الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الملل والتشاؤم

السؤال

السلام عليكم.

أنا تعبت وسئمت حياتي, أتمنى أن ألقى الحل عندكم.

أنا فتاة عمري 25 عاما, منذ فترة أصبحت أواجه صعوبة في الأكل, وصعوبة في البلع, وإذا أكلت أشعر بأني سأختنق ويضيق نفسي لدرجة صرت آكل الأشياء خفيفة, مثلا ساندويتش مذوبا باللبن, ونفس الشيء يخنقني وأغص فيه, وأصبحت هزيلة جدا كأني هيكل عظمي.

أصبحت أعاني من خفقان القلب, ومن تشنج وتنميل في الرجلين واليد اليسرى, ومن ضيق شديد في النفس, ولا أستطيع الحركة ولا الكلام, وأتعب لأقل مجهود, وأشعر دائما بأني سأموت بسبب هذا الاختناق.

الكثير يرجح أن الأسباب هي قلة الأكل, فهل هذا صحيح؟ علما أني زرت الطبيب مرة وعملت تخطيطا للقلب, وتحليل دم, وكل شيء سليم, لكن إلى الآن الخفقان شديد عندي, لا أعلم هل هذا مرض عضوي أم نفسي؟

أرجو منكم المساعدة, وهل يوجد علاج لهذه الحالة بدون زيارة الطبيب؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ح _ خ _ ج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

لا تسأمي أبدا أيتها الفاضلة الكريمة, فالحياة طيبة, والحياة هي هبة الله لنا، الإنسان إن أتته أمور تضايقه فالفرج يأتي إن شاء الله والكرب يذهب، في لحظة ضيق وفي لحظة حزن وكدر تظلم الدنيا أمام الإنسان, لكن حين يتمعن ويتدبر ويتفكر في حالته بصفة عامة يجد أن مشاعره التي سيطرت عليه هي مشاعر سالبة, يجب أن لا تعطى قيمة لأن الخير أكثر من الشر.

والإنسان ما به يمكن أن يعالج, ويمكن أن تفرج كربه, وهذا من ناحية, ومن ناحية أخرى حالتك حقيقة ليست من الحالات الخطيرة، نعم أنا أتعاطف معك في إن الأعراض أصبحت عليك شديدة, وهي كظاهرة غريبة عليك سوف تؤدي إلى إزعاجك, لكن الذي يتضح لي وبصورة واضحة أنك تعانين من قلق المخاوف, لكن هذا لا يعني أن نهمل الجانب العضوي؛ لأن سرعة خفقان القلب وافتقاد الوزن هذه قد تكون مصاحبة لضعف الدم أو فقر الدم.

هبوط مستوى الهيمقولبين قد يؤدي إلى هذا العرض, كذلك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية أيضا قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض, والآن الحمد لله تعالى أصبحت الفحوصات سهلة ومتيسرة جدا، فأريدك أن تبدئي بأن تذهبي إلى الطبيب الباطني لتؤكدي مرة أخرى على القاعدة الفحصية العامة، أنت أجريت فحوصات سابقة وكلها كانت جيدة وهذا بفضل الله تعالى, الآن أريد أن تتأكدي من مستوى السكر، ومستوى الهيمقولبين, ومن مستوى إفراز الغدة الدرقية، هذه فحوصات بسيطة وأساسية, ومعلومة لدى جميع الأطباء.

وإن كان هنالك أي ضعف في الدم فهذا علاجه ليس صعبا, وإن كان هنالك أي اضطراب في إفراز هرمونات الغدة الدرقية هذا أيضا ليس صعبا إنما سهل جدا.

بقي بعد ذلك الجانب النفسي، الجانب النفسي واضح جدا، أنت قلقة ولديك مخاوف وصعوبة البلع هذه في أغلب الظن أنها ذات منشأ نفسي أيضا، يحدث نوع من الانقباض في عضلات المريء, والانقباض يكون ناتجا من التوتر, وهذا يعطي الإنسان الشعور بعدم القدرة على البلع، توجد حالات نادرة جدًا من ضعف الدم أي الأنيميا قد تؤدي أيضا إلى صعوبة في البلع لكن لا أعتقد أن حالتك هذه هي نفسها، وعموما حين تقومين بإجراء فحص الدم سوف تتضح الصورة أكثر، وبعد أن يؤكد لك الطبيب الباطني أن الأمور كلها جيدة, ويعطيك العلاج لأي علة لزم الأمر هذا بعد ذلك لابد أن تتواصلي مع الطبيب النفسي.

الحمد لله تعالى الأطباء في السعودية كثر، كل ما تحتاجين إليه هو أن تطبقي بعض جلسات الاسترخاء (2136015) من خلال ما نسميه التفريغ النفسي, إن التنفيس النفسي وذلك من خلال مقابلة المختص سوف تجدي أن الأمور أصبحت أفضل, وبالتأكيد سوف يقوم الطبيب بإعطائك أحد الأدوية المضادة للقلق المخاوف, وهي كثيرة جدا, هذه الأدوية في الأصل أيضا محسنة للمزاج, تفتح الشهية للأكل, وتحسن النوم, وتؤدي إن شاء الله إلى راحة نفسية كاملة, هذا الذي أريدك أن تتبعيه.

ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر sara ahmed

    انت ممكن ان تاكلي اللي انت عايزاه لكن بتدرج اشربي عصائر كتير انسي انك مختنقة اللي بينسي حاجة مش بيشعر بيها وادعي ربنا يشفيك وعلي فكرة ممكن تطحني الطعام في الخلاط مع تحياتي سارة احمد والله اعلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً