الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلاً لقلة النوم والأرق والتفكير بالأمراض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه، ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين، ورزقكم الفردوس الأعلى من الجنة.

أنا عمري 25 سنة, بداية معاناتي مع القولون العصبي كانت قبل ثمان سنوات تقريبًا، عندما أصبت بالتهاب الكبد ب والحمد لله تعالجت منه بعد معاناة, وعملت تحليل (DNA), وطلعت النتيجة سلبية والحمد لله.

وأصبحت الآن أخاف من الأمراض, وأي ألم يأتيني في بطني يأتيني وسواس بأن التهاب الكبد عاد, ويأتيني قلق وخوف وتفكير به.

وقد أعطاني الطبيب دوجماتيل 50 مغ حبة صباحًا وحبة مساء مهدئة للقولون العصبي.

وأنا الآن أخاف من الأمراض, وأخاف أن أصاب بحالة نفسية من التفكير, وقلة النوم, والأرق, وكل هذا التفكير يأتيني وقت النوم أو عندما أجلس وحدي, علمًا أني أعمل في مستشفى للأمراض النفسية, وعندما أشاهد المرضى أخاف أن أصير مثلهم, أريد أن أتخلص من هذه الأفكار التي تؤرقني وتتعبني؟

علمًا أني قرأت كثيرًا من الاستشارات, ومن الممكن أن يكون السبرالكس مفيدًا؟ ولا أدري هل أستخدمه فأنا أخاف من أعراضه, وكذلك من استخدام الأدوية النفسية؟
كما أريد حلاً لقلة النوم والأرق.

علمًا أني تهورت ذات يوم واستخدمت ربع حبة ريميرون ونمت, لكني عندما استيقظت كان فيّ خمول وكسل شديد جدًّا, استمر يومًا كاملاً, وكرهت الأدوية النفسية وسمعت كذلك أن السبرالكس يؤدي إلى الأرق كذلك.

آمل الإجابة بشكل مفصل، وآسف للإطالة لرغبتي في شرح معاناتي بالتفصيل حتى يتضح سؤالي، وتتضح الإجابة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فبارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب, وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: حالتك هي حالة قلق المخاوف الوسواسي, وتم تعزيز هذا الخوف والوسوسة لأنك تعمل في محيط طبي.

أخي: كل الذي يطلب منك هو أن تعيد النظر تمامًا في وضعك النفسي والجسدي, فأنت -والحمد لله- الآن في حالة شفاء تام من التهاب الكبد ب, وهذا من فضل الله عليك, وهذه نعمة عظيمة جدًّا, فيجب أن تغلق وتقطع الطريق أمام هذا القلق -أي قلق المخاوف- فأنت بصحة جيدة, وأنت -والحمد لله تعالى- تقوم بعمل رائع وهو التمريض في مستشفيات الصحة النفسية, وأنا أقول لك ودون أي مبالغة أنا أتعامل مع الإخوة في التمريض, وأجد منهم كل المساعدة, وأشاهدهم كيف يعتنون بمرضاهم, وهنالك من يحتسب الأجر في الدنيا والآخرة, وهؤلاء هم الأفضل.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تستمتع بمهنتك, وأرجو أن تقدم من خلالها لدنياك ولآخرتك فهذه فرصة عظيمة جدًّا لأن تساعد الآخرين, وتخوفك نحو الأدوية لا مبرر له أبدًا, فالأدوية طيبة وممتازة, وأنت شاهدت كيف أن هذه الأدوية أفادت الكثير من المرضى الذين كانوا في الأصل ميئوسا من حالتهم, وحالتك أنت ليست مرضية, إنما هي ظاهرة ونوع من عدم القدرة على التوائم والتوافق, وهي حالة قلقية وسواسية تتسم بمخاوف, فأرجو -يا أخي الكريم- أن تغير مفاهيمك تمامًا حول حالتك ووضعك، وأنا أفضّل حقيقة أن تتحدث مع أحد الأطباء في المستشفى الذي تعمل فيه هذا فسوف يطمئنك كثيرًا, كما أن الطبيب الذي تثق فيه حين تراه دائمًا أمام ناظريك يبعث وجوده هذا لديك آمالاً جديدة وثقة, وتحس بشيء من السكون؛ لأنك يمكن أن تتحدث معه وتستشيره في أي لحظة, وأنا متأكد أن الأطباء يوثق بهم في حفظ الأسرار هذا هو الوضع المثالي, أن تتحدث مع أحد المختصين الذين تعمل معهم, وسوف يوجه لك الإرشاد اللازم, وسوف يشرف على العلاج الدوائي الذي يمكنك أن تتناوله, وكل الأدوية التي ذكرتها هي أدوية طيبة ومفيدة, وأي دواء مضاد للقلق والوساوس أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا، السبرلكس لا بأس به, لا تتخوف من أنه يؤدي إلى قلة في النوم, فقلة النوم أصلًا أتتك من القلق, وحين يزول القلق عن طريق تناول السبرلكس سوف يتحسن النوم, أما إذا كنت تريد أن تتناول الريمنون فهو دواء جميل وفاعل جدًّا, وربع حبة هي جرعة صغيرة تناولها مبكرًا, وسوف يقلل من آثاره الجانبية في الصباح, والخمول والكسل الذي يأتي يحدث دائمًا في الأيام الأولى.

هنالك –أخي- بديل آخر ربما يكون هو الأفضل, وهو عقار اللسترال, الذي يعرف باسم سرتللين, واسمه الآخر زولفت, وهو دواء جميل جدًّا لعلاج قلق المخاوف المرضية, وهو ذو فائدة عظيمة, ويمكن أن تبدأه بجرعة نصف حبة ليلاً أي 25 ملجما, تتناولها لمدة عشرة أيام, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر, ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين, ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين آخرين, ثم توقف عن تناوله.

يا أخي: الخيارات أمامك كثيرة جدًّا, وأنت تعيش في محيط يمكن أن تتوفر لك من خلاله المساعدة من جانب الطبيب كما ذكرت لك, وفي نفس الوقت لا تقلل من شأنك, فأنت تقوم بعمل رائع, بعمل ممتاز, وأرجو أن تطور من نفسك, وأن تكثر من اطلاعك, وإذا كان بالإمكان أن تحضر لدرجة الماجستير فهذا أيضًا سيكون جيدًا, أنا أبشرك -أخي الكريم- أن التمريض الآن أصبح مهنة عظيمة وراقية جدًّا, وهنالك نقص في الممرضين المتميزين في جميع أنحاء الدنيا, وتجد الآن معظم إدارات المستشفيات في بعض الدول الأوروبية, وأستراليا, ونيوزلندا, وأمريكا يقوم بها من كانت خلفيتهم الأصلية في مهنة التمريض.

فيا أخي الكريم: لا تنزعج، فهنالك أشياء جميلة وإيجابية وطيبة في حياتك، وأنصحك بممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء, ولا شك أنك على دارية وإدراك تام بكيفية القيام بهذه التمارين, والصحة النومية تحسن أيضًا من خلال تمارين الاسترخاء كما ذكرنا, وتجنب النوم النهاري, ولا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، واحرص على أذكار النوم, فالحرص الشديد على هذه الأذكار لا شك أنه يحسن النوم كثيرًا, وهذا مجرب ومعروف.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً