الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب الشباب وعلاج الرواكيوتين ارشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت بحب الشباب من عمر الـ14 ، وأنا حالياً عمري 19 سنة، منذ أن بدأ حب الشباب وأنا في صراع، استعملت كريم ½Benzac AC 2 وبعد فترة استعملت دلاسين تي (محلول معقم) وكنت أستعمل صابون نيتروجينا، لكن لا فائدة!

ذهبت لعيادة جلدية، فذكر لي الدكتور أن عندي مرحلتين في العلاج للحالة، المرحلة الأولى هي أن يعطيني كريم بانوكسيل (5) وكريم شور كيور، وحبوب دوكسيسن لمدة ثلاثة شهور، والمرحلة الثانية هي علاج الروكتان، وقال: أنا أنصحك بالروكتان.

رفضت فكرة علاج الروكتان لآثاره الجانبية، واخترت المرحلة الأولى، فوصف لي كريم بانوكسيل (5) مرة واحدة صباحاً، وكريم شوركيور قبل النوم، وحبوب دوكسيسين مرة واحدة في اليوم، وصابون الكبريت لمدة ثلاثة أشهر.

الآن أنهيت شهراً كاملاً من العلاج، وبقي لي شهران، والحبوب تزيد كل يومين أو يوم أحياناً، وأحياناً الحبوب البيضاء الصديدية والحمراء.

هل مشكلتي في الطعام فأحتاج لحمية غذائية، أم هي تغيرات هرمونية؟ وللمعلومية فأنا لا أتناول أدوية تزيد حب الشباب، وليست مشكلة وراثية.

وهل لحالتي وقت معين لزوال حب الشباب؟ وما هي الأطعمة التي ترفع معدل هرمون التستسترون لكي أتجنبها؟

وفي الأخير: هل من طريقة لإخفائها على الأقل لأنها سببت لي حالة نفسية؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تشتكي من حب الشباب، ومشوارك العلاجي لم يأت بنتيجة مرضية حسب قولك، وتسأل عن الأسباب والطريق الفعالة في العلاج.

أخي الكريم: حب الشباب ما هو إلا بثور تظهر في المناطق التي بها غدد دهنية مثل الوجه والجبهة، والصدر، والظهر، والكتفين، وهو شائع ومنتشر خاصةً عند سن البلوغ؛ نتيجة لتحفيز الغدد الدهنية بواسطة هرمونات البلوغ لدى الذكور والإناث، وهي مرحلة مؤقتة، ومتوقع من الشخص الذي تأثر بهذه الفترة أن يطلب العلاج حتى لا يترك هذا المرض عندما يزول - بإذن الله - أي تشوهات إذا ما تم إهمال هذه الفترة الحساسة من العمر.

أسباب كثيرة تتناول حب الشباب، وأهمها هو نشاط الغدد الدهنية التي تؤثر هرمونات التستوستيرون على تحفيزها لدى الذكور والإناث عند فترة البلوغ كما أسلفنا.

أيضاً هناك أسباب أخرى مصاحبة، مثل عامل الوراثة، والبكتيريا، وبعض الأدوية، وبعض مستحضرات التجميل، والضغوط النفسية.

كل هذه عوامل مساعدة تفاقم ظهور حب الشباب بأنواعه المختلفة، لذلك لا بد من عمل تحاليل الهرمونات في الدم وخاصة هرمونات الاندروجين.

حب الشباب له عدة أنواع، وكل نوع له علاج مختلف عن الآخر، وحب الشباب لديك هو حب شباب التهابي (حبوب حمراء + حبوب صديدية أحياناً) ومن النوع المستعصي على العلاجات التقليدية، وخاصةً أنك جربتها فترةً كافية من الزمن، ومع ذلك الأمور لم تتحسن بل تزداد كما أسلفت.

وقد اقترح عليك طبيب الأمراض الجلدية سابقاً بأن تنتقل إلى المرحلة التالية من العلاج إذا لم يأت العلاج التقليدي لحب الشباب بالنتيجة المرجوة.

في كل الأحوال إذا كان حب الشباب لديك من النوع المستعصي على العلاجات التقليدية من كريمات ومضادات حيوية حسب ما أشرت في رسالتك، فإن هناك البديل الذي يُعطي نتائج مفيدة في معظم حالات حب الشباب وخاصة المتكيس منها، وهو عقار الـ (Isotretinoin (Roaccutane) وهو فعال وآمن إذا استخدم تحت إشراف طبي كامل، ولا تستدعي الآثار الجانبية الكثيرة التي عرفتها عن العقار عدم استعماله إذا تم تحت إشراف طبي كامل، واتباع إرشادات الطبيب المعالج.

ولزيادة معلوماتك عن الـ (رواكيوتين) فيعتبر الرواكيوتان من الأدوية المهمة لعلاج حبوب الشباب المتوسطة والشديدة، وهو أحد مشتقات فيتامين ( أ )، ويؤدي للشفاء من حب الشباب ومنع ظهوره مجدداً - بإذن الله - ويعمل الدواء من خلال عدة طرق:
يقلل من إفراز الدهون في الجلد من الغدد الدهنية، ويمنع تكون بثور جديدة، وأيضاً: مقاومة الالتهاب.

ويوصف الرواكيوتان للمرضى المصابين بحب الشباب في الحالات التالية:

حب الشباب التكيسي ، وحب الشباب المزمن، وحب شباب من النوع المتوسط الذي لا يستجب للعلاجات الأخرى كما في حالتك، ولكن قد يؤدي استخدام الـ(رواكيوتين) إلى حدوث بعض الآثار الجانبية، ومنها:

- جفاف وتشقق الشفاه، ويُعتبر أكثر المضاعفات شيوعاً، وتصيب جميع المرضى المعالجين، ولتخفيف الحالة يُنصح بوضع مرهم للشفاه.

- جفاف العينين: وينصح باستعمال الدموع الصناعية، وعدم استعمال العدسات اللاصقة أثناء العلاج؛ وذلك تجنبا لخدش القرنية وحدوث التهابات .

- احمرار الوجه أو تورده، وخاصةً عند الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، وعند التعرض لأشعة الشمس.

- صداع وأحياناً ألم العضلات والمفاصل.

- زيادة مستوى الدهون في الدم: وتشمل الدهون الثلاثية والكولسترول في حالات قليلة، وينصح باتباع حمية قليلة الدهون.

- ارتفاع أنزيمات الكبد وهو نادر الحدوث، وفي حالة حدوثه يزول بالتوقف عن الدواء.

- زيادة تساقط الشعر: وعادةً ما يعود ينمو طبيعياً حالما يوقف أخذ الرواكيوتان.

وكل هذه الآثار الجانبية إذا ما حدث شيء منها فإنه يزول تماما مع التوقف والانتهاء من استعمال العقار.

وهناك بعض المحاذير بالنسبة للنساء المتزوجات والمرضعات والمقبلات على الزواج، ولذلك كما أسلفنا فإنه لا يجوز استخدام عقار الـ(رواكيوتين) إلا بوصفةٍ طبية، وذلك بعد استشارة الطبيب المختص لتحديد مدى احتياجك للعلاج من عدمه، وعمل التحاليل اللازمة قبل بدء العلاج.

أما سؤالك عن الطعام والحمية، فلم يتضح علمياً دور معين للطعام في زيادة أو نقصان حب الشباب.

وأيضا هرمون التستوستيرون، هو موجود منذ البلوغ في أجسامنا، وله دوره المهم في حياتنا الجسمية والجنسية.

أرجو أن تكون الأمور أصبحت أكثر وضوحاً، وأتمنى لك من الله الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً