الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس وأنا حامل بنبضات قلب آخر تحت قلبي، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتورة رغدة: لك مني أطيب التحايا، وأشكرك جزيل الشكر على إجاباتك الوافية، وأرجو من الله أن يمد في عمرك، ويجعل ما تفعلينه في ميزان حسناتك آمين يا رب.

دكتورة أسئلتي كثيرة، ولكن اعذريني، فأنا أبحث عندك عن إجابات لأسئلة تحيرني:

1- كنت في أول حمل لي، وفي بدايته حين أصبت بحمى الملاريا، وبما أني كنت في الـ 3 أشهر الأولى فقد رفضت طبيبتي إعطائي دواء الملاريا بحجة أنه سيؤثر على الحمل، وبما أن حرارتي كانت مرتفعة مع إقياء شديد، وآلام في الظهر غيرت طبيبتي، وتابعت عند أخرى، أعطتني دواء كينين بجرعة 500ملغ بمقدار حبة صباحا وأخرى مساء، ولكني عانيت من حرقة المعدة وبشدة، إلا أني شفيت – الحمد لله-، فيا ترى هل هذا هو العلاج المناسب؟

2- وهل يستعمل في جميع مراحل الحمل؟ وما هو العلاج المناسب في رأيك، وهل يستعمل كذلك في الإرضاع؟

2- في حملي كنت أعاني دائما من آلام في الجانبين، وخاصة في الجانب الأيسر وهو ألم قوي لا يخف بالراحة، ولكن حين تقوم أختي بعمل مساج لي يخف، وأرتاح قليلا ثم يعود بعد ذلك، وحين سألت طبيبتي عن سببه قالت: هل يترافق مع حركة الجنين، فأجبتها بلا فقالت: غريب، وقالت أنها أيضا لا تعرف سببا لها، فما سببه يا دكتورة؟

كما أني كنت أحيانا كثيرة أحس بنبضات قلب آخر تحت قلبي، وهي نبضات تتسارع لتعود وتتباطئ، ثم تختفي فجأة، وبدون سابق إنذار، مع العلم أن هذا كان يحدث لي عدة مرات في اليوم، وبالنسبة للآلام خفت بعد الولادة، ولكن صرت أجدها حين أنام على الجانب الأيسر، وهي تمتد من خاصرتي اليسرى حتى ناحية فخذي الموالي للأرض، لدرجة أني أستيقظ من نومي من شدة الألم، ولا يخف إلا إذا صحوت، وغيرت وضعية نومي أو بالأحرى حتى أقوم عن فرشي وأستيقظ، فما سبب هذه الحالة الغريبة؟

3- حين اقترب موعد ولادتي كنت في الأسبوع 40 وجئت لمصلحة الولادة مع تقلصات غير متقاربة جدا، بمعني تتقارب ثم تعود؛ ممَ جعل أخصائي النساء يضع لي الاوكسيتوسين مع محلول سكري، ولكني بعدها عانيت من شدة وكثرة التقلصات المتتابعة، والتي لم تعد تفصل بينها أوقات راحة، وصرت أصرخ من شدة الألم، وحين أتى ووضع لي مرخيا رحميا اسباسفون، وأوقف الاوكسيتوسين، ولكن دون فائدة، وظل الاتساع ثابتا على 4 سم رغم أني جئت ولدي حسب قولهم 3 سم، وحتى ذلك الحين كنت قد بقيت على نفس الاتساع لسبع ساعات متواصلة تقريبا.

بعدها بقيت أعاني من الآلام، وأبكي وأطلب من الله الفرج، وصرت أغيب عن الوعي، أو أحس بأن ذلك سيحدث لي كما صرت أجد صعوبة في التنفس، بل وأخاف منه – يا عزيزتي-؛ لأن كل نفس لي يكاد الألم يقتلني، وبعد خمس ساعات أخرى من الألم والعذاب، وأخيرا ولدت ابنتي – والحمد لله- نجونا نحن الاثنتان، ولكن كان وجهها محتقنا ورأسها كبيرا، وغير متساوٍ، فلماذا يا دكتورة حدث ذلك؟ وهل ما حدث لي طبيعي أم ماذا لأني بعد ولادتي صار الكل يقولون بأني لم أكن صبورة، وبأني كنت أبالغ، فهل ذلك صحيح أم أني كنت أتخيل؟ أعلم بأني والله متأكدة مما أحسست به.

4- أنا أرضع ولا تأتيني الدورة في الإرضاع، وهذا ما أحسبه إلا أني وجدت دورة بعد الأربعين وبعدها بثلاثة أشهر وجدت دورة أخرى، لكن هذه المرة أحسست قبل نزول الدورة بأسبوع بآلام شديدة جدا في الناحية اليسرى من خاصرتي مع إفرازات بيضاء تشبه إفرازات الإباضة.

فما سبب الآلام، وهل طبيعي أن تأتي الدورة بعد الإباضة بأسبوع؟ أريد أن تنتظم عندي الدورة، فماذا أفعل ليحدث ذلك، وابنتي تبلع الآن 5 أشهر.

عذرا على إطالتي، ولكن ذلك كله خوفا من أن تتكرر معي نفس الحالات فقد صرت أخاف الحمل، وشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك من كل قلبي على كلماتك الطيبة، والتي تدل على لباقتك ولطفك, وأنه لمن دواعي سروري التواصل مع أخوات وبنات فاضلات مثلك, وأسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما فيه الخير دائما.

إن الإصابة بالملاريا في الحمل تعرض الأم والجنين للكثير من المخاطر, منها حدوث الإجهاض, الولادة الباكرة, ووفاة الجنين في البطن لا قدر الله, وغير ذلك, ولذلك فيجب علاجها فور وضع التشخيص، ولا يجوز التأخير, حتى لو كانت السيدة حامل في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل, لذلك، فإن الطبيبة الثانية - جزاها الله كل خير- كان قرارها صائبا عندما بدأت لك العلاج بالكينين.

وهذا الدواء يعتبر آمنا بالحمل, حتى لو تم تناوله في الشهور الثلاثة الأولى, وهو يستخدم منذ زمن بعيد, وعليه دراسات كافية, لذلك لا داع للقلق, خاصة وأنك قد ولدت الآن وانتهى الأمر على خير, وبدون أي مشاكل - والحمد الله-.

كما يمكنك استخدام الدواء خلال الإرضاع , فلا ضرر منه على الطفل -إن شاء الله-.

أما بالنسبة للآلام التي حدثت عندك, فمن الوصف هي آلام عضلية ناتجة عن تشنج العضلات، وقد تزداد في الحمل بسبب نقص في مستوى الكالسيوم في الدم، أو بسبب حبس السوائل بكثرة حول المفاصل والأعصاب, وحتى قد تحدث بدون سبب, ويمكن أن تجربي تناول حبوب الكالسيوم المضاف إليها المغنيزيوم مع فيتامين D , بشكل يومي حبة صباحا وحبة مساء.

بالنسبة للنبض الذي شعرت به تحت القلب فهو على الأغلب صوت ضخ الدم في المشيمة والحبل السري, وهو يشابه نبض القلب, لكنه يختلف عنه بالسرعة, وقد تتمكن الأم من الشعور به في كثير من الحالات, خاصة عندما تكون المشيمة متوضعة على الجدار الأمامي للرحم.

أما ما حدث معك في الولادة, فهي حالة تحدث كثيرا، وتسمى (عدم انسجام في تقلصات الرحم) وفيها يحدث طلق قوي لكنه, غير منسجم مع بعضه, أي يبدأ في مناطق غير متناسقة في عضلة الرحم ,فلا يؤدي إلى النتيجة المرجوة منه, وهي أن يحدث توسع في عنق الرحم, وهذا يكون غالبا بسبب خوف الأم أو تعبها أو حدوث بعض الجفاف في جسمها, لذلك تعطى السيدة فترة استراحة لها وللرحم، ويتم إيقاف كل تحريضات الطلق، وتعطى السوائل المغذية, ثم بعد فترة تعاد ثانية المحرضات, فتحدث استجابة عليها في كثير من الحالات، وليس بالضرورة أن تتكرر هذه الحالة في كل حمل، وكما لا يمكن التنبؤ بحدوثها إلا بعد أن يبدأ المخاض.

بالنسبة للدورة الشهرية, فلا يمكن تنظيمها خلال الإرضاع إلا عن طريق حبوب منع الحمل الثنائية الهرمون, وهذا ما قد يؤثر على إدرار الحليب, وتنظيمها بحبوب تنظيم الدورة غير ممكن, كما لا فائدة منه لأنه لا يمنع الحمل.

قد تنزل الدورة مبكرا إن حدث تبويض مبكر, وعادة ما تنزل الدورة بعد حدوث التبويض بأسبوعين.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً