الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا سريع الغضب فكيف أتعلم الصبر؟

السؤال

كيف أطلب من أبي شراء سيارة لي لأني محتاج إليها, علما بأن أبي لديه مال, ولكنه لا يصرف المال؟

أنا سريع الغضب فكيف أتعلم الصبر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب, وكم نحن سعداء بتواجدك معنا في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه, وأن يصلح حالك, وأن يبارك فيك.

وبخصوص ما سألت عنه أيها الحبيب فأحب أن أؤكد ابتداء على عدة معان:

1- لن تجد قطعا أخي الحبيب أحدا أحرص عليك ولا أحب ولا أحن عليك من والدك.

2- ليس معنى وجود المال في يد والدك تنفيذ كل رغباتك، فقد ترى الأمور من منظور وحرص والدك عليك يحجبه عنك لمحبته فيك.

3- فرق أخي الحبيب بين الحاجة والرغبة، فقد تكون الرغبة في أمر ما ليست حاجة, لكن شدة الرغبة إليها تجعلها كأنها حاجة ملحة وليست كذلك.

4- أتمنى عليك أن تجلس مع والدك جلسة تفهم، أن تفهم وجهة نظره، لكن أريد من هذه الجلسة أن تكون مجردة من أي تصور مسبقي, بمعنى أن تجلس وفي تصورك الدفاع ورد القول بالقول والحجة بالحجة لتنفيذ ما تراه حاجة وربما تكون رغبة.

هذا يحتاج منك ابتداء أن تنظر في أسباب الغضب لتعرف الطريق الموصل إليه، فتتلافاه على أن هناك أمرا ينبغي أن يكون واضحا عندك أن الغضب في ذاته فطرة إنسانية فليس مذموما من جميع الوجوه، بل في بعض الأحيان يكون الغضب ممدوحا بل واجبا، وهو ما كان غضبة لله ورسوله وكتابه ودينه.

أما علاج الغضب فهذه بعض الخطوات التي أرجو الله أن ينفعك بها:

1- البداية في الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه؛ قال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا قد غضب حتى احمرَّ وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

2- الإجتهاد في الابتعاد عن أسباب الغضب ما أمكنك ذلك.

3- اتباع الهدي النبوي في علاج الغضب، ومن ذلك: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند حصول الغضب, وكذلك كظم غيظك, ويمكنك معرفة فضله والقراءة حوله، ومنها تغيير الوضع المتحفز للانتصار, فإذا كنت قائما فاجلس، فإن ذهب عنك ذلك فحسن وإلا فلتأخذ وضعا آخر يهيئك للراحة والهدوء كأن تضطجع، وهذا الذي أومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).

ومن ذلك الوضوء لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)، ومن ذلك مقاومة النفس ومصارعتها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) والحديث متفق عليه. وأخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعدون الصرعة فيكم؟ – أي الرجل الذي يصرع الناس – قلنا: الرجل الذي لا تصرعه الرجال، قال: ليس ذلك ولكنَّه الذي يملك نفسه عند الغضب).

4- كثرة الدعاء لله عز وجل كما أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة، فقال لها: "يا عويش، قولي اللهم رب النبي محمد اغغر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن"

علاج الغضب والعصبية سلوكيا (276143 - 268830 - 226699 - 268701)

وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير ونحن سعداء بتواصلك معنا, والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر صالح

    بارك الله فيكم لاني اعاني منها

  • حورية

    انا اذا لم يصلح لي شئ اريده اولن اجد شئ ابحث عنه داخل المنزل اتوتر كثيرا

  • AZDIN SONTRAL

    بارك الله فيكم لاني اعاني منها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً