الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبتي حامل وتعاني من دوالي الساقين، فماذا تفعل؟

السؤال

دكتورة رغدة لك سلامي وتقديري لمجهودك عزيزتي، وأرجو لك التوفيق.

قريبتي حامل، وهو أول حمل لها، وتعاني من دوالي الساقين، وحين ذهبت للطبيبة، قللت من أهميتهم، وخاصة بعد أن كان ضغطها طبيعيا، ولكنها تتألم من قدميها، وتخاف من تشكل العروق الزرقاء في ساقيها، فماذا تفعل؟

كما أن لدي صديقة استعملت حقنة منع الحمل، فعانت من استحاضة لمدة شهر، مع فقر دم، وحين رجعت للطبيبة، أعطتها حبوب ميكروجنون مختلطة، وخفت الدورة لدرجة أنها لم تأتيها إلا على شكل نقط دم قليلة، ولمدة يوم واحد فقط، فما السبب؟ وهل من الممكن أنها حامل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك كلماتك الطيبة, والتي تنم عن ذوقك ولباقتك، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا للخير دائما.

إن ظهور الدوالي عند السيدات سببه الأساسي هو الاستعداد الوراثي, حيث يكون هنالك ضعف في صمامات الأوردة في الجسم, وهذه الصمامات لها وظيفة هامة، فهي المسؤولة عن غلق الوريد، والعمل على عدم رجوع الدم للأسفل، فإن كانت هذه الصمامات قاصرة, فهذا سيقود إلى بقاء الدم في أسفل الأوردة, مع حدوث تمدد وانتفاخ فيها, وتشكل الدوالي.

وهنالك عوامل إضافية تزيد وتسرع في ظهور الدوالي, ومن أهمها الحمل, فالحمل يسبب زيادة في حجم الدم، ويسبب ركودة في الدوران في الجزء السفلي من الجسم, بسبب التغيرات الهرمونية الحادثة معه, كما أن كبر حجم الرحم يضغط على الأوعية الرئيسية في الحوض, مما يزيد أكثر في حبس الدم في الساقين.

ولا يوجد لدينا الكثير لفعله خلال الحمل بشأن الدوالي, فالمعالجة هي محافظة فقط, وعلاج الدوالي يتم بعد الولادة.

وما يمكن عمله الآن، هو اتباع التعليمات للتخفيف من الأعراض، والعمل قدر الإمكان على تفادي تفاقم الحالة.

من أهم هذه التعليمات هي:

- عدم الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة, أما المشي فلا مانع منه.

- عند الجلوس يجب أن يتم رفع الساقين إلى مستوى القلب، بوضعها على كرسي أو وسادات أو غير ذلك, لتسهيل ضخ الدم منها إلى القلب.

- يجب الاستلقاء والنوم دوما على الجانب الأيسر، فهذا يخفف من ضغط الرحم على الوعاء الدموي الرئيسي في الحوض, ويسهل عودة الدم من الساقين إلى القلب ويحسن من تروية المشيمة.

- شرب الكثير من السوائل المفيدة وخاصة الماء.

- لبس الجوارب المطاطية الضاغطة الخاصة بالدوالي، وهي تأتي بقياسات وألوان مختلفة، وتباع في الصيدليات الكبيرة.

أما بالنسبة للسؤال الثاني عن صديقتك، فإن احتمال الحمل مستبعد جدا في هذه الحالة, لأن الإبرة التي تعطى لمنع الحمل تكون نسبة الخطأ فيها قليلة جدا، وكونها تناولت الحبوب التي كتبتها الطبيبة, وهي حبوب لمنع الحمل مشتركة الهرمون, وهي أيضا فعالة جدا، فإن هذا يجعل نسبة الفشل نادرة.

وفي مثل حالة صديقتك، فإن سبب نزول الدورة بكمية قليلة جدا، هو أن الرحم مازال تحت تأثير الإبرة, والبطانة رقيقة جدا، لذلك فإن الدورة ستكون قليلة جدا.

وهنالك حالة واحدة يمكن معها الشك بالحمل‘ وهي أن يكون مفعول الإبرة قد انتهى, وأنها بدأت بالحبوب بعد انتهاء مفعول الإبرة, ففي هذه الحال قد تكون حدثت إباضة وحدث حمل, فإن كان هذه هو الحال, أي أن صديقتك تناولت الحبوب بعد أن كان مفعول الإبرة قد قارب على الانتهاء، فيجب أن يتم عمل تحليل للحمل, لنفي حدوث الحمل.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً