الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضيق والاختناق وأفكر في الموت؛ فلا أحد يحسن معاملتي!

السؤال

المشكلة هي الحالة النفسية دائما متضايقة من كل شيء، ولا أعرف ماذا أفعل؟ اختنقت وأفكر أن أموت لأرتاح من الدنيا، لا أحد يحسن التعامل معي، الناس لا تتركني في حالي، وكذلك المشكلة أن أبي كل يوم يتشاجر مع أمي، وأنا لا أحب هذا لأني أحب أمي أكثر من أبي، أنا أجلس عند أختي لا أريد الرجوع لبيتنا، أريد الذهاب لمكان بعيد عن الناس السيئة، كيف أحب الحياة من جديد؟

وكذلك المشكلة أنه لا يوجد شيء يفرحني، أنا جيدة وطيبة ولست سيئة مع أي أحد، ولكن الناس هم السيئون معي، وكلما أختنق أفكر أن أموت وأرتاح، ولكن أحيانا أفكر أنه مستحيل أن أفعل هذا؛ لأن أمي قد يحصل لها شيء وكذلك كلام الناس، وأنا عندي أقارب سيئون، أنا مخطوبة وخطيبي جيد وأتمنى أن أتزوج اليوم قبل الغد، حتى أبعد عن الناس لأبقى مع زوجي، هذا هو حل المشكلة أن أتزوج لأبعد عن أبي والناس التي تضايقني.

وكذلك عندما أختنق نفسي يضيق ولا أعرف أن أتنفس، هل الحالة النفسية وما يحصل لي يمكن أن أموت منه؟ عندما كنت متضايقة لا أعرف كيف أتنفس، وكذلك البكاء الكثير دائما وفي الليل، ولا أعرف أنام بسهولة، أنا ذهبت للدكتور وقال لي مشكلتي هي الحالة النفسية، وكتب لي على دواء مهدئ آخذه قبل النوم لأنام مباشرة، وحتى لا أفكر في شيء لأنام بالليل ولا أبكي، كل حاجة متضايقة منها، ماذا أفعل في هذه الحالة؟ أتمنى أن أرتاح من كل شيء.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

من خلال مدارستي لرسالتك اتضح لي درجة الاستياء التي تعانين منها من نوعية المعاملة التي تجدينها من الآخرين، ربما يكون هنالك بعض التصرفات السلبية من الآخرين حيالك، لكن الإنسان حتى يسعد نفسه ويكون في وضع طيب من الناحية النفسية، يجب أن يفكر دائماً أن العلاقات مع الناس إن كانت من الأقرباء أو من البعيدة من الناس، هي علاقات إنسانية تقوم على التبادل والمساهمة من الطرفين، والعلاقات التي يشوبها الاحترام والتقدير دائماً تكون مرضية، ولكن العلاقات التي لا تقوم على هذا الأساس تكون فيها إشكاليات كبيرة.

والإنسان إذا لاحظ أن هنالك اعتداء أو تجنيا أو مواقف سلبية من الآخرين حياله؛ يجب ألا يبالي بنفس التصرفات وهذه المواقف، بل يكون حسنا في معاملته معهم ويحاول أن يجد لهم العذر، وبذلك يكون الإنسان قد أراح نفسه وكتب له الأجر إن شاء الله تعالى، وفي ذات الوقت هذه التصرفات الجميلة والنبيلة تنعكس انعكاساً طيباً على الطرف الآخر؛ مما يعطيه رسائل قوية جداً أن السلوك الإنساني يجب أن يكون رفيعاً راقياً وخلوقاً.

بناءً على ذلك نصيحتي لك أن لا تحملي على الأخرين كثيراً مهما كان! هذا لا يعني أبداً أنني أقلل من درجة المعاناة والمتاعب النفسية التي تحدثت عنها، ولكن الإنسان كيان اجتماعي، الإنسان لا مفر له من التعامل مع الآخرين خاصة إنه توجد علاقات نسميها بالعلاقات المفروضة، العلاقات مع الأهل، والعلاقات مع الوالدين، ومع الإخوان، ومع الأخوات، ومع الأقرباء، وهذه علاقات لا مناص ولا فكاك منها أبداً.

أنصحك أن تبني مفاهيم جديدة على ما ذكرته لك وأن يكون هنالك في نفسك شيء من التسامح، وأن تنظري إلى الأشياء الطيبة والإيجابية في الناس، لا تبحثي فقط عن سلبياتهم وهذا يريحك كثيراً مهما كانت درجة الأخطاء من جانبهم، ولكن حتى وإن وجدت عندهم أمور إيجابية، وحتى ولو كانت بسيطة ذات جدوى، أرجو أن تتذكريها وتعطيها قيمة وتبدئي في التعامل من خلالها مع الآخرين.

هنالك علاقة مهمة لا تحكمها القوانين غير قوانين الرضا والبر، وهي علاقتك بوالديك، وعلاقتك مع والدك يجب أن تكون علاقة حسنة، ومحترمة، ومتميزة تقوم على الطاعة، وعلى الذوق، والتقدير، وعلى البر، وإن بدأت هذه البداية الحسنة سوف تجدي ترحاب كبيرا من جانب والدك ورضى مهما كان منهجه التربوي، وهذه تفتح لك آفاقا جديدة للتعامل مع الآخرين، وأن يزول هذا التوتر وهذا القلق، مهما كانت علاقتك طيبة بخطيبك إن لم تكون علاقتك أفضل مع والديك فلا أعتقد أبداً أنك سوف تتمتعين بأي نوع من الاستقرار النفسي أو الاجتماعي، فكوني حريصة على ذلك، إن شاء الله تعالى تتبدل الأمور بصورة إيجابية جدًا.

أنصحك أيضاً في أن تقضي وقتك بصورة إيجابية وشاركي في أعمال المنزل، وأقرئي قراءات مفيدة، شاهدي البرامج التلفزيونية الجيدة والخالية من المحرمات، أذهبي إلى أحد مراكز التحفيظ ، انخرطي في عمل اجتماعي أو دعوي أو خيري، وهذه بدائل عظيمة جدًا تطور المهارات وتقوي شخصية الإنسان وتساعده كثيراً، فكري دائماً تفكيرا إيجابياً وتخلي عن الفكر السلبي، واحرصي على أن تكون لك علاقات طيبة وقدوة صالحة مع الفاضلات والصالحات من الفتيات، وسوف تجدي المؤازرة، وتجدي القبول، وتجدي راحة نفسية كبيرة إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي؛ أنا أعتقد أي مضاد بسيط للقلق سوف يساعدك، هنالك مركب يعرف باسم فلوناكسول وهذا هو اسمه العلمي واسمه فلوبتكسول تناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم وقوة الحبة نصف مليجرام لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعليها حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، وهو دواء طبيب وفاعل وسليم وغير إدماني، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي يمكن أن يختار لك دواء أخر أو نفس هذا الدواء، وكله إن شاء الله فيه الخير الكثير.

وإليك بعض التمارين الخاصة بالاسترخاء، تجدينها في هذه الاستشارة: ( 2136015 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا عبدالرحمن باوزير

    انا شايف انو المشكلة في شوفتك للناس انهم غلط وانتي الصح حاولي تغيري نظرتك لهذا الشي وان شاء الله بتنحل مشكلتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً