الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع طلب العلم بسبب العمل ومساعدة الوالدين، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيرا، وجعل هذا الجهد المبارك في ميزان حسناتكم، أنا شاب في عمر 28 سنة، خلصت الدراسة الثانوية، ولم أجد فرصة للتعليم الجامعي بسبب أني من عائلة فقيرة، أحب أن أكون داعيا إلى الله, وأطلب علوم الشرعية والدراسات الإسلامية، جئت إلى قطر للعمل لمساعدة أهلي, ولكن راتبي لا يكفي للدراسة، ودعم أمي وأبي، حيث إن أبي رجل كبير السن، ومصاب بالسكر.

الآن أنا قلق على مستقبلي، وتحقيق هدفي في طلب علم الشرعي؟ أفيدوني بارك الله فيكم، هل أترك الشغل، وأطلب العلم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

لقد ذكرت حرصك على العلم الشرعي، وحاجتك وحاجة أهلك إلى الإنفاق عليهم، وذكرت أنك في الثامنة والعشرين من عمرك، مما يعني أنك مقبل على الزواج أو ساع إليه، وهذا يتطلب منك الجد والاجتهاد والعمل مع الاتقان، ومعلوم أن الواجب لا يعدل عنه إلى النفل أو المندوب، وفرض العين لا يعدل عنه إلى الكفائي، وإن الواجب عليك مساعدة والدك المريض ومن تعول، والكفائي طلبك للعلم قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.

ففي قول الله {منكم} ما يدل على عدم الفرضية، وهذا بالطبع ينصرف إلى طلب العلم الشرعي، أما ما يحرم عليك الجهل به فلا يجوز التقاعس عنه، كالصلاة وطريقة أدائها وواجباتها وأركانها، وما تبطل به الصلاة، وهذه الامور الذي لا يسع المسلم الجهل بها، والتي يمكن تعلمها من غير كبير جهد، أو مشقة أو تفريغ.

وعليه فإن أمكن التوفيق بين عملك وبين طلب الشرعي، فحيهلا بذلك، وإن تعارضا فقدم عملك واستعن بالله، ولا تقطع الرجاء مع الأخذ بأسبابه، ومن تلك الأسباب، كل أمر لا يعيق عملك: كحضور محاضرة مسائية أو دورة علمية، أو الاستماع عبر الانترنت لبعض الدروس المفيدة، كل هذه أسباب، والله يوفقك ويرعاك، ونحن سعداء بتواصلك معنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً