الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلازمني خوف شديد من الموت...فما تفسير ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مطلقة، عمري 32 سنة، بدون أطفال، أعاني من حالة خوف شديد من الموت، سواء موتي، أو موت أحد من أهلي، أو موت أحد من الناس، أول مرة تعرضت للحالة هذه كانت في عدة طلاقي، وبعدها أحسست بحرارة في صدري، وبعد أسبوع ذهبت للطبيب، ووصف لي حبوب اندرال، واتضح أن سبب الحرارة تمزق في عضلة القفص الصدري بسبب حالة الذعر الشديدة - والحمد لله - شعرت بتحسن، وبعد 3 سنوات أجريت عملية جراحيه، وبعدها عاودتني الحالة أشد من الأول، وخوف شديد لدرجة الاختناق.

بدأت أحس أني سأفقد الوعي في أي لحظة، مع العلم أني مخطوبة، والزواج سيتم قريبا، وبدأت أشعر أنه لا يوجد شيء يستحق الحياة طالما أن هناك موت، وأشعر أني لن أبلغ بلد زوجي، وأشعر أني سأموت هناك وأنتظره طول الوقت، وأتخيل منظري وأنا ميتة، وهم يبكون من حولي، لي شهر ومازال الوضع كما هو عليه، تعبت وفقدت تفكيري وتركيزي.

أرجو منكم إفادتي؛ لأنه لا يوجد حولي دكتور نفسي، ولم أجد المصداقية إلا في موقعكم الكريم، وشكرًا لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من خلال اطلاعي على رسالتك توصلت إلى نتيجة، وهي أنك تعانين من قلق ومخاوف ذات طابع وسواسي، ويتجلى الوسواس في أقوى صورة.

حين ذكرت (أنه لا يوجد شيء يستحق الحياة طالما هنالك موت، وأني سوف أموت هنا) هذا الفكر وسواسي ولاشك في ذلك، ولا علاقة له بالواقع، الفكر الوسواسي دائماً يكون مرتبطاً بالقلق تكون هنالك مخاوف، وأنت تحدثت في بداية رسالتك عن الحالة القلقية المفاجئة التي حدثت لك، وأدت إلى انقباضات شديدة في عضلات الصدر، والشعور بالاختناق.

إذن ملخص الحالة هي حالة وسواسية قلقية مصحوبة بشيء من المخاوف، هذه الحالات نعتبرها -إن شاء الله عارضة- عليك أن تغيري من نمط حياتك، وأن تصبحي أكثر إيجابية، مارسي بعض التمارين الرياضية لتصرف انتباهك عن هذا النوع من الفكر، كما أن تمارين الاسترخاء تكون مفيدة لك، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

يجب أن تعيشي على الأمل والرجاء، وأنت -إن شاء الله تعالى- أمامك أخبار طيبة وهو الزواج، وأسأل الله تعالى أن يجعل زواجك هذا موفقاً، وأن تلتقي مع زوجك على المحبة والسكينة والرحمة، الفكر الوسواسي دائماً يعالج من خلال تحقيره وتسخيفه، والإغلاق عليه، واستبداله بفكر مخالف، هذه الوسائل العلاجية.

في ذات الوقت أعتقد أنك في حاجة إلى أدوية أو دواء واحد، وهذا الدواء إن شاء الله تعالى متميز لعلاج القلق والمخاوف والوساوس، وهو الزولفت (Zoloft) وأيضاً اسمه (لسترال Lustral) واسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline) يعتبر هو الدواء المثالي في حالتك، كما أنك محتاجة إلى هذاء الدواء بجرعة صغيرة وهو سليم وغير تعودي، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، بدئي بالسيرترالين بجرعة نصف حبة (25 غ) ليلاً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الذي بك سوف يزول إن شاء الله تعالى تماماً وحالتك بسيطة جدًا من الناحية التشخصية وحتى من الناحية العلاجية، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أم عبد المهيمن

    شفاك الله يأختي عليك بقرأة القرأن والأستغفار فأنه يدهب الهم والغم ويأتي بالفرج ولا تنسي ان قرأة القرأن شفاء ما في الصدور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً