الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت من انتقادات الناس لي بغير وجه حق فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي أن الناس لا يحبونني, ولا أعرف السبب, فكثيرًا ما يقارنون بيني وبين غيري, وخاصة أهلي, ودائمًا أهلي يضعون كل شيء عليَّ, ولا يصدقون ما أقول, علمًا بأنني لا أكذب, ومع أنني أدرس كثيرًا إلا أنهم يقولون: إنني لا أدرس أبدًا, وإنني كسولة جدًّا, ومع أنني أفهم شرح المعلمة إلا أنهم يعتبرونني غبية لا أفهم أي شيء, وأمي تصرخ عليَّ طول الوقت بدون سبب, ودائمًا تقول لي: انظري إلى فلانة أحسن منك, وأذكى منك, ولدي أخت تصغرني بـ3 سنوات, وهي ذكية جداً؛ لذلك أهلي يحبونها, ويفعلون كل شيء من أجلها, ولا يصرخون عليها أبدًا, حتى وإن أخطأت, وهم يعتبرونها تحب الدراسة, ومثالية, مع أن أختي تقول: إنها لا تحب الدراسة؛ لذلك أرجو منكم المساعدة, فنفسيتي تعبت, ودائمًا أبكي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

من الصعب أن يعيش الإنسان مع من ينتقدونه طوال الوقت، والذين يقارنونه بالآخرين، وخاصة أنهم يقارنون الجوانب السلبية فقط عند هذا الشخص مع الصفات الإيجابية عند الآخرين, فهذه ظروف صعبة للعيش، فمثل هذه الممارسة تجعل الإنسان يعيش طوال الوقت في ظروف نفسية صعبة، وتجعله لا يشعر بقيمته واحترامه لذاته، ولا بالاطمئنان؛ لأنه لا يدري الانتقاد التالي ممن سيكون، وما هو موضوعه.

أضيفي إليها كون هؤلاء الأقرباء لا يصدقون الشخص، ويكذّبونه, ولا يقبلون كلامه، بالرغم من صدقه.

فكيف السبيل الآن, وأنت تعيشين في هذا الحال؟

لاحظت أن عمرك 15 عامًا، فهذا يبشر بالكثير، فأمامك فرصة لتغيير قناعات الناس عنك، وربما أفضل طريقة ليس بالكلام والجدال والمناقشة، وإنما من خلال العمل الإيجابي, فقومي بواجباتك، ودعيهم يروا نتائج أعمالك، وما تحصلي عليه من نتائج طيبة، واتركي لهم أن يفكـّروا بما يرون.

حتى الأنبياء استهزئ بهم، وما كان ردهم إلا من خلال العمل الإيجابي، والله تعالى يقول "وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" ففي النهاية سيرى الناس من يعمل ومن لا يعمل، ومن هو نشط ومن هو قليل النشاط.

ومن حقك أيضًا أن تدافعي عن نفسك إذا ما ظـُلمت في موقف من المواقف،
فإذا قال أحدهم كلامًا متهمًا إياك بفعله، وأنت لم تفعليه، فمن حقك أن تقولي وبكل جرأة ووضوح أنك لم تفعلي هذا، ولكن دون جدال وأخذ وردّ، قولي كلامك بثقة ووضوح، وللشخص الثاني أن يقبل ما يقبل، ويرفض ما يرفض، فهنا ما عادت مشكلتك وإنما مشكلته.

نمّي مواهبك في الأمور التي تحبينها، ليس لمجرد أن يرى الناس، وإنما لأنك تستمتعين بما تفعلين، وفي النهاية سيرى الناس نتائج جهودك، وسواء اعترفوا بهذا العطاء، أو لم يعترفوا ظلمًا ومكابرة، فالله يرى ويعلم، ولن يضيع الله أعمالنا.

وفقك الله، ويسّر لك النجاحات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً