الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم الكعبين .. أسبابه وكيفية الوقاية منه

السؤال

أعاني منذ عدة سنوات من آلام مبرحة بباطن الكعبين وما يحيط بهما، وهذه الآلام تبدأ في الصباح, وتزداد تدريجيًا مع المشي, أو الوقوف على القدمين, ولو كان لخمس دقائق, حيث أشعر بآلام مبرحة, وأكاد أنقل قدمي بصعوبة بالغة, وعند العودة للبيت أشعر بارتياح نسبي, ولكن بعد الارتياح على السرير ساعة مثلاً وعند محاولة النهوض لا أستطيع الوقوف على قدمي من شدة الألم, ثم يبدأ الألم يقل تدريجيًا.

قمت بعمل أشعة على الكعبين, وكانت سليمة, وكذلك تحليل اليوريك أسيد أجريه بصورة دورية كل 3 أشهر, ويتراوح بين (3,2 إلى 4,3) والطبيعي من (3,5- 7,2 ) إلا أن الطبيب المعالج أعطاني اللوبيونورول (نو يوريك) ويوروسولفين فوار, وبقيت فترة على ذلك, ولم تتحسن الحالة, وتجاهلت الأمر فترة من الزمن, إلا أن الآلام أجبرتني على الذهاب إلى طبيب آخر, وذكر لي أنه في بعض الحالات يكون مستوى اليوريك طبيعيًا في الدم, ولكن أملاح اليوريك تترسب في المفاصل فتسبب الألم, وكتب لي نفس الدواء تقريبًا (هارباجين + يوريفين) فهل هذا الكلام سليم؟ علمًا بأنه لم يقم بالكشف على قدمي, وللعلم فأنا لا أعاني من أي تورم, أو احمرار, أو سخونة في الكعبين.

ما رأي سيادتكم؟ علمًا بأن هذه الآلام تقل كثيرًا عند الارتياح في البيت 3 أو 4 أيام, فهل أتكل على الله وآخذ حقنة كورتيزون؟ وما هي أعراضها الجانبية؟ وهل تؤخذ في الكعبين مرة واحدة أم في كل كعب على حدة وفي أيام مختلفة؟ وهل سأضطر لتكرار الحقن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذه ليست أعراض نقرس, ولا أرى أن هناك حاجة للاستمرار على تناول الأدوية التي تتناولها, فهي لن تنفع في مثل حالتك, وما تعاني منه هو التهاب الرباط الأخمصي, وهو الرباط الذي يربط كعب القدم بقاعدتها, وهناك أسباب عديدة لهذا الالتهاب منها:

1- الوزن الزائد والبدانة، فهي من العوامل التي تساهم في آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر, أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن.

2- الوقوف لفترات طويلة, وكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة, والمشي, والزيادة المفاجئة في المشي, أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب.

3- المشي غير الطبيعي كأن يكون هناك ميل للقدم إلى أحد الطرفين.

4- قصر أو قلة مرونة عضلات الساق الخلفية.

5- زيادة تسطح - تفلطح – القدم, أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي.

6- استعمال الأحذية غير المريحة وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم, أو وسادة للكعب, وهو من الأسباب المهمة كثيرًا, وأن يكون الحذاء قاسيًا وواسعًا عند الكعب عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف, أو المشي الطويل.

أكثر ما يشتكي منه المريض هو آلام في منطقة الكعب, مع الخطوات الأولى في الصباح التي قد تتحسن خلال اليوم, لكنها تعود من جديد، وقد تستمر المشكلة فترة طويلة, وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها.

أما العلاج فهناك أمور مهمة في العلاج:

1- التقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير.

2- تخفيف الوزن فهو من العوامل الرئيسية في حل المشكلة على المدى البعيد, والتقليل من فرصة تكرارها.

3- إراحة القدم من المشي الطويل, والوقوف الطويل؛ حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب, وأنت قد لاحظت هذا عندما ترتاح لعدة أيام.

4- انتقاء ولبس الحذاء المناسب, واستخدام الأحذية المريحة, والمزودة بدعامة لقوس القدم, ووسادة للكعب؛ لتخفيف الضغط, والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة؛ فإن لذلك دورًا كبيرًا في تخفيف ألم باطن القدم؛ لذا يجب أن يتم اختيار الحذاء بكل عناية, ويمكنك شراء قطعة تسمى (viscospot) من الصيدلية, وتسمى مخدة الكعب (rubber heel pad) فإنّ ذلك يساعد على امتصاص الصدمات عند المشي, ويحمي المنطقة الملتهبة من الضغوط الشديدة.

5- عدم المشي حافيًا في البيت، وإنما لبس المشاية من الإسفنج.

6- التدليك بالماء: وهو يساعد على تخفيف الألم والالتهاب، بغمس القدمين ليلاً بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تُغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق, ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى, مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات.

7- عمل تدليك باستعمال الإبهامين بحركة شبه دائرية على باطن القدم, ابتداء من مقدمة القدم إلى الكعب قبل النهوض من السرير.

8- في الحالة الحادة يمكن وضع قطع ثلج تحت الكعب, أو استعمال كمادات الثلج بعد نزع الحذاء, ووضع القدم عليها لمدة عشر دقائق مرتين أو ثلاثًا في اليوم، ويمكن استخدام الثلج بداخل منشفة لتخفيف الالتهاب لمدة تتراوح بين 5 – 15 دقيقة على منطقة الكعب.

9- يفضل تناول الأدوية التي تخفف من التهاب الرباط الأخمصي, وهي في نفس الوقت تخفف أيضًا من الألم, ومنها:

- mobic 15mg

- Tilcotil 20mg

- celebrex 200mg

وهذه الأدوية تؤخذ مرة واحدة بعد الطعام, وتؤخذ لمدة 4 - 6 أسابيع.

- هناك تمارين تفيد - بإذن الله - وهي كالتالي:

فبعد المرحلة الأولى من العلاج سيكون الألم أخف في باطن القدم نتيجة تحسن الالتهابات، وعندئذ يمكن البدء ببعض التمارين، يمكن القيام بهذه التمارين ثلاث مرات في اليوم، ومن المستحسن الاستمرار عليها كبرنامج يومي حتى بعد التحسن لتمنع حدوثها مرة أخرى, وهي كالتالي:

- قف أمام الحائط مع وضع القدم المصابة في الخلف، ثم وجّه أصابع القدم مباشرة باتجاه الحائط، وأبقِ كعب القدم ملامسًا للأرض، وأبقِ الكاحل - رسغ القدم - في المنتصف والركبة ممدودة, ومِل بجسمك للأمام باتجاه الحائط, وستشعر بشد في أعلى عضلات الساق الخلفية, واستمر في وضع الشد لمدة عشرين ثانية، وكرر ذلك ثلاث مرات، وقم بالتمرين ثلاث مرات يوميًا, إذا لم تتحسن الآلام بعد كل ما تقدم, عندها نلجأ لإعطاء حقنة كورتيزون موضعية في الكعب, ويمكن إعادتها بعد فترة إن تحسن الوضع جزئيًا مع الحقنة الأولى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر namehragab@yahoo.com

    ربنا يزدكم علما

  • السعودية sosi

    اعاني من اللم في الكعبين لدرجه اني ابي امزع رجولي من جسمي

  • مصر رضا الشريف

    نفس الحالة دى عندى من سنة تقريبا وهبدا انفذ خطة العلاج دى جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة

  • مصر ابو العبدين

    جزاكم الله خيرا

  • مصر ابوحبيب الله

    جزاك الله كل خير

  • مصر ضياء الوهيدي

    جزاكم الله خير

  • مصر Ahmed

    جزاك الله خيرا
    استعملت الدواء الأول والحمد لله مع أول حبة زال الألم
    وذلك بعد ما وجدت حالتى متطابقة مع التشخيص تماما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً