الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد طريقة تخلصني من المشاعر والطاقة السلبية والعصبية الزائدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، ولدي طفلان: أحدهما 3 سنوات، والآخر5 أشهر، ولا أعمل (متفرغة لأبنائي) ومن المعروف عني بين المقربين أن أعصابي هادئة، فشخصيتي مسالمة، وقليلة التوتر، وآخذ الأمور ببساطة وبنظرة إيجابية دائماً، فمهما كانت ظروفي أرضى بها، ولكني في الفترة الأخيرة تغيرت، وأصبحت أتوتر لأتفه الأسباب، عصبية، لا أتحمل الضغوطات أبداً، أفكاري سلبية جداً، حزينة دائماً، قليلة الصبر وغير راضية بوضعي أبداً، قد لا يلاحظ الجميع ذلك، فأنا مازلت هادئة نوعا ما، ولكن أثر ذلك على علاقتي بزوجي وابني الأكبر، فهم حولي دائما، وأفرغ ما بي من طاقة سلبية بالصراخ والتنكيد عليهم أو ما شابه، وأصبحت نكدية جدا، وأكره ذلك.

أريد الرجوع لحالتي السابقة هادئة وسعيدة، ولكن لا أعلم كيف، أشعر بأن بداخلي عصبية شديدة أريد إفراغها ولا أعلم كيف، أشعر أحيانا بالرغبة في تكسير كل شيء حولي، أو إذا تضايقت من شخص، بالأغلب ابني المسكين ذي الـ 3 سنوات، بما أنه صغير ويحن فوق رأسي ومتعلق بي، أفكر في ضربه بشدة لكي أرتاح، ولكني أمتنع من ذلك لعلمي أنه صغير، وليس له ذنب، وأعلم بأن المشكلة من نفسي.

أشعر أحيانا أنني أتوهم الاكتئاب، وأحاول أن أشغل نفسي، فمثلاً حاولت الإكثار من العبادات، أو زيارة الأقارب، ولكن وضعي لا يتحسن إلا لعدة لساعات أو يوم بالكثير، ثم ترجع إلي حالة السخط وعدم الرضا.

أريد طريقة تخلصني من المشاعر والطاقة السلبية والعصبية الزائدة، أريد الرجوع لطبيعتي إنسانة هادئة، مسالمة، أرى الأمور ببساطة وإيجابية، وأتجاهل كل ما هو سلبي ويضايقني، فماذا أفعل؟

ملاحظة: رأيت في الكثير من الاستشارات وصفات لأدوية، وأحب أن أنوه أنني لا أرغب في أخذ أي أدوية للأعصاب، وإنما أريد حلولا غير دوائية، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سمات وسجايا شخصيتك التي جوهرها الهدوء والنظرة الإيجابية للحياة، لاشك أنها سمات طيبة وممتازة، والآن انقلبت الأمور وأصبحت سريعة الانفعال، وازداد لديك مستوى العصبية، ومن الواضح جدًّا أنه لديك عسر مزاجي، لا أعتقد أنه وصل لدرجة الاكتئاب النفسي المعروف بمعاييره التشخيصية، ولكن عسر المزاج في حد ذاته نعتبره أيضًا درجة من درجات الاكتئاب.

الذي أراه أن شخصيتك الهادئة الطيبة ربما حدث لها نوع من الاحتقان النفسي، لأنك كنت لا تلجئين إلى التفريغ النفسي الصحيح، الهدوء الشديد في الأعصاب، وعدم التعبير عن الذات في بعض الأحيان قد يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، ونسبة لتغير المراحل الحياتية لدى الإنسان، فأنت الآن تحملين على عاتقك مسؤولية زوج وأطفال وخلافه، وهذا ربما يكون قد قلل أيضًا من دفاعاتك النفسية، وجعل الاحتقان الوجداني يظهر على السطح في شكل عصبية وتوتر.

أمر آخر مهم جدًّا وهو الوضع الهرموني بالنسبة لك: فكثير من النساء قد يصبن بعسر مزاجي مرتبط بالدورة الشهرية قبلها أو ما بعدها أو أثناء الدورة، وهذه الحالة التشخيصية بكل أسف لا تصل كثيرًا إلى ملاحظة المختصين.

الذي أريده منك أولا: هو أن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، وذلك من خلال تذكر النعم العظيمة التي لديك.

ثانيًا: أرجو أن تعبري عما بداخل وجدانك، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي الإيجابي.

ثالثًا: طبقي تمارين الاسترخاء، وسوف يشير لك الأخوة في إسلام ويب بأهميتها.

رابعًا: غيّري نمط حياتك، وأدخلي آليات جديدة على نفسك، وذلك من خلال الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، وممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، والإكثار من صلة الأرحام، وهكذا، فهذه كلها مداخل إيجابية جدًّا على حياة الناس.

أنت قلت أنك لا تريدين علاجًا دوائيًا، وأنا أحترم رغبتك جدًّا، لكن أنصحك بأن تذهبي وأن تقابلي أحد الأطباء، فالطبيب النفسي سيكون أيضًا مساهمًا أساسيًا في المزيد من الإرشاد، وإن كان هنالك حاجة للدواء فيجب أن تقتنعي برأيه، لأن المكون البيولوجي للاكتئاب لا يمكن علاجه فقط من خلال التفكير الإيجابي أو تغيير نمط الحياة، الكيمياء تعالج بالكيمياء، وما هو اجتماعي ونفسي يعالج بالأطر والمعايير العلاجية الأخرى المعروفة، ونحن نؤمن بأن العملية العلاجية يجب أن تكون متكاملة، والحالات النفسية حقيقة متعددة الأسباب، ولذا يجب أن يكون علاجنا متعدد الأبعاد.

أيضًا الفحوصات الهرمونية بالنسبة لك مهمة جدًّا، مثل: فحص الهرمونات النسائية، وهرمونات الغدة الدرقية، وهذه يجب أن تتأكدي منها، إما من خلال طبيبة النساء أو الطبيب النفسي، فهم من لديهم الاقتدار لأن يقوموا بمثل هذه الدراسات، وطلب الفحوصات المختبرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر نو

    لماذا اتعصب من كل شيء واحزن من اي شيء حتي اي شيء افعله احس وكأنه غلط اشعر بالوحدة داءما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً