الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغضب بسرعة وأفتقد نعمة الصبر... فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 22 عاماً، مشكلتي أنني أغضب بسرعة كبيرة، ولكن سرعان ما أندم وأرجع إلى طبيعتي؛ لأنني بطبيعة حالي حنونة وطيبة، ولكني أفتقد إلى نعمة الصبر والحكمة، فماذا أفعل؟

لدي مشكلة أخرى وهي أنني أتمنى أن أكون مثقفة، ولكن لا أعلم ما السبيل إلى ذلك!؟ وجزاكم الله خيراً لخدمة المسلمين والمسلمات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارب توفيقك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا بالأسئلة.

الغضبُ عاطفة من العواطف الإنسانية الطبيعية، والتي وضعها فينا الله تعالى كغيرها من العواطف؛ لتقوم بدور هام في حياة الإنسان، فمن وظائف الغضب أنه يدفعنا لفهم وتقدير خطورة الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، وبالتالي يدفعنا للتحرك وحماية أنفسنا من كل هجوم أو اعتداء علينا، سواء كان حقيقياً أو مُتخيّلاً، ولكن ككل شيء آخر، إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وعندما نهينا عن الغضب، فليس لمنع الغضب بالكلية، فهذا ليس في مقدور الإنسان، وكما ذكرت فالغضب عاطفة إنسانية طبيعية، إلا أن المقصود هو أن لا يدفعنا الغضب إلى تجاوز الحدود، والتعرض للآخرين بالأذى أو الإساءة.

وحقيقةً لتقديم إرشاد نفسي مناسب في كيفية تعاملك مع الغضب، فلابد أولاً من معرفة الظروف التي تجعلك تغضبين، هل هو موقف معين أو أشخاص معينون؟ وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، بحيث يمكنك تقدير الموقف، وتنتبهين إلى العلامات الأولى التي تشعرين بها، والتي تشير إلى أنك على وشك ارتفاع وتيرة الغضب عندك، وبالتالي يمكنك التحكم، أو محاولة التحكم بهذا الغضب قبل أن يخرجك عن السيطرة.

وهناك بعض المهارات التي تعين الإنسان على التحكم بغضبه، وبعضها من الأمور التي وردت في التعاليم النبوية، كأن يجلس الإنسان إن كان واقفاً، وأن يستلقي إن كان جاسا، أو بأن يتوضأ، فهذا مما يخمد من حرّ الغضب، وبذلك تسيطري على مشاعرك وغضبك، وبحيث لا تقولي أو تفعلي ما تندمين عليه لاحقا.

وهناك كتب كثيرة تشرح مهارات كثيرة للتحكم بالغضب، ويفيد أن تطلعي عليها، وهذا ما يوصلنا لسؤالك الثاني عن الثقافة، وأنا لا أعتقد أن هذه بالمشكلة، وإنما هي رغبة وأمنية، ولعلك تقصدين بالثقافة هنا أن تكوني واسعة الاطلاع والمعارف، والسبيل الأفضل لهذا هو القراءة والقراءة ثم القراءة، سواء كانت القراءة مما هو في دراستك أو غير ذلك.

وربما يفيد هنا أن لا يكون هدفك المباشر أن تكوني "مثقفة" وإنما أن تتطلعي وترغبي في القراءة وحضور الأنشطة الفكرية والعلمية والثقافية، وبالتدريج ستتسع معارفك ومداركك، وبالتالي تصلين ربما إلى ما تودين تحقيقه، ولكن ليس ليقول الناس عنك أنك مثقفة، وإنما وبكل تواضع أن يكون قصدك الفهم والمعرفة والعلم، والله تعالى يعلمنا أن نتطلع دوما للاستزادة من العلم والمعرفة، حيث يقول لنا: {وقل ربّ زدني علماً}.

وفقك الله، ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً