الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نبرة صوتي تظهر للناس أني ولد صغير مع أني كبير .. فما المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 21 عاما، أعاني من الرهاب والتي من أعراضه الخوف، وعدم القدرة على المواجهة، واحمرار الوجه، أيضا نبرة الصوت غير قوية حتى في الأوقات العادية، هل هذا له علاقة بالرهاب -أقصد نبرة الصوت- عندما أتكلم بالجوال خاصة تقول هذا ولد صغير وليس صوت رجل كبير، فهل لهذا الأمر من علاج؟

أيضا دائما أقع في مغبة اتخاذ القرارات الخاطئة السريعة، وأندم عليها وأيضا لو قابلت إنسانا على مستوى أكون قلقا خائفا، لا أستطيع أن أتكلم بشكل طبيعي، أما لو راسلته مراسلة أبدع في الحديث معه.

عندي عدم الثقة بالنفس، لو اتهمني شخص بشيء حتى وأنا بريء ملامحي تقول أنا المذنب، عملت استشارة من قبل سنة أو أقل بقليل لإسلام ويب، ونصحني الدكتور باستخدام علاج سرترالين لمدة ثلاثة أشهر، واستخدمته وتحسنت حالتي، لكنها لم تتعاف؛ لأنها كانت أسوأ من ذلك بكثير.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أذكر رسالتك السابقة تماماً حتى طريقة كتابة هذه الرسالة مشابهة للرسالة السابقة، أقول لك أن حالتك ليست خطيرة أبداً، حالتك هذه مما نسميه بقلق الرهاب الاجتماعي، وهذا كثيراً ما يؤدي إلى الوسوسة، ويجعل الإنسان يقلل من مقدراته وقيمته.

أنت الآن مشغول جداً بنبرة الصوت، وكنت أتمنى أن أسمع صوتك؛ لأني أستطيع -إن شاء الله تعالى- أن أثبت لك أن صوتك طبيعي، وأن التفاوتات ما بين الناس من علو أو دنو للصوت هي أشياء معروفة ومثبتة، وحين يكون الصوت خافتا ولطيفا هذا أفضل، والإنسان يستطيع أن يتحكم في صوته حسب المقام، وحسب المناسبة، أو حسب متطلبات الموقف -إن شاء الله تعالى- لديك هذه المقدرة، أرجو أن لا تفكر سلبياً حول نفسك ومقدراتك، أنصحك بأن تسجل صوتك، وتستمع إليه وإن وجدت فيه انخفاضا حقيقيا حاول أن ترفع صوتك، ليس هناك ما يمنعك أبداً من ذلك، اقرأ في كتاب أو في مجلة، أو في جريدة أو رتل القرآن، واستمع إلى ترتيلك سوف تصل في نهاية الأمر أن صوتك عادي جداً.

أعتقد أن القلق والوسوسة هي التي جعلتك تنزعج لهذه الدرجة، أنت في المرة السابقة استجبت لعلاج سيرتللين وهو فعلاً دواء جيد جداً لعلاج الرهاب الاجتماعي والذي أراه أن تبدأ في تناول الدواء مرة أخرى، فهو دواء سليم، حالتك لا نسميها انتكاسة كاملة إنما هي بدايات انتكاسة؛ لذا التحوط واجب وذلك من خلال تناول العلاج الصحيح، ولمدة أطول نسبياً من المدة السابقة، أبدأ في تناول السيرتللين بجرعة نصف حبة تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وتناولها ليلاً، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، أرجو أن لا تنقص هذه المدة، وبعد إكمال هذه المدة يمكن أن تخفض جرعة السيرتللين إلى نصف حبة تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة ليست كبيرة، هي جرعة سليمة، والدواء من الأدوية البسيطة والفاعلة والتي كما ذكرنا أنك بتوفيق من الله تعالى قد استجبت لها في المرة السابقة.

أيها الفاضل الكريم التواصل الاجتماعي مهم جداً، والتواصل الاجتماعي يمكن أن يكون على عدة اتجاهات، وبعدة طرق، من أفضلها حضور صلاة الجماعة، زيارة الأرحام، مشاركة الناس في مناسباتهم، حضور المحاضرات، بعض الإخوة لديهم هوايات معينة يمارسونها مثل الرياضة الجماعية فيها فائدة كبيرة جداً، الانخراط في الأعمال التطوعية بقدر ما يستطيع الإنسان هذا أيضا يجعله يتفاعل، ويتمازج مع الآخرين، وكن أخي الكريم حريصًا على هذه الطرق العلاجية، وإن شاء الله تعالى تجد فيها الخير في الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً