الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التعامل مع الناس بسبب الخوف والخجل.

السؤال

السلام عليكم ..

أشتكي من اكتئاب شديد, ولا أعرف النوم بسببه, وأعاني من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين, أخجل أن أخرج من المنزل وأذهب إلى أي مكان لوحدي, ولا أستطيع أن أتعامل مع الناس, أخاف أن أذهب إلى مكان يكون فيه وسيلة موصلات, ولو كان ثمة ضرورة للذهاب فإني أذهب على قدمي ولا أركب أي وسيلة موصلات, وأفضل ركوب القطار حتى لا أتعامل مع الناس في أي وسيلة موصلات أخرى, وأخاف أن أذهب لأي مكان لوحدي.

أرجو أن أكون استطعت أن أوصل لكم مشكلتي, وأرجو منكم الحل، لأني لا أقدر أن أذهب لأي طبيب بسبب مشكلتي.

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حين تقول أنك تشتكي من اكتئاب شديد الذي أفهمه من ذلك أنك تعاني من إحباط وشعور بالكدر والحزن، وهذا انعكس سلبا على أدائك الاجتماعي, أصبحت تفتقد الشعور بالسعادة والراحة النفسية.

اضطراب النوم هي جزء أصلي في الاكتئاب النفسي, أما ميولك للوحدة والانعزال, والتخوف من التعامل مع الناس, فهو نوع من اهتزاز الثقة بالنفس, ربما يكون تولد لك أيضا درجة من المخاوف.

أيها الفاضل الكريم العلاج يتمثل في أن تعيد تقييم حالتك، لماذا أنت مكتئب؟ وما الذي يجعلك تحب الانعزال, ولا تتواصل مع الآخرين, لابد أن تطرحها على نفسك؟ وإن لم تجد أسبابا أو كانت هذه الأسباب واهية؛ فيجب أن تسقط هذه الأسباب من حساباتك, وتبدأ تفكر بتفكير الشاب المسلم الجامعي, الذي وهبه الله الصحة في الجسد وقوة الفكر، فلماذا لا تنطلق انطلاقة إيجابية, هذه الأسئلة لابد أن تطرحها على نفسك.

الأمر الثاني: أن تتذكر أن الإنسان في الأصل كيان اجتماعي يتألف, والحياة لا يمكن أن تستمر ما بين البشر بدون هذا النوع من التواصل، والبشر هم الأب, والأم, والأخ, والأخت, والجار, والصديق, والقريب, والبعيد، إذن رجوعك بفكرك إلى هذه الأساسيات سوف يساعدك في تحسين مفاهيمك حول التواصل الاجتماعي, ومتى ما استشعرت أهميته فأعتقد أنك سوف تغير من طريقتك, ويا أخي هنالك أنواع من التواصل الاجتماعي مفيدة لعلاج مثل حالتك, وفيه إن شاء الله الأجر والثواب أيضا.

أداء الصلاة مع الجماعة في المسجد هذا يعني أنك سوف تتواصل مع الناس، سوف تحييهم ويحيوك وبعد فترة تجد أن الصلاة الاجتماعية جيدة ووطيدة, تفقدك لأرحامك وجيرانك وأصدقائك هذا أيضا يبني لديك مهارات اجتماعية كبيرة, وهذا سوف يمهد لك – إن شاء الله تعالى – ركوب وسائل المواصلات العامة, وتختلط بالناس وتذهب إلى الناس فتشاركهم في أفراحهم ومناسباتهم.

احرص على زيارة المرضى في المستشفيات، انخرط في أي نوع من العمل الاجتماعي أو التطوعي، مارس الرياضة مع أقرانك وأصدقائك، لابد أن تنتهج هذه المناهج السلوكية, وأنا أرى أنها سوف تساعدك كثيرا، أنت أيضا محتاج إلى علاج دوائي مزيل للاكتئاب والتوتر والقلق، ويزيل المخاوف أيضا, وإن شاء الله يحسن من تواصلك الاجتماعي, والدواء يعرف باسم مودابكس, هكذا يسمى في مصر, وله مسميات أخرى منها لسترال, وكذلك زولفت, والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة, والبداية بنصف حبة.

أي (25غ), تناولها ليلا بعد الأكل, وبعد أسبوعين أرفعها إلى حبة كاملة, أي (50غ), استمر عليها لمدة ستة أشهر, ثم خفضها إلى (25 غ) ليلا لمدة شهر, ثم توقف عن تناول هذا الدواء، الدواء لا يحتاج إلى وصفة طبية, وليس له آثار جانبية مضرة.


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مني

    جزاك الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً