الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنوي الابتعاث ولكن مشكلة التأتأة تؤرقني..هل من طرق وأدوية تزيلها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ على بركة الله وتوفيقه، أول شيء يا إخواني أنا طالب في سنة ثالثة ثانوي، وبقى لي شهر وأنتهي منها، وأنوي أن أحقق حلم حياتي بالابتعاث -والحمد لله- نسبتي تؤهلني، ولكن عندي مشكلة أصعب من النسبة، وهذه المشكلة تؤرقني جدا، وتجعلني أرفض الابتعاث.

المشكلة هي: التأتأة، ولدي صعوبة بالنطق ولكن:-

أحس أنني عندما أبتعث لن أتحمل موقفا محرجا، وربما يؤثر على دراستي، وألغي مسيرتي بالابتعاث: وأسئلتي هي:

1- هل تنصحونني بالابتعاث، وتحديدا أمريكا؟

2- هل يوجد علاج للتأتأة علاجا جديا، أي بنسبة قوية للشفاء بإذن الله؟

وأريد خطوات لهذا العلاج، وأريد أيضا علاجا طبيا، أدوية لا تؤثر على صحتي.

3- وأخيرا أريد الجواب الصادق، حيث إني أبتعث بشكل جدي، ومصمم هندسة، -إن شاء الله - وشكرا لأصحاب المنتدى والله يوفقكم يا رب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن الراشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية، والشفاء والتوفيق والسداد.

أولا: أقول لك إنه لا شيء يمنعك من الابتعاث، فالحكمة ضآلة المؤمن أين ما وجدها فهو أحق الناس بها، هذه الحكمة إن وجدت في أمريكا أو غيرها فلماذا لا تنهل منها، وتعود -إن شاء الله- غانما مظفرا لبلادك تنفع نفسك، وأسرتك، وأمتك.

التأتأة ليست مانعا أبدا في أن يتحصل الإنسان على أعلى الدرجات العلمية، والذي ألاحظه في رسالتك أن أمرك مرتبط بنوع من القلق، وربما شيء من اهتزاز الثقة بالنفس، هذا القلق يتم التغلب عليه من خلال أن تتذكر إنجازاتك السابقة، أنت طالب مجتهد وجيد، ولا شك أنه لديك مآثر وإيجابيات أخرى كثيرة، أنا لا أدركها فارجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك.

ثانيا: التأتأة تعالج من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء هذه مهمة جدا، أرجو أن تكون حريصا عليها، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

عليك أيضا بأن لا تركز كثيرا على الطريقة التي تتكلم بها، أي لا تراقب نفسك بالكلام فهو أمر تلقائي، والكلام دائما يقوم على المعرفة والفكر، وأنت حين تكون مزودا بالمعرفة والعلم سوف تجد أن الكلام ينساب انسيابا سهلا، لكن مشكلة من يعانون من القلق تجدهم دائما يراقبون أنفسهم، وكيفية أدائهم، وحسب الأبحاث العلمية وجد أن هذه أصعب مشكلة تواجه الذين يعانون من التأتأة، لذا أنصحك بأن لا تراقب نفسك، أعرف أن ذلك ليس بالسهل، لكنه ليس بالمستحيل.

نصيحتي لك أيضا هي أن تحدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، واكتب مائة كلمة تبدأ بكل حرف من هذه الحروف هذه مهمة كبيرة، لكنها مهمة جدا إذا طبقتها، صل هذه الكلمة من خلال جمل.

قم بتسجيل ما تكرره ثم بعد ذلك استمع لنفسك، أرجو أن تعيش مواقف خيالية تتصور فيها أنك تخطب أمام جمع كبير من الناس، أو أنك تقدم عرضا، وقم بتقديم هذا العرض، ولك أن تتصور أنك أمام مجموعة كبيرة من الناس فيهم بعض المسؤولين أو الدكاترة أو خلافه.

قراءة القرآن الكريم بتدبر، وإدراك المخارج الصحيحة للحروف يسهل على الإنسان النطق ويقلل التأتأة.

بالنسبة للعلاج الدوائي لا شك أن كل الأدوية المضادة للقلق، والمخاوف مفيدة عقار زيروكسات وجد أنه مفيد جدا، وتناوله بجرعة 10 مليجرام أي نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ستة أشهر، أي حبة يوميا، ثم تخفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهنالك أيضا عقارا يعرف باسم زبركسا، واسمه العلمي أولانزبين، هذا الدواء يستعمل أصلا لعلاج الأمراض الفصامية والذهانية.

لكنه وجد أن تناوله بجرعة صغيرة قد يفيد أيضا في التأتأة، لكني قطعا لا أنصحك أبدا بتناول هذا الدواء إلا إذا ذهبت لمقابلة طبيب، وأنا أعتقد أن هذا سهل جدا ومتيسر في المملكة العربية السعودية.

أعتقد أن ما ذكرته لك إن شاء الله تعالى إذا طبقته سوف يفيدك، وأي إضافة تأتيك من أحد الأطباء النفسيين سوف تكون أيضا ذات فائدة كبيرة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً