الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم حب الآخرين لي وأمي تعاملني بقسوة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

1- أنا دائما أشعر بعدم الحب من الآخرين، بدايةً من أسرتي أمي وأبي وعائلتي، ومن ثم أصدقائي، لا أشعر بحب الناس لي، دائما أحاول أقرب من الناس ومن أصدقائي لكن دون نتيجة إيجابية! من الصغر لم يكن لدي أصدقاء، وكانت دائماً بموضع مزاح وتعليق من كل زملائي، لكني لما كبرت شعرت بأهمية الأصدقاء في حياتي، لكن لا أجد مهارة العلاقات، يكون لي أصدقاء للدراسة، وبمجرد الانتهاء لا يعرفوني، أنا حزينة جداً من عدم وجود أصدقاء حولي.

2- أجد مشكلة في أسرتي وخاصة أمي، فهي تنتقدني بشدة في كل شيء أقوم به سواءً من وجهة نظري صح أو خطأ، ودائما ما نختلف، ودائما تشتمني، ولا أدري كيف أتعامل معها؟

3- عندي وسواس قهري لا أدري كيف أتخلص منه، وأخاف من كل شيء، ودائماً بداخلي صوت يكلمني، وعند سماعة لا شعوريا أضرب نفسي أو أذني، وأحس أنه ممكن إجباري في أي وقت على شيء وإرغامي عليه، وكثيراً ما أحس بأن هناك أحداً يلمسني، وتحصل لي مثل حالة هياج، ولا أهدأ إلا بعد ضرب المكان الذي أشعر بأن أحداً يلمسني فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sosooo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على البوح لنا بكل هذا، ولا شك أنه موقف صعب تعيشين فيه.

لا شك أن كثيراً مما ذكرت في النقطة الأولى حول الصداقات، والنقطة الثالثة عن الوسواس القهري، كلاهما له علاقة بطبيعة التربية التي عشت فيها، وخاصة طريقة تعامل أمك معك من كثرة الانتقاد واللوم، وبغض النظر فيما إذا كنت على صح أو خطأ، فمثل هذه التربية تجعل الابن أو البنت خاصة تعاني مما تعانين منه من ضعف الثقة بالنفس، هذا الضعف الذي ينعكس على صعوبة العلاقات من الآخرين في الأسرة وخارجها، وحتى الوسواس القهري له علاقة وثيقة في هذا الجو الأسري غير الآمن، حيث أنت دوماً تنتظرين الهجمة القادمة من الانتقاد من أحد أفراد الأسرة، وخاصة أمك.

إن فقدان محبة الأم للبنت في بيتها باب واسع للكثير من المشكلات النفسية والسلوكية، وكذلك فقدان محبة الأب لولده الصبي.

عمرك الآن 22، وأمامك وقتٌ مناسب للتغيير، وفتح صفحة جديدة في حياتك. ابدئي بوالدتك، وهناك طريقتان، ابدئي بالأولى، وهي محاولة الاقتراب منها، والحديث معها على أمل تغيير طريقة تعاملها معك، ويشكل متدرج.

وإذا لم تنفع هذه، فالطريقة الثانية هي محاولة تجنبها، وتخفيف الوقت الذي تقضيه معها وجهاً لوجه، وربما هذا يفتح لك مجالاً للقيام بأمور أخرى من عمل أو دورات تدريبية.

ومن خلال الوقت ستلاحظين ارتفاع ثقتك في نفسك، مما سينعكس إيجابياً على علاقاتك من الناس، وستلاحظين أنك قادرة حقيقةً على إقامة مثل هذه العلاقات الناجحة، وأن الناس يحبوك ويقدرونك.

لن أفصل الحديث هنا في موضوع الوسواس، ففي هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة المتعلقة به، وهي في حالتك لا شك أن لها علاقة أيضا بطريقة تربية الأم، وانتقادها لك، فنشأت لا تطمئنين لشيء، وهذا هو جوهر الوسواس القهري، الشك في كثير من الأمور وعدم الارتياح إليها.

وفق الله الجميع لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر yasmine

    اختي العزيزة انا احس بك لدا انا و انت نفس ذالحالة

  • المغرب اميمة ارسلان

    وانا ايضا اشعر بعدم محبة امي لي وكدلك ابي واشعر بانهم يفضلون اخواتى علية

  • مؤمن

    وانا أيضا عندي نفس المشكلة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً