الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني معدوم الشخصية والثقة بنفسي .. فانصحوني

السؤال

أنا شاب عمرى 16 عاماً، أعيش مع والدتي وأختي، منفصلين عن أبي، مشكلتي نفسية، فأنا لا أعرف ما إذا كانت الظروف والمشاكل التي مرت بي هي التي أوصلتني لهذا الحال!

أنا بعيدٌ جداً عن الناس، ودائماً أحس بأني ضعيف، والكل يراقبني ويتجسس علي، ولهذا أبعد عن كل الذين حولي، وأعاني من قصر القامة، وأعاني من الطريقة التي جعلتني أبعد عن العالم وأعيش مع الشارع والناس، وأجلس أحياناً أكثر من شهر في البيت لا أقابل الناس، وحالتي تزيد للأسوأ.

آكل لوحدي مع أني أعيش مع أهلي لكن لا يفهموني، أحياناً أقول يمكن سن المراهقة، لكن أرجع وأقول: لا ؛ لأني منذ صغري وأنا على هذه الحالة.

الإحساس دائماً يكبر، وقد تعبت كثيراً، ودائماً لا ألقى دعماً من أهلي فى كل تصرفاتي، أصبحت أحس بأني معدوم الشخصية، ومعدوم الثقة بنفسي.

فكرت أذهب لأبي لكنه يرفض، وفكرت أترك البيت لفترة أعيد ثقتي بنفسي وأقدر أقرر قراراً صحيحاً، لكني خائف أندم، أنا محتار!.

أشعر أني إذا بقيت على هذه الحالة فإن عمري سيضيع. أتمنى أن تلقوا حلاً لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على كل هذه الأسئلة.

طلبت في آخر رسالتك أن نوجد لك حلاً، وفي كثير من الأحيان نبحث عن حلول لموضوع ما، وننظر يمينا وشمالا بحثا عنه، وهو هنا معنا حيث نحن!

أقول: عادة نصنع أفكاراً لأنفسنا عن أنفسنا، ونبدأ نعتقد بشدة بهذه الأفكار، فإذا هي تصبح جداراً كبيرا من حولنا، ونجد أنفسنا أسرى لهذه الأفكار أو هذا الجدار أو السجن، ويبدو لي من سؤالك أنك بنيت الكثير من هذه الأفكار أو هذه الجدران من حولك، والآن تبحث عن طريق لتكسير هذه الأفكار، وتنطلق من أسر هذه الجدران.

هناك احتمال كبير أن بعض ما أنت فيه هو بسبب المشكلات الأسرية، والتي اضطرت والدك ووالدتك للانفصال عن بعضهما، وربما غياب والدك من الدور المؤثر والفعال في حياتك أيضا قد لعب دورا في هذا. فماذا دار بين والديك في طفولتك الأولى؟ وماذا سمعت ورأيت مما دار بينهما؟ أمور كثيرة لا أستطيع أن أفترضها بشكل سليم حيث لم تذكر لنا المعلومات التفصيلية لهذا.

يا ولدي محمد، إنك ما تزال في 16 من العمر، وأمامك الفرص الكثيرة والكثيرة لتخرج مما أنت فيه، وتطلق سراح نفسك من هذا السجن.

قد يكون عليك أن تجدد نظرتك لنفسك، ولظروف حياتك، وأن تمتلك نظرة أكثر إيجابية، فانظر إلى نصف الكأس الممتلئ، فلا بد أن لديك الكثير من المواهب والإمكانات غير الصفات السلبية التي استرسلت في شرحها، ولا تنس أيضا أن مفتاح السجن الذي اصطنعته لنفسك هو في يدك.

وفقنا الله وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً