الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخجل وأرتبك كثيراً أثناء المشي وعند تسليط الضوء علي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي خجل من الناس، فبمجرد أن أخرج من البيت لا أستطيع أن أتحرك على طبيعتي، فأشعر أنني متوتر وأني مشدود أثناء المشي، وباختصار: لا أكون طبيعيًا في مشيِّ مثلما أكون في البيت، وكذلك في الكلام، فلا أتحدث إلا قليلا، ويخرج الصوت ضخماً، وممكن أنهج أثناء الكلام، وأيضا لا أستطيع أن أرفع صوتي، خاصة عند مناداتي أيَّ شخص، وكذلك أشعر أنني مع الناس لا أعرف أن أفكر كما أفكر في طبيعتي.

ويحدث مع هذا الخجل ارتباك شديد عندما يُسلط الضوء عليَّ -أي عندما أتحدث أمام جمع وغير ذلك-، وفي بعض الأوقات وأنا بالخارج تتغير ملامح وجهي تماماً وكأني غضبان، وغير ذلك من الأمور، وهذا لا يحدث كثيرًا، ولكنه لا مفر من حدوثه أثناء الحلاقة -أي عند الحلاق- فأنا أظهر كأني غضبان وغير ذلك، وكلما أحاول أن أكون طبيعيًّا لا أستطيع.

السؤال: هل أذهب إلى دكتور نفسي أم دكتور مخ وأعصاب؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

هذا الذي يحدث لك هو نوع من القلق والخوف الظرفي -أي المرتبط بأماكن وأوضاع وأحداث معينة-، والانشداد والقلق النفسي المصحوب بالخوف وبعض الأعراض الفسيولوجية الأخرى يحدث لك حين تكون خارج أمان البيت، وحين تتفاعل مع أشخاص آخرين، أو تكون أنت محط انتباه من حولك، وحدوثه مثلاً في ظروف خاصة عند الحلاق مثلاً، وهذا يسمى بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي الظرفي البسيط، ولا يعتبر علة مرضية رئيسية، فهو قلق نفسي ربما تكون اكتسبته من خلال تعرضك إلى وضع حدث لك فيه شيء من التخويف، أي أنك اكتسبت تجربة سالبة في الماضي كان محتواها أن تعرضت لخوف حتى وإن كان مصدر هذا الخوف مجرد كلمة من أحد، أو سوء تقدير، أو سوء فهم لوضع معين.

فالحالة بسيطة جدًّا، وبتفهمك لها أرجو أن تعالجها، وأهم خطوات العلاج هي أن تفهم أنك لست مريضًا، فالذي يحدث لك هو نوع من التفاعل القلقي عند المواجهة، والقلق ليس كله سيئاً، بل معظمه إيجابي؛ لأن القلق يحرك الناس، ويفعّل طاقاتنا، ويجعلنا نكون أكثر دقة واستشعارًا بالمسؤولية حتى ننجز الأمور على أعلى جودة.. هذا أولاً.

ثانيًا: أنا أؤكد لك أن تقديرك عند الآخرين مرتفع جدًّا، لكن الإشكالية في أنك لا تقدر نفسك بالصورة المطلوبة، فأرجو ألا تشعر بأي نوع من النقص، وفي ذات الوقت ما ذكرته من أن الصوت يخرج ضخمًا، وأنه يحدث لك تغير في ملامح وجهك، هذا ربما يكون فيه شيء من الحقيقة، لكنه استشعار متضخم ومبالغ فيه حسب ما أثبتت التجارب العلمية.

سؤالك: إلى أي طبيب تذهب؟ .. بالطبع تذهب إلى الطبيب النفسي، وسوف يوجه لك الإرشادات اللازمة، ويتكلم معك على نفس المبادئ التي ذكرناها لك، وربما يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهي كثيرة وفاعلة وجيدة جدًّا، ومن جانبي: أركز كثيرًا على أن أنصحك في أن تتجاهل هذه المخاوف، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وهنالك أيضًا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تقوم بتطبيقها، وستجد كيفيتها في هذه الاستشارة (2136015).

نصيحتي لك أيضًا هي:
1) أن يكون لك حضور اجتماعي خاصة في الأنشطة الطلابية.

2) شارك في الأنشطة الثقافية والرياضية والعلمية والاجتماعية المختلفة.

3) حاول دائمًا أن تُبرز نفسك وذلك من خلال مقدراتك، وهي كثيرة جدًّا - إن شاء الله - تعالى.

4) كن حريصًا على الصلاة في المسجد مع الجماعة، هذا نوع من التعريض السلوكي الإيجابي جدًّا الذي يزيل الخوف.

5) وأريدك أيضًا أن تتصور وأن تتخيل أنك تأمّ الناس في الصلاة وهذا ليس ببعيد - إن شاء الله - تعالى، فكّر في مثل هذه المواقف - إن شاء الله - تعالى سوف تفيدك كثيرًا.

6) تواصلك مع أصدقائك ومع الجيران والأرحام وبر الوالدين...هذا كله يدعم -إن شاء الله تعالى- موقفك النفسي، ويزيل عنك هذا القلق.

7) أرجو أن تصبَّ جُلَّ جهدك في دراستك، وأن تضع أهدافًا سامية في الحياة لتصل إليها حتى تكون من الناجحين والمبرزين إن شاء الله تعالى.

وشكراً لك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً