الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك عقبة في الزواج بين شخصيتين كلاهما شخصيته تجنبية؟

السؤال

أنا طالب جامعي، متخرج في صيف 2012 م ، من مواليد السعودية، ومقيم بها، أدرس الاقتصاد، تعرفت على فتاة من تونس في إحدى مجموعات اضطراب الشخصية التجنبية، أعجبت بها كثيرا حيث أننا متوافقان جدا في طباع الشخصية والاهتمامات والهوايات، وأميل إليها كثيرا، وأرتاح كثيرا معها، رغم أن الوقت ما زال مبكرا، إلا أن هناك نية قوية لأطلب يدها، حيث أنها تحضر الماجستير في القانون سؤالي هو:

هل هناك أي مشكلة أو عقبة في ارتباط شخصيتين من نفس النوع ِAvpd شخصية تجنبية وتجنبية، وما هي الآثار الناتجة عن ذلك؟

وما تأثير ذلك على الأبناء، وهل احتمال إصابتهم بنفس الاضطراب قوية أم ضعيفة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها -الفاضل الكريم- بصفة عامة أنا حذر جداً حول تشخيص اضطرابات الشخصية؛ لأن المعايير الصحيحة قليلاً ما تطبق للوصول لهذا التشخيص، كثيراً من الناس ظلموا أنفسهم بأن حددوا نوعية ونمط شخصياتهم من خلال المعلومات قد لا تكون دقيقة، تشخيص اضطرابات الشخصية يجب أن يترك للمختصين، وهذا لا يعني أبداً أن نحرم الناس من المعلومات والمعرفة، لكن اضطرابات الشخصية ليس من التشخيصات البسيطة والسهلة، ويجب أن يقوم بها المختص، والمختص نفسه يجب أن يكون على مقدرة ومعرفة كبيرة بهذه العلة، وما يصاحبها المهم في هذا الأمر هو ماذا بعد تشخيص اضطرابات الشخصية.

اضطرابات الشخيصة متعددة ومتنوعة، وهنالك ما يمكن علاجه بسهولة، وهنالك ما يصعب علاجها جداً، أنا أيها الكريم أحترم وجهة نظرك جداً، أنت تتكلم عن نوع من التواؤم ما بين شخصيتك وشخصية هذه الفتاة إن كانت شخصية تجنبية، أو شخصية قلقة، فلا أعتقد أن هذا سوف يمنع الزواج، لكن يجب أن تكون أركان الزواج الأخرى متوفرة(الخلق، والدين، التفكر، والتأمل الإيجابي)، الزواج ميثاق عظيم، وغليظ، فمتى ما تهيئت عوامل النجاح أعتقد أن هذا سوف يفتح باب الرحمة، والسكينة لأن يستقر الزواج، إذا كان هنالك تواؤم فيما بينكم أعتقد الأمر سهل جداً، الشخصية التجنبية لا مانع أبداً أن يتزوج الأفراد فيما بينهم، الأثر الجيني والوراثي لا يمكننا تجاهله، وفي ذات الوقت أن لا نعظم من قدر ومكانته؛ لأن هذا التأثير الجيني ضعيف قليلا، وإذا لم تتوفر العوامل الأخرى لا أعتقد أن دوره سوف يكون مؤثراً بل سوف ينتفي.

أيها الكريم أرجع مرة أخرى ما يقلقني وهو التشخيص نفسه لا أريد أن تستعجل أنت وهذه الفتاة للوصول أن شخصيتكم تجنبية، أنا أعرف أن الكثير من المنتديات أصبحت الآن فيها نوع من لا أقول التخصصية؛ لأن تثار بعض الأمور حول الشخصية ومكوناتها واضطراباتها ويبحث الناس عن مجموعات ينضمون إليها كنوع من محاولة البحث عن المساندة والاستبصار بما يعانون منه.

عموماً قد لا تكون إجابتي مقنعة لك، لكن أرجو أن تعتبرها جهد مقل، وفي نهاية الأمر يمكن حذف هذا الموضوع بأن تذهب أنت، وهذه الفتاة كل بطريقته إلى مختص في الأمراض النفسية لديه اهتمام خاص باضطرابات الشخصية، المعايير التشخصية معروفة، وهي اطلاع المختص ما يراه الإنسان عن نفسه، وما يلاحظه الآخرون عنه نتائج قياسات الشخصية وأي نوع من المعايير التشخيصية سوف تطبق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً