الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل مع من أنكر وحلف أني لم أقرضه مالاً؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد استشارة: أعطيت شخصا مبلغا قدره 340 ومن دون إثباتات بحكم الجوار والمعرفة, وبعد مرور شهرين قلت له أن يرجع لي المال فأنكر, وقال: بأنه لم يأخذ مني مبلغ المال, وقام بحلف يمين كاذب بأنه لم يأخذ المال, وحلف في غير المحكمة.

هل أكتفي باليمين أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله العلي الكريم أن يحفظك من كل مكروه.

وبخصوص ما سألت عنه فإنه مما يسوء أن يسمع المسلم مثل هذا الكلام، أن يأتمن الأخ أخاه والجار جاره ليقابل المعروف بالنكران والإحسان بالإساءة، ويزيد الأمر سوء أن يقسم بالله كذبا على أمر يعلم أنه فيه كاذب، لأجل أن يقتطع ما يظنه نفعا له وهو في حقيقة الأمر يقتطع ما يضره من جهنم, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة رضي الله عنها, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال: إنما أنا بشر, وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض, فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك, فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركه". فانظر حفظك الله إلى عظم ما أقدم عليه جارك.

إن ما فعله أخاك ظلم بيّن، وإذا كان اليمين قد أسقط الحكم لك في الدنيا فإن حكم الله ينتظره يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم لا دينار ولا درهم، يوم تكون الموازين حسنات وسيئات، فثق أن حقك لم يضع، كما عليك أخي الفاضل أن تتخذ من هذا عبرة لما يستجد عليك من أمور في قابل حياتك أن تكاتب من تعطيه, وهذا حكم الله عز وجل.

أخي الفاضل إن ما حدث معك ومع جارك يستوجب الحزن عليه لا عليك، والشفقة عليه لا عليك، فقد جعل بظلمه لك نصرة الله قريبة منك، نسأل الله أن يهدي جارك وأن يعود إليه ضميره قبل أن يلحقه غضب الله عز وجل.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يهدي جارك, وأن يحفظك من كل سوء, وأن يقدر لك الخير, ونحن سعداء بتواصلك معنا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً