الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة نبضات القلب وخوف وفقدان الشهية.. هذه معاناتي فما علاجها؟

السؤال

أولا جزاكم الله خيرا على موقعكم الرائع.

أكتب لكم بعد الحالة التي أصابتني بخمس وعشرين يوما؛ لأني لم أستطع تلك الفترة أن أكتب لكثرة الاستشارات.

- عمري 24 طبيعتي حساسة وخوافة، وأهلي سلبيين جدا، وأشعر أنهم قدموا لي حماية زائدة في الصغر.

- وقت الدراسة كان يأتيني قلق في فترة الامتحانات لكنه غير شديد.

- جاءتني حالة (قبل الدورة الشهرية بيوم، ولازمتني لمدة عشرين يوما والأسبوعين الأولين كانت أشد) خلال هذه الأيام تحسنت لمدة ثلاث ساعات فقط خلال اليوم، ثم تعود الأعراض، كنت إنسانة مضطربة، وكانت فترة عصيبة جدا لدرجة أني تمنيت الموت؛ لأنه شعور فضيع جدا لم أشعر بطعم الراحة أبدا.

- أحسب الساعات لينتهي اليوم، وأنتظر وقت النوم على أنه كان يتخلله استيقاظ على أدق صوت، وبمجرد ما أستيقظ أذكر حالتي وقلبي يدق بسرعة وأتمنى أني أنام ولا أستيقظ أبدا.

- تعطلت عن عمل البيت.

- نبضات قلبي سريعة.

- حساسية شديدة جدا، وعدم القدرة عن الإفصاح عما أصابني، ولا أتحمل أحدا يشتمني، وحتى لقطات الحزن في التلفاز لا أتحملها على أنها تمثيل.

- الشعور بالغياب عن الواقع للحظات.

- غثيان شديد وفقدان للشهية نزل وزني أربع كيلو.

- انعدمت المشاعر والأحاسيس نهائيا.

- الشعور بأني على وشك الانهيار، الخوف من الجلوس لوحدي، خوف شديد من أن تصل لنوبات هلع أو فقدان السيطرة لدرجة أني تمنيت التنويم بالمستشفى لأبقى تحت الملاحظة.

- نوم متقطع - رجفة في الأيدي.

بعد ما قرأت عن نوبات الهلع صرت أخشى ركوب السيارة، أو الذهاب لمكان بعيد عن المستشفى خوفا من أن تصيبني لأني أحسست بأني على وشك الإصابة بها ولو أصابتني سأموت لأني خوافة جدا.

- توقعت أني سأموت لأنها كانت أصعب أيام حياتي.

- أريد أن آخذ سيروكسات لكني قرأت تجارب الناس معه، وأنه يمكن أن يزيد المخاوف، وبشكل عام أصبحت أقرأ عن كل الأدوية، وأصابني الخوف بزيادة وإحباط شديد جدا.

- أختي مريضة، وتتعب فجأة، وأخاف كثيرا أحس أني سوف أنهار.

- هل أحتاج لدواء؟ وهل أخذه طول حياتي، علما بأن لدينا مشاكل عائلية كثيرة بين فترات كثيرة.

-هذه الخمس الأيام الأخيرة تحسنت -والحمد لله- لكن صرت قلقة أن الحالة سترجع لي، حتى أني أفكر ماذا سأعمل حينها؟ وأذكر تجارب الناس السيئة مع الأدوية فوجدت تجارب الناس الذين استفادوا من الأدوية نادرة؟ هل هي بهذا السوء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يا رب اشفني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي يظهر لي أنه لديك بعض الاستعداد البسيط، والقابلية للإصابة بالقلق النفسي، والحالة التي أتتك في وقت حدتها وشدتها كانت عبارة عما يسمى بنوبة الفزع أو الهرع أو الهلع، وهي بالفعل مخيفة في وقتها، ولكنها ليست خطيرة.

الإنسان قد يبدأ يُصاب بشيء من الوسوسة بعد أن تُجهض النوبة الحادة، ويكون عائشًا تحت تهديد قلق المخاوف، وهذا يسمى بالقلق التوقعي، ويؤدي إلى كثير من الوسوسة.

من الواضح أنه لديك بعض المواقف السلبية حيال الأدوية، وأنا أعذرك تمامًا في ذلك، لأن بعض من يعانون من القلق تجدهم يقلقون حول كل شيء، هنالك قلق حول الحالة ذاتها وكيفية علاجها، وما هو أثر الأدوية، وهل هي تسبب الإدمان، وأسئلة كثيرة جدًّا معظمها قائمة على معلومات خاطئة يسمعها الناس من هنا وهناك.

الذي أود أن أؤكده لك أن قلق المخاوف من النوع الذي تعانين منه يمكن أن يعالج، ويعالج بعدة وسائل، أهمها: أن تتجاهليه، وتقومي بفعل الضد، ما تجرك نفسك نحوه من تجنب لمواقف معينة قومي بما هو مخالف لذلك، وكرري ذلك، هذا يوطد ويقوي المقدرة على المواجهة، وهذا من الأمور المهمة جدًّا.

ثانيًا: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، وتوجد استشارة لدينا تحت رقم (2136015) توضح فيها كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو اتباعها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أنك محتاجة جدًّا للعلاج الدوائي، وسوف يفيدك كثيرًا، لكن نسبة لتخوفاتك هذه أود منك أن تذهبي، وتقابلي الطبيب النفسي، لا بأس في ذلك أبدًا، بل على العكس تمامًا من خلال شرح الطبيب والتواصل المباشر معه، أعتقد أن قناعاتك حول العلاج الدوائي سوف تزداد جدًّا، وعقار مثل السبرالكس سيكون دواءً مناسبًا لمثل حالتك، وأنت تحتاجين أن تتناولي الدواء لمدة ستة أشهر تقريبًا أو حسب ما يراه الطبيب.

الزيروكسات دواء جيد وممتاز، وما ذُكر عنه من سلبيات ليس صحيحًا.

بالنسبة للمشاكل الأسرية: لا توجد أسرة تخلو من مشاكل، لكن الإنسان دائمًا يساهم مساهمات إيجابية في حل هذه المشاكل، وينظر إلى الجانب الإيجابي، وتكون علاقته مع من حوله تضافرية، وليست تخاصمية، أو تنافسية، هذا مهم جدًّا، والإنسان حين يكون فعالاً في أسرته هذا يجعله يشعر بالرضى، وإن شاء الله تعالى أنت تسيرين على هذا الدرب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً