الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكير دائم قبل النوم اذا تعرّضت لموقف ضايقني، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

قبل النوم تخطر في بالي أفكار كثيرة، ومختلفة مما يمنعني من النوم مباشرة، فمثلاً اذا تعرّضت لحادث أو موقف ضايقني، فإنني أظل أستذكره، وماذا قال لي الطرف الآخر، وماذا قلت له، وكيف كان علّي أن أردّ، وإذا كان حدثا سعيداً، فإنني أيضاً أظل أتذّكره وأفّكر فيه.

أشعر أنني حساسة تجاه مواقف الحياة، وبالذات إذا ضايقني أحد بكلمة أو تصرّف، على الرغم من أن غيري لا يهتم لمثل هذه المواقف، ويعتبرون تفكيري بهذه المواقف سخيف.

فكيف أتخلّص من تفكيري في المواقف اليومية؟ وبالذات قبل النوم، وكيف اتخلّص من حساسيتي الزائدة؟ تجاه كل من حولي، كي لا يتسبب لي ذلك بالأرق والقلق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على السؤال.

الحساسية هذه ليست بالضرورة مشكلة، وهي قطعاً ليست شيئاً "سخيفا" كما يقول لك بعض الناس، وأنا أتمنى لو أن في الحياة عددا أكبر ممن عندهم الحساسية للمشاعر والعواطف والكلمات، بلّ أقول أن الكثير من المشكلات التي نعيشها في حياتنا هي بسبب قلـّة حساسية الناس لأقوالهم وأفعالهم، فالواحد يؤذي الآخر، ولا يبال فيما فعل مع الناس.

فلست أنت من يحتاج لتغيير طبعها، وإنما أن يتعلم منك الآخرين بعض هذه الحساسية.

أما موضوع الأفكار قبيل النوم، فقد تستطيعين تغيير هذا من دون التخلي عن حساسيتك، فيمكنك مثلاً أن تخصصي عدة دقائق قبل النوم لمثل هذه الأفكار، فبدل أن تتفاجئي من إنك تقضين بعض الوقت بالتفكير، وأنت تريدين التوقف عن هذا، فبدل هذا فاسمحي لنفسك أن تقضي بعض الوقت المحدد لهذه الأفكار، وبعد الانتهاء من هذا الوقت المخصص، يمكنك أن تدرّبي نفسك على إيقاف قطار الأفكار هذا، بحيث تغيّري وضعية النوم، وتقولي في نفسك الآن انتهى وقت هذه الأفكار، وتحاولي بالتدرج إيقاف التفكير فيما مرّ معك في ذلك النهار.

نعم يمكنك مع الوقت أن تدرّبي نفسك على هذا التحكم في هذه الأفكار، ومما يعينك أن تتخيلي في ذهنك شكلاً محدداً كوردة أو كرة صغيرة وتحاولي تركيز تفكيرك في هذا الشيء، وهذا الشيء فقط، وما هي إلا دقائق وتكوني في نوم عميق.

ولا ننسى أن ننصحك بالمحافظة كذلك على أذكار وآداب النوم: (277975)، وفقك الله، وأقرّ عينك بنوم هادئ، وأحلامٍ سعيدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول الغيلاني

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً