الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذئبة الحمراء وأثرها على الحمل!

السؤال

أنا فتاة عمري25 سنة، لدي طفل عمره سنتان ونصف تقريباً، قبل فترة اكتشفت بأنني مصابة بالذئبة الحمراء، وأنا الآن حامل في الأسبوع الثالث عشر، وقبل حملي هذا أجهضت سابقاً، وكان الجنين بعمر 4 أشهر، كذلك طفلي البكر أثناء حملي به صادفت الكثير من المشاكل الصحية نحو توقف نمو الجنين لفترات، وكذلك النزيف ونزول المشيمة، واستمريت بأخذ الحبوب المثبتة للحمل إلى نهاية شهري الثامن.

الآن الطبيب الذي أتابع معه مرض الذئبة الحمراء وصف لي إبرة يومياً لتثبيت الحمل clexane، وذلك بناءً على ما جاء في الفحوصات بأن لدي أجساما مضادة، وهي التي تسبب الإجهاض، وكوني مصابة بالذئبة الحمراء فإن احتمالية الإجهاض ترتفع أكثر، كذلك وصف لي حبوب hydroxcholoroquine حبتين يومياً لعلاج الذئبة، و aspirin حبة يومياً، علماً بأنني من بداية حملي وبنصيحة طبيبة النساء أتناول duphaston ثلاث حبات يومياً، و aspirin حبة يومياً.

الآن استفساري إذا لم أوافق على أخذ الإبرة يومياً هل هناك خطر على الجنين؟ وكذلك حبوب hydroxcholoroquine ألا يوجد لها تأثير سلبي على الجنين؟ علماً بأنه جميع مشاكلي في الحملين السابقين اتضحت بأنها بسبب مرض الذئبة الحمراء ومضاعفاتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف بأن مرض الذئبة الحمامية هو من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الحمل, وإن كانت الحالة عندك لها مدة من الزمن, فإنها بكل تأكيد كانت السبب فيما حدث لك في الحمول السابقة, ولذلك فمن الجيد أنه قد تم اكتشافها؛ لأن احتمال نجاح الحمل سيرتفع بإذن الله مع تناول العلاج الصحيح، ودواء كلكسان clexane هو نوع من الهيبارين المميع للدم.

وبالنسبة لسؤالك الأول فأقول لك: في مثل حالتك يجب تناول أحد البروتوكولين العلاجيين التاليين للتقليل من احتمال تشكل الخثرات في أوعية المشيمة:

الأول: هو تناول حبوب أسبرين الأطفال بالإضافة إلى أبر الهيبارين أي أبر الكلكسان.

الثاني: تناول حبوب أسبرين الأطفال مع حبوب تسمى البريدنيزون prednisone بجرعة تتراوح بين 40 إلى 60 ملغ يوميا.

أي يمكن استبدال إبر الهيبارين بحبوب البريدنيزون, كلتا الطريقتين جيدة، ونسبة نجاحها عالية بإذن الله وتصل إلى 80%، الخيار، سيكون حسب ما يراه الطبيب المتابع للحالة مناسباً.

ويمكنك سؤال طبيبك المتابع إن أمكن أن يستبدل الهيبارين بدواء البريدنيزون, لكن أنبهك إلى أن تناول الأسبرين وحده في مثل حالتك لا يكفي, ولا يجعل نسبة النجاح تصل إلى تلك النسبة الجيدة، لذلك إن قررت إيقاف إبر الهيبارين, فعليك بتناول حبوب البريدنيزون, وبالطبع يجب أن يكون طبيبك ملماً بهذا ليتابع لك الجرعة.

بالنسبة لسؤالك الثاني: إن دواء الـ hydroxcholoroquine مصنف من قبل منظمة الدواء والغذاء الأمريكية على أنه من الصنف -c-، وهذا معناه أن الدراسات على أجنة الحيوانات قد أظهرت بعض التأثيرات الضارة له, لكن لا توجد بعد دراسات كافية على أجنة الإنسان لتأكيد حدوث نفس الأضرار, ولذلك فيجب أن يتم إعطاء هذا الدواء للسيدة الحامل عند الضرورة فقط, أي عندما تكون الفائدة المرجوة منه أكبر من الضرر المحتمل, وفي مثل حالتك فإن الحاجة له ملحة, وهنالك ضرورة, وفوائده لك وللحمل أكبر بكثير من أي ضرر محتمل, ولذلك فيجب عليك تناوله, وتوكلي على الله عز وجل الذي هو خير الحافظين.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً