الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكير سلبي وخوف شديد عند سماع الموت أو الجنائز، أفيدوني!

السؤال

السلام عليكم.

لدي خوف شديد من الموت وما يتعلق به كخبر سماع الموت أو الجنائز، وهذا نتيجة لخوف شديد، ونوبات هلع حدثت لي فجأة سببت في نفسي، وكثرة التنميل والبرودة في جسمي، وأحيانا قشعريرة داخل جسمي، وهذه الحاله تزداد عند ذهابي للصلاة، ويزداد الخوف، وأتوقع أن شيئا ما سوف يحدث لي، وأصبح التفكير بأن شيئا ما سوف يقع بي متسلطا في عقلي، وبالذات(الموت) وأصبح هذا التفكير السلبي، ملازما لي.

ذهبت عند طبيب نفسي فقرر لي الآتي:

حبة يوميا (Faverin 50 mg )-

حبة يوميا (Deanxit )-

حبة يوميا Inderal-

فقط حبة عند الرهاب الشديد Novepam 1.5 mg-

التنملات والخفقان ذهب مني -الحمد لله-، لكن بقي التفكير السلبي، والخوف من الموت لدرجة الرهاب، أفيدونا يا والدي الدكتور، وهل للعلاج السابق أي مضاعفات؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي تعاني منه هو مخاوف وسواسية كما ذكرت أن الحالة بدأت لديك بنوبة هلع، وهنالك تداخل كبير بين القلق، والخوف، والهلع، وكذلك الوساوس، العلاج الدوائي الذي أعطي لك هو علاج صحيح، وجيد جداً إلا إني أعتقد أنك تحتاج إلى رفع جرعة الفافرين، الفافرين هو الدواء الرئيسي أما الأدوية الأخرى فهي مساندة خاصة الديناكسيد والأندرال.

بخصوص (Novepam) أنا أفضل أن تقلل من تناوله، هو دواء جيد، ويجهد نوبة الخوف والقلق، ولكن ربما يحدث تعود عليه، هذا لا يعني أن تحرم نفسك منه على الاطلاق، ولكن يجب أن تكون حذراً في التعامل معه، جرعة الفافرين، ومن وجهة نظرية ترفع إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهر بعد ذلك ترفع إلى مائتي مليجرام يمكن تناولها بمعدل مائة مليجرام صباحا، ومائة مليجرام مساءً، وفترة العلاج تكون ثلاثة أشهر على الأقل، وبعدها يمكن أن تخفض الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى مائة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أخرى، ثم خمسون مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تتوقف عن الدواء.

الديناكسيد تحتاج إلى تناوله من شهرين إلى ثلاثة أشهر وكذلك الأندرال، هذه خطة علاجية معقولة جداً.

بالطبع تواصلك مع طبيبك سوف يكون أمراً إيجابياً ومطلوبا، وإتباع الإرشادات يجب أن يأخذ الأولية على ما ذكرته لك، لأنه بالطبع هو الذي قام بفحصك، ومشاهدة حالتك، ولا يوجد اختلاف فيما ذكرته لك، وما سوف يذكره لك.

الحالة -الحمد لله- مشخصة، الأدوية التي بدأ بها الطبيب ممتازة، ونسبة استجابتك جيدة، بالنسبة للتفكير السلبي، والخوف من الموت أي الخوف المرضي من الموت -إن شاء الله تعالى- سوف يزول، وذلك بالاستمرار على العلاج، وفي ذلك الوقت أيها الفاضل الكريم لابد أن تحقر الأفكار السلبية مثل أفكار الخوف، والتعامل مع الخوف من الموت بالقناعة الثابتة بأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر في الإنسان، ولا ينقص فيه لحظة واحدة.

ويا أخي لا تبتعد عن مشاهدة الجنازات، والصلاة عليها وتذكر أن لديك قيراطان من الأجر كل واحد منهما قدر أحد، هذا أمر عظيم يا أخي الكريم فلا تحرم نفسك أبداً من هذه الأجور، وفي نفس الوقت ذهابك، وحضور للجنائز سوف يدعم كثيراً آليات إزالة الخوف الداخلي لديك.

حاول أيضا أن تمارس الرياضة أي نوع من الرياضة الجماعية فيها خير كثير لك، وحاول أن تطور نفسك مهنياً، هذه كلها مهارات إضافية، تساعد على إزالة الخوف والتوتر والقلق، وكذلك الوساوس، وتحسن المزاج -بإذن الله تعالى-.

وللفائدة انظر علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 261797 - 272262 - 263284 - 278081 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً