير لوجود مرض ما, وليس مرضا محددا, ويعرف الغثيان بأنه هو الإحساس بالرغبة في إفراغ المعدة, أما القيء فهو إفراغ المعدة الفعلي بما تحتويه من طعام وسوائل.

هناك عدة أسباب تؤدي إلى الغثيان والقيء تتلخص في الآتي:

إلتهابات المعدة وأشهرها جرثومة المعدة H pylori, وهي جرثومة تصيب المعدة وتؤدي إلى غثيان وحموضة زائدة وقيء, خصوصا مع أكل التوابل الحارة والتدخين, بالإضافة إلى قرحة المعدة, ومرض الجيرد GERD, وهو مرض ارتجاع عصارة المعدة إلى المرئ, وهذه الأمراض تحتاج إلى عمل منظار للمعدة للوصول إلى التشخيص السليم, ولكن يؤجل ذلك حسب الأسهل والأولويات.

وهناك أسباب مركزية بسبب إثارة المركز المسؤول عن القيء في المخ, مثل حالات الصداع النصفي, وبعض أمراض الأذن الداخلية, مثل مرض يسمى Meniere's disease, وترجع تسمية المرض بهذا الاسم إلى طبيب فرنسي يُسمى مينيير Meniere. ويحدث المرض نتيجة زيادة ضغط السائل الموجود بالأذن الداخلية, مما يؤدي إلى اختلال التوازن والسمع مع القيء المتكرر.

ومن الأسباب المركزية أيضا ارتفاع الضغط داخل الرأس, وما يصاحب ذلك من صداع مزمن, وهذه تحتاج إلى تصوير رنين مغناطيسي.

وهناك الأمراض المزمنة, ولكن سنك يستبعد حدوث مثل تلك الأمراض, وكذلك أخذ الأدوية المسكنة المضادة للروماتزم والأسبرين بشكل دائم؛ ربما تؤدي إلى القيء المتكرر.

والأمر الأسهل الآن هو تحليل براز لمعرفة جرثومة H pylori, وأخذ العلاج الثلاثي الخاص بها إذا كانت نتيجة التحليل إيجابية, والابتعاد عن أكل الحار, والتدخين إذا كنت مدخنا, وأكل وجبات خفيفة ومتكررة, أي لا تشبع, ولا تجوع, خصوصا في إفطار رمضان, يجب أن تأكل وجبة خفيفة من الروب أو اللبن, وقطعة موز, ثم الصلاة, وتنتظر قليلا, ثم تكمل وجبتك؛ حتى لا يحدث قيء بعد الإفطار الكامل, وتفقد كل شيء, وعليك بالمتابعة مع طبيب أمراض باطنية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية فيصل الشراري

    يعطيك العافيه اخوووي عااادي جدا انا شاب عمري 23 سنه اذكر جتني هل حاله الي جتكك وانا بعمرك تقريبا هي با الغالب ماتكون نفسيه وانت شكلك من النوع الي اي شي يقززك يعني اتفه الامور تخليك تتقيء انت لا تفكر كثير وخفف من الاكل لا تكثر وريح نفسك لا تجهد عمرك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(( نحنو قوم لا نئكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع)) يعني التوازن ب الكل ززين وحاول تبعد عن ااي شخص يضايقك يعني علاقات او اي شي يئثررر على نفسيتككا وانشااااء الله اني افدتك بشي

  • المملكة المتحدة د.عدنان

    الموضوع في غاية الدقة وخاصة فيما يتعلق بالجرثومة فكثير من الناس يذهب الى الطبيب ويعطية علاج للتقيء دون النظر الى الاسباب.

  • موريتانيا sidahmed

    هذا موضوع هام جدا وهذه الحالة صارت كثيرة على كل حال اتمنا شفاء للجميع

  • السعودية nenaa

    وانا بعد عندي نفس الاعراض ومره تعبت م ادري ايش اسوي رحت الدكتور واعطاني حبوب للقيء :( :( :(

  • الجزائر روزة

    هذا موضوع مهم جدا و خاصة القيئ المستمر خطير

  • الكويت محمد

    المصيبه عندنا في عالم العربي حدث ولا حرج ! لا تشخيص نفس الناس ولا تطور والمشكله تذهب الا الطبيب وتشتكي ويعطيك دواء بنادول وتذهب ! الله المستعان

  • أمريكا حسبي الله ونعم الوكيل

    لا يوجد طبيب يفهم أبدا أبدا .

  • وليد

    انا مشكلتي مثل مشكلتك انا عندما احس با لعاطفة
    ياتي الاستفراغ اي شيء اكلو استفرغو

  • رومانيا حاحا

    انا اقول ممكن عندك قولون عصبي

  • السعودية غبيران

    نحن قوم لا نجوع ...الخ.
    ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام الحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب

  • ليبيا اماني من ليبيا

    مرحبا انا عندي،نفس،الشيء ومازال عندي ناكل في الطعام ونبكي من كثرت الوجع

  • الأردن حسن

    نفس المشكله عندي واخدت العلاج الثلاثي وما استفدت اشي باليوم بستفرغ مرتين

  • السعودية ابو خليل

    حديث (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ...) حديث لكن اسناده ضعيف كما قال العلامة بن باز ومع انه ضعيف الا ان معنى الحديث صحيح لكن الشبع المقصود هو الشبع الزائد الذي يؤدي الى الضرر اما الشبع العادي فلاحرج فيه فالرسول والصحابة كانوا يأكلون ويشبعون . راجع فتوى للعلامة بن باز في هذا الموضوع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً