الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أنسى الارتباك وأتحدث بكل طلاقة وجرأة... ولكن كيف؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 25 سنة، متخرجة من كلية التربية، منذ ثلاث سنوات، أصبت منذ أربعة أشهر بحالة غريبة، ولازالت مستمرة طوال الوقت، وطوال الشهور الماضية، وإلى الآن مستمرة، وهي عدم الشعور بالسعادة غصة بالحلق، خوف دائم، رهبة، وسرعة في ضربات القلب، عدم الارتياح مع الأهل، والحديث معهم، أريد العزلة، ولا أريد أن أتحدث مع الآخرين، أرغب بالبكاء، عدم الشعور بالأمان، صداع بالرأس، تفكير دائم على أتفه الأمور، وضيق، وتوتر دائم لا ينقطع، وعصبية، وخمول شديد بالجسم، وألم بالصدر، ومتشائمة، لا أريد أن أخرج أزور الناس، صرت أنام كثيرا، ولكني لا أرتاح في النوم، ولا أستمتع به كما كنت سابقا أحس أني أعيش في عالم آخر، والآخرون في عالم آخر.

ذهبت بعد أن أتتني الأعراض بعدة أيام للمستشفى قلت يمكن فقر دم، أو غدة درقية، عملت تحاليل لفقر الدم، فكان طبيعيا جدا، أما الغدة فلم أعمل، قالت الدكتورة: أعراضها ليست موجودة.

أحس في نفسي أن الأعراض هذه أعراض جسدية، لكن لا أعلم، أتوقع أن هذه الأعراض أتتني بسبب قراءتي عن مرض الرهاب الاجتماعي بالنت، وعن الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يتواصلوا مع أهليهم بسبب الرهاب، صرت أفكر فيهم، وحزنت على حالهم، وبدأت أفكر في نفسي، وأراقب نفسي، وأتذكر المواقف السابقة التي ارتبكت فيها، ثم قلت في نفسي أني مصابة بالرهاب، ولابد أن أعالج نفسي منه، موقفين، أو ثلاثة بالكثير الذي ارتبكت فيها، لكن مع قراءتي وسوست بنفسي، لكني الآن لا أريد أن أتحدث، أخاف أن أرتبك أمام أهلي، وهم ينظرون إلي، وتفكير مستمر بالارتباك بسبب سماعي لأحد البرامج أن بعض الناس يتكلم ثم إذا نظر إليه الناس ارتبك، وهذه حدثت لي مرة واحدة عند أحد الأقارب، ولم أراهم من زمان، كنت نسيتها، لكني تذكرتها من الدكتور، ومر عليها سنوات.

هذه الأعراض كلها لم تأتني إلا بعد سماعي وقراءتي لهذه الأمور بعدة أشهر، مع العلم أني إنسانة اجتماعية ومتحدثة لبقة، لكن منذ أن أتتني الأعراض، لا أريد أن أخرج من البيت، لكن إذا خرج أهلي أخرج معهم، والقلق والخوف الدائم يلازمنني، الأعراض كلها تلازمني، أخبرت أمي وأختاي قالوا لي: أنت ليس بك شيء إلا العافية، أنا لم لا أتصنع، ولم تأتني هذه الحالة طوال عمري.

وأيضا أنا عندما أنحرج يصبح وجهي أحمر، وبعدها أتعب كثيرا، وأقول لنفسي لماذا أنت هكذا ضعيفة، سألت أختي قلت لها، هل يوضح الاحمرار قالت عادي جدا احمرار بسيط، وهذه الحالة لم تأتني إلا في السنوات الأخيرة.

أنا غالبا أقدم القهوة والشاي للضيوف، لكني مرة، وأنا أقدم القهوة للضيوف ارتجفت يداي، وبعد أن ذهبوا جاءتني الوالدة، وقالت لماذا ارتجفت يدك، هل أنتي مستحية؟ ولكن شكلك طبيعي جدا، ومن بعدها صرت أراقب نفسي أثناء تقديم القهوة، وأخاف أن ترتجف يداي مرة ثانية، هذه الحالة جاءتني ثلاث مرات قبل هذا، لكن لم ألقي لها بالا، علما بأن الرجفة تكون في صبة الفنجان الأولى فقط لا غير.

وأنا سابقا أشعر بسعادة، وأتحدث مع أهلي بكل طلاقة، وجرأة، وحتى مع الناس وأقص عليهم القصص، لكن الآن أشعر بخوف، وقلق من أن أرتبك، أو أتوتر أثناء الحديث، ودائما أفكر باحمرار الوجه.

عندي خوف شديد حتى، وأنا لوحدي أحس أني مرعوبة، مع العلم أني حاولت أن أتخلص من هذا الشعور لكن لم أرجع كما كنت سابقا، فقد عملت تمارين الاسترخاء التنفسي المدعوم بالحوارات الايجابية لأحد المعالجين النفسيين أخذت هذا الاسترخاء من اليوتيوب لأكثر من شهرين، وأنا أمارسه لكن لم ينفعني، ولازلت أعمله.

مع العلم أني -ولله الحمد- أمارس رياضة المشي من سنة تقريبا، وأحاول أن أغير تفكيري السلبي إلى إيجابي، وعملت تقنية إزالة المشاعر السلبية للدكتور محمد رضا عمرو، لكن هذه الأعراض الذي جاءتني أتعبتني كثيرا، وقرأت عن الأعراض، فوجدتها أعراض قلق، لكن لا أعلم هل شخصيتي قلقه أم لا.

لا أريد دواء أريد فقط علاجا سلوكيا، وكيف أتخلص من هذا التفكير المزعج والمؤلم؟ وإن كان لابد من دواء فأريد أن تصفو لي دواء ليس له آثار جانبية، وليس مكلف ماديا.

أريد أن أشعر بالسعادة كما كنت سابقا، أريد أن تذهب الغصة أريد أن أنسى الارتباك، وأتحدث بكل طلاقه وجرأة، وثقة كما كنت سابقا.

أريد أن تذهب هذه الأعراض المزعجة، وبالذات دقات القلب السريعة أربعة أشهر ونصف، وأنا أصارع هذا الألم، والأعراض المخيفة، أريد أن أكون مرتاحة، ولست خائفة، ومرعوبة طوال الوقت.

‏‏أتمنى تشخيص حالتي، مع العلم أني أرسلت الأعراض فقط لإحدى الأطباء، فقال: أعراض نوبات ذعر، وأيضا أرسلت الأعراض والخوف الذي أخاف منه الارتباك فقط، فقال هذه أعراض رهاب مع أعراض اكتئابية، أنا أعرف نفسي لست مصابة بالرهاب، أريد أن أعرف ما الذي أصابني، وغير حياتي، وهل حالتي غريبة في الطب النفسي.

وشكرا لكم على هذا الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي أراه أنه بالفعل تعاني من قلق المخاوف، والمخاوف يمكن أن تتجسد وتظهر في عدة جزئيات منها الخوف الاجتماعي على سبيل المثال أما بالنسبة لنوبات الهرع فهي قد تكون مصاحبة لمثل هذه الحالات، وليس من الضروري أن تكون هي العرض الجوهري، فنوبة الهرع هي في الأصل نوع من القلق النفسي الحاد.

لاشك أن القلق وخاصة الرهاب يسبب للإنسان الكثير من الشعور بالنقص والهموم، ويقلل من كفاءة الإنسان النفسية بدرجة كبيرة، العلاج يتمثل في أولاً أن يعيد النظر في تحليليه لذاته، ويستبدل الفكر السلبي بفكر إيجابي.

ثانيًا: وضع برامج يومية ملتزمة تقوم على مبدأ المواجهة.

ثالثاً: تصحيح المفاهيم، كثير من الذين يعانون الرهاب والقلق حين تأتيهم الأعراض الفسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب، أو تلعثم أو رعشة يتصورون هذه الأعراض بصورة مبالغة فيها ومجسمة، وذلك بالرغم من أنها مشاعر داخلية خاصة بهم وليست مكشوفة للأخرين أبداً.

رابعاً: مهم جداً أن تشمل البرامج اليومية ما نسميه بالتعرض الجماعي مثلاً الاشتراك في الأنشط الثقافية، أو الاجتماعية، أو الخيرية، حضور حلقات تلاوة القرآن، هذه مفيدة جداً للتخلص من كل أنواع الرهاب خاصة الرهاب الاجتماعي، من الجيد أن تمارسي تمارين الاسترخاء هذه مفيد جداً، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

نظمي وقتك، وهي ذات فائدة كبيرة، لأن الانشغال، وتنظيم الوقت يصرف الانتباه تماماً عن الخوف والرهاب، هذه هي المبادئ السلوكية العامة، وأن أردت العلاج السلوكي لوحده لابد أن تواصلي مع معالج هذا فيه خير وفائدة كبيرة جداً لك.

احترم رغبتك في أنك لا تودين العلاج الدوائي، لكن أؤكد لك في ذات الوقت أن العلاج الدوائي يساهم مساهمة كبيرة في التحكم والتخلص من أعراض قلق المخاوف.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الإحباط والتشاؤم 234086 - 259784 - 264411 - 267822

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر الفقيرالي الله

    ربنا يشفي الجميع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً