الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعب شديد عند الاستيقاظ مع ألم في الرقبة ثم صداع...أفيدوني

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة......وبعد:

في البداية أوجه شكري وامتناني للقائمين على هذا الموقع لما يقدمون من خدمة فضيلة في خدمة المجتمع والرقي به, وأسال الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهم.

أنا منذ فترة طويلة لأكثر من خمس سنوات أعاني عند الاستيقاظ من النوم من تعب شديد مع ألم في الرقبة ثم يتحول إلى صداع، ولا يزول إلا بعد أخذ مسكنات بجرعة كبيرة كالبراسيتمول.

نومي يكون غير مستقر، والأحلام والكوابيس مستمرة من بداية النوم حتى الاستيقاظ، منذ الاستيقاظ إلى أن يأتي الليل، وأنا في هذه الحالة الشديدة من التعب، ولا أستطيع عمل أي شيء حتى أني لا أستطيع أداء واجباتي في الجامعة، درجاتي أصبحت رديئة جدا، ومزاجي رديء جدا، وأحس أن دماغي مرهق جدا، وفترة عن فترة حالتي تسوء أكثر.

زرت أكثر من طبيب بعضهم قال عندي قلق، والآخر قال عندي توتر، والأخير قال عندي اكتئاب.

أخذت أنوعا كثيرة من الأدوية، والغريب أنه لا أشعر بأي تحسن، لا، بل إن الأدوية تزيد من الحالة سوءا، أخذت سيبرالكس, بروزاك, والاتربتيلين, والدوكماتيل, والموكلوبيمايد, وهناك أدوية كثيرة لا أذكر أسماءها، كلها أخذتها لفترة 6 أشهر أو اقل أو أكثر، وتوقفت عنها بطلب من الأطباء إلا الموكلوبيمايد فلا زلت مستمر عليه.

أنا شعرت أن هذه الأعراض ليست بسبب مرض نفسي، ولكن هناك أسباب أخرى، قبل شهر استمعت للدكتور طارق الحبيب، وهو يقول إذا كان أحد يعاني من الاكتئاب، فليعمل تحليل فيتامين د، وبالفعل قمت بعمل التحليل، وكانت النتيجة هي (6.4 noml/L)، وقال الطبيب إنها نسبة قليلة جدا, الطبيب طلب مني أيضا أن أعمل تحليل لفيتامين ب12 ، وبالفعل عملت التحليل وكانت النتيجة هي (114.1 pmol/L ) بعدها قال لي الطبيب إنه هي النسبة ضعيفة جدا، وقد تكون السبب فيما أنت عليه.

سؤالي: هل هذا النقص في الفيتامينات هو سبب ما أعانيه؛ لأن الأدوية النفسية لم تنفع معي، وأن مستمر عليها لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، إذا كان نقص الفيتامينات هو السبب، فما هي الجرعة المناسبة التي يجب أن أتبعها؟ هل هناك فحوصات أخرى يجب اتخاذها إذا كانت هذه الفحوصات غير كافية؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا؛ لأني متعب ومحطم نفسيا من حالتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bemciv حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالات التجسيد – أي الشعور بالآلام الجسدية المرتبطة بعسر المزاج، والشعور بالكدر واضطراب النوم – معروفة كمكون أساسي للاكتئاب النفسي، وأنت تنقلت بين الأطباء، وتناولت أدوية كثيرة، لكن بكل أسف لم تستفد منها، فالذي أراه هو أن تواصل مع طبيب نفسي واحد، هذا هو الأفضل، وهذا هو الأجود.

والإجهاد الذي تحس به، وكذلك الصداع يتطلب إجراءات علاجية أخرى: أولاً: لابد من أن تمارس الرياضة - أي نوع من الرياضة – كرياضة المشي مثلاً فيها فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.

ثانيًا: لابد أن تنظم وقتك، ولابد أن تتجنب النوم النهاري، وتثبت وقت الفراش ليلاً، لا تبحث عن النوم، اجعل النوم هو الذي يبحث عنك، وذلك بأن تحضر وتهيأ نفسك له.

بالنسبة لموضوع فيتامين (D): يلاحظ أنه في منطقتنا العربية يوجد نقص في هذا الفيتامين لدى الكثير من الناس بالرغم من تعرض الناس للشمس، وهنالك نظريات، وتأويلات كثيرة حول هذا الأمر، وهي أن علاقته بالاكتئاب النفسي ليست حتمية – مع احترامي الشديد للأخ الحبيب الدكتور طارق الحبيب – لكن بالطبع تصحيح فيتامين سوف يزيد من النشاط الجسدي، سوف يقلل الآلام، ويجب أن يصحح، والعلاج سهل جدًّا هو أن تتناول كبسولة واحدة من فيتامين (D) أسبوعيًا، وقوة الكبسولة هي خمسون ألف وحدة، والاستمرار على هذا العلاج لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر سوف يكون كافيًا جدًّا مع الفحص الذي يجب أن يتم بعد ثلاثة أشهر من بداية العلاج.

إذن هذا هو الذي أنصحك به، أما بالنسبة لمضادات الاكتئاب: فهنالك دواء جيد، عقار ريمارون، والذي يعرف باسم (ميرتازبين) أرى أنه سيكون جيدًا، سيكون مفيدًا، سيكون - إن شاء الله تعالى – نافعًا لك، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة عشر مليجرام، تناوله ليلاً، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة حبة كاملة – أي ثلاثين مليجرامًا – استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة عشر مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأنصحك أيضًا بأن تكون حريصًا في طريقة النوم، آلام الرقبة كثيرًا ما تكون ناتجة من انشدادات عضلية، وهذه قد تؤدي إلى الصداع.

ارقد على شقك الأيمن، حاول أن تكون الوسادة من النوع الخفيف، وهذا مهم جدًّا، طبق تمارين الاسترخاء أيضًا، فهي مفيدة جدًّا، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي توضح لك كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015).

أرجو أن تلاحظ أيضًا الأطعمة، هنالك أطعمة تسبب الصداع، مثلاً تناول القهوة بكثرة، تناول المسكنات أيضًا يسبب الصداع، بعض الأجبان، الفول، الموز. هنالك روابط، وعلاقات كثيرة جدًّا يجب أن يتنبه لها الإنسان.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً